أنطونيو كونتي يحصل على جائزة أفضل مدرب في إيطاليا

قال إنه يشعر بزيادة الأدرينالين في جسده عندما تردد الجماهير اسمه

TT

صباح ترفيهي، أمضاه في التحاور مع جماهير النادي عبر المواقع الاجتماعية في شبكة الإنترنت. ثم ظهيرة عمل، في فينوفو، لقيادة المران الأول للفريق هذا الأسبوع وبعدها أمسية مليئة بالسعادة والقناعات، في مونتيكاتيني تيرمي، لتسلم جائز «مايستريللي» كأفضل مدرب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي من قبل لجنة تحكيم الصحافيين والخبراء ومديري الرياضة. إن أيام أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس دائما ما تكون طويلة إلى حد ما، ولكن يوم (الاثنين) الفائت كان أكثر طولا. وكانت اللحظة الأكثر انسجاما هي تلك المحادثة الشفهية مع جماهير النادي عبر الإنترنت. فقد وجد كونتي في أحد غرف مقر إدارة السيدة العجوز وخلفه تلك الصورة الشهيرة لميشال بلاتيني ملقا على عشب استاد طوكيو عقب الهدف الملغى له في بطولة كأس الإنتركونتيننتال عام 1985. ولمدة نحو ساعة أخذ كونتي يقرأ بعناية الأسئلة التي وردت إلى موقع النادي الرسمي وأجاب على معظم التساؤلات وبعث أيضا ببعض الرسائل.

مقعد المدرب: وحول غياب كونتي عن مقعده في الملعب أجاب المدرب قائلا: «افتقده كثيرا. لقد شيدت واحدا لي في البيت عند زوجتي. بعيدا عن المزاح، هذا الأمر جعل عملي يتضاعف ثلاث مرات. لدي على أي حال معاونين رائعين ولاعبين يقدرون المسؤولية بشدة، إنهم رجال في المقام الأول ثم محترفون رائعون. على الرغم من غيابي عن الوجود على مقعدي في مباريات الفريق إلا أننا نقدم أشياء غير عادية لا يضعها الإعلام، من وجهة نظري، قدر الاهتمام الذي تستحقه. لا أعلم إذا كنت سأصبح يوما ما فيرغسون اليوفي أم لا غير أنني أتمنى البقاء وقتا طويلا مع السيدة العجوز».

اليوفي: «لم نفتقد مطلقا إلى التعطش، ولكن فحسب تم الاستخفاف بعض الشيء بأهمية الكثافة داخل الملعب. الخسارة أمام الإنتر أصابتني بالمرارة، ولكن ينبغي تقديم التهاني إلى خصومنا الذين سيصارعون على الدرع الإيطالية حتى النهاية. طالما جمعتني باليساندرو ديل بييرو علاقة صريحة وتتسم بالإخلاص. جيوفينكو لا يزال عليه النضج كرويا أكثر. أما الفرنسي بوغبا فهو يبلغ من العمر 19 عاما، ولم أفكر مطلقا حتى ولو لمجرد لحظة، في منحه قميصا أساسيا وتحميله مسؤولية. لقد انطلقت في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في سن الـ19 عاما، لذا أنا أثق فيه. بوغبا يتمتع بالمهارة وسمات غير عادية. الآن بات علي، وعليه، أن نجعل هذه الموهبة تنمو وتحويله إلى بطل كبير. إنه يحظى بقدرات ضخمة وبإمكانه أن يصير واحدا من أفضل لاعبي العالم. ولكن عليه دائما ألا يفقد البوصلة ويحسن السلوك. في سن الـ19 عاما يكفيك خوض مباراة واحدة بشكل جيد لتفقد عقلك. في المرحلة الهجومية لدينا تسلسل هرمي، ولكن للأسف لا مفر من أن هناك دائما نقاشات. لا يروق لي أنهم في إيطاليا لا يفكرون سوى في الجدل وليس النتائج. هكذا سنتعرض دائما إلى صفعات في أوروبا، كما نفعل الآن».

دوري أبطال أوروبا: «في الدنمارك أمام نورسيلاند كان تعادل اليوفي غير عادل، فقد سيطرنا غير أننا لم ننجح في حصد الفوز. حتى هذه اللحظة لم نخسر أوروبيا وسوف نلعب على اجتياز هذه المرحلة أمام تشيلسي. إذا لعبنا بشكل بارع سنتقدم للأمام، هذا وإلا سنشمر عن سواعدنا ونستمر في العمل بضراوة. المهم أن نتحلى بالصبر. في بطولة الشامبيونز ليغ يروق لي كثيرا فريق بروسيا دورتموند الذي يعمل تحت قيادة مدرب ممتاز».

