الطير: نجوميتي أبعدتني عن المغرب.. ولم أتلق عروضا من أندية الكبار

أكد أن قوة الدوري السعودي دفعته للانتقال.. ونفى خلافه مع المدرب

TT

اعتبر حسن الطير المحترف المغربي في صفوف الفريق الكروي الأول بنادي الشعلة أن تجربة احترافه في دوري زين السعودي تعد مثالية ولا يمكن التفريط بها، واصفا الدوري بأنه الأقوى على المستوى العربي، مشيرا إلى أن المحترفين المغاربة الذين سبقوه يمثلون له حافزا كبيرا لتقديم الجهود التي تجعله راسخا في ذاكرة الرياضيين السعوديين، مبينا أنه لم ينظر إلى الشعلة بوصفه فريقا صاعدا لأن جميع الفرق التي توجد في الدوري السعودي تتميز بالقوة والإمكانات الكبيرة التي تجعلها مطلبا لمعظم اللاعبين الذين يبحثون عن تطوير قدراتهم الكروية، مؤكدا أن تخلفه عن معسكر الفريق الذي سبق الموسم لم يكن عائقا له في ظل انضباطه بالبرنامج اللياقي الذي كان خاضعا له في تلك الفترة، نافيا تلقيه أي عرض من أندية سعودية أخرى خلال الأيام الماضية في ظل ارتباطه بعقد يمتد لموسم واحد مع إدارة الشعلة، كاشفا عن أنه سيبحث بعد ذلك عن التجربة الاحترافية التي تؤمن له مستقبله، مشيرا إلى أن وجوده في دكة البدلاء خلال الجولات الماضية عائد إلى قناعات المدرب وليس مؤشرا على وجود مشكلة بينه وبين الجهاز الفني في الفريق.

* سارت أمور مفاوضاتك مع الشعلة بسلاسة، صف لنا كيف جرت الأحداث، والأسباب التي دفعتك للانتقال.

- توقيعي لنادي الشعلة كان عن طريق وكيل أعمالي عزيز الشاذلي، وكنت أسعى لأكون في دوري مميز يساعد اللاعب على البروز والظهور، حيث تحدث معي وكيل أعمالي وقال إن هناك عرضا من ناد يوجد في دوري زين السعودي الذي يعد من أقوى الدوريات العربية، فلم أتردد في قبول العرض، وبعدها أوضح لي أن الشعلة فريق صاعد، والحقيقة كان شرفا لي أن أسير على خطى المغاربة الذين سبقوني في اللعب بالدوري السعودي، وأتمنى أن أترك بصمة مميزة كما فعلوا.

* من الصعب قبول الانتقال إلى ناد صاعد، ما الذي دفعك إلى أن تقبل تلك التجربة؟

- قبلت عرض نادي الشعلة لأنني أبحث عن ناد سعودي يشارك في دوري زين، وهذا الأمر يعد شرفا لي، وخصوصا أن الدوري السعودي يضم لاعبين مميزين على المستوى المحلي والأجنبي، وطموح أي لاعب أن يوجد في دوري قوي، ولدي اعتقاد بأن جميع الموجودين في دوري زين هم من الفرق الجيدة، ولهذا لا يمكن التقليل من نادي الشعلة.

* الوقت لم يسعفك في الالتحاق بمعسكر الشعلة، كيف استطعت التأقلم سريعا مع الفريق؟

- كنت أتمرن كثيرا قبل التوقيع مع أي فريق لأنني لاعب محترف، ولا بد أن أكون جاهزا، وكان لدي برنامج تدريبