ربما لم يكن يخطر في بال أي متابع لمباريات كرة القدم التي تقام في السعودية أن توجد يوما من الأيام شركة أجنبية عالمية متخصصة في المشروبات الكحولية الروحية على جنبات ملعب الملك فهد الدولي لتكون مع الشركات المعلنة لمباراة السعودية والأرجنتين التي جرت الأربعاء الماضي في إطار لقاء ودي دولي شهد تفوقا سعوديا على الميدان. الوجود للشركة الأجنبية يخالف القواعد التي تسير عليها البلاد بحظر أي إعلانات تخص شركات الكحول والقمار وغيرها لكنها فاجأت الجميع بالحضور، والشركة هي «quilmes» الأرجنتينية، وهي المتخصصة في صناعة المشروبات الكحولية والغازية، وتعتبر هذه الشركة الراعي الرسمي لمنتخب «التانغو» والنجم العالمي البرشلوني ليونيل ميسي في الوقت الراهن حيث يعود تاريخ تأسيسها لعام 1888 ميلادية ومقرها الرئيسي في مقاطعة كوايلمز بالأرجنتين وتشتهر بإنتاج البيرة والمشروبات الغازية في القارة اللاتينية. ولفتت اللوحة الإعلانية التي عرضت في جنبات استاد الملك فهد الدولي بعض أنظار المتابعين عندما ظهرت صورة إحدى الشركات الأجنبية المتخصصة في المشروبات الكحولية والغازية. وكان إعلان شركة «كويلميس» محل استغراب للعديد من المتابعين الذين يعرفون نشاط تلك الشركة. وحاولت «الشرق الأوسط» الوصول إلى المهندس سلمان النمشان مدير ملعب الملك فهد الدولي الحاضن لمواجهة السعودية والأرجنتين الودية الدولية، وكذلك رئيس إدارة المنتخبات السعودية محمد المسحل الذي يشغل أيضا منصب أمين عام اللجنة الأولمبية السعودية، بيد أن محاولات الوصول إليهما باءت بالفشل نظرا لعدم ردهما على اتصالات «الشرق الأوسط» مساء أمس، بينما شدد خليل الميناوي الرئيس التنفيذي لشركة «إم آند إم» المسؤولة عن تسويق المنتخب السعودي واللوحات الإعلانية، على أنه لا يعرف ما إذا كان نشاط الشركة خاصا بالمشروبات الروحية، وأن العقد المبرم مع الشركة الأرجنتينية «بولد إيلفن» يتيح للأخيرة وضع لوحات إعلانية خاصة بالشركات التي لها حقوق رعاية وتسويق للمنتخب الأرجنتيني.
وبحسب قواعد البلاد الشرعية، فإن أي شركات كحولية أو تبغ أو قمار يحظر الإعلان عنها في المناسبات بجميع أشكالها أو حتى الإعلان عنها في الميادين والشوارع، بيد أن حضور شركة «كويلميس» قد يثير ضجة في الشارع الرياضي السعودي. بقيت الإشارة إلى أن المهاجر الألماني أوتو بيمبيرغ هو من أنشأ قبل 124 عاما مصنع جعة في مدينة كويلميس بالقرب من العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس وتحمل ذات اسم المدينة، وتحولت منذ ذلك التاريخ إلى أشهر أنواع الجعة في البلد اللاتيني وصولا إلى ترميزها كأحد رموز الفخر الوطنية في الأرجنتين، وتختار اللون الأزرق السماوي والأبيض، وهما اللونان اللذان يشكلان قميص منتخب «التانغو». النجاح الذي حققته «كويلميس» جعلها قادرة على الدخول بشكل مثالي في عالم التسويق الرياضي، حيث بدأت في التسعينات الميلادية بخطوة الإعلان على قمصان أكبر الأندية الأرجنتينية مثل بوكا جونيورز وريفير بلايت وفيليز سارسفيلد ونادي كويلميس. وفي يوم الأم عام 2001، وكان موافقا لمباراة لبوكا جونيورز وريفير بلايت، قامت الشركة بجعل اللاعبين يرتدون قمصانا تحتوي على أسماء أمهاتهم في ذات المكان الذي يوضع به شعارها، وبعد ذلك بسنوات بسيطة قامت الشركة بالتوقيع مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم لرعايته في المؤتمرات الصحافية ورعاية مبارياته الودية في عقد يتجدد كل 4 أعوام بزيادة مستمرة، كان آخرها في كأس العالم 2010.