أمر خاص: «الآن عندما تجدني زوجتي غاضبا تقول لي (مرعب، مرعب). الاقتداء بك يعني أنك حققت شعبية مهمة. أنا أنظر إلى الجانب الإيجابي في الأمر. أنا شخص مخلص وصارم لا يقبل بالحلول الوسط. بالتأكيد أنني مررت بلحظات صعبة لم أنجح في إيجاد أسباب لها. وكان دعم عائلتي ورئيس نادي اليوفي أندريا أنيللي عونا كبيرا لي في تلك الفترة».

الجماهير: «بالنسبة إلى الجماهير هي كل شيء. عندما أسمع مدح اسمي في المدرجات أشعر بزيادة الأدرينالين في جسدي. ولكن يتعين علي دائما عدم مواجهة ذلك بالطريقة المناسبة: يقال دائما إنه إما أن تكره اليوفي أو تعشقه. أعتقد أن علينا أن نكون أكثر تهذيبا واحتراما لعمل الآخرين. ولكننا على العكس لا نجد سوى تشجيع يتسم بالعصبية، لا سيما من جانب رجال الصحافة. ينبغي أن يعلو صوت الاحترافية دائما على التشجيع. لا يروق لي ما وقع بعد مباراة اليوفي – نورسيلاند، عندما رأيت بعيني في قاعة المؤتمرات الصحافية الكثير من الصحافيين (وليس واحدا فحسب) يتهلل لفوز تشيلسي أمام شاختار الأوكراني على الرغم من أنه ليس حتى فريق إيطاليا. لقد كان ذلك عدم احترام وأشعر بالخجل لما فعله هؤلاء الصحافيون».

وفي إطار متصل، يبدو أن صراع اليوفي والإنتر لا ينتهي أبدا. وقد تم أول من أمس الإعلان عن حلقة الجدل الجديدة بين الفريقين. وسبب الحرب هذه المرة هو العبارة التي كان كاسانو مهاجم الإنتر قد صرح بها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «لقد رفضت الانتقال إلى اليوفي، فقد حاول يوفنتوس ضمي إلى صفوفه ثلاث مرات ولكني لم أذهب إلى هناك لأنهم يريدون جنودا صغارا يطيعون الأوامر. أما أنا، على العكس، أرغب في التجول على اليمين أو اليسار والخروج من الثنائيات إذا أردت ذلك. أنا أوجد الآن في الإنتر بأفضل حال». وأول من رد على تصريحات كاسانو هذه كان ليوناردو بونوتشي عن طريق تغريدة على صفحة «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «أكثر من جنود صغار.. نحن محترفون!». ست كلمات جاءت لتوجه رسالة مشتركة من جانب، بالأحرى، لاعبو اليوفي الدوليون الذي عاشوا مع كاسانو مغامرة أمم أوروبا الفائتة.

هنا اليوفي: وصباح أول من أمس خلال الساعة التي تم تخصصيها للرد على أسئلة جماهير اليوفي، عاد كونتي في حديثه إلى هذا الموضوع: «في يوفنتوس ليس هناك جنود صغار، بل محترفون عن جد، ونجوم لا تشوبهم شائبة. عندما نذهب لضم لاعب نتابعه أيضا على أساس السمات الإنسانية هذا لأن خلال اللحظات الصعبة دائما ما يأتي اللاعب في المقام الثاني ويبزغ الإنسان. إذا كان خلف اللاعب يتوارى مجرد شخص ثرثار نفضل ترك ذلك اللاعب والبحث عن آخرين. علينا أن نفوز عن طريق التفوق في اللعب والسلوك».

هنا الإنتر: وفي المساء وصل رد نادي الإنتر على تصريحات كونتي، على لسان مسؤول المنطقة الفنية ماركو برانكا: «كنت أعتقد أن هذه المسألة قد تم حلها بالفعل بين اللاعبين ولم يكن هناك حاجة إلى تدخل أشخاص ذي مسؤوليات أكبر داخل النادي. ثم إذا كان هناك شخص حريص على التدخل في هذه المسألة، على الرغم من المكانة الحالية التي يشغلها في الفريق، فأنا من جانبي لن أقدم ردا على ذلك حتى لا أزيد من الجدل وتعكير صفو المناخ الهادئ الذي يطمح إليه الجميع. وعلى أي حال نحن بدورنا نشكرهم على ترك لاعبين بعينهم إلينا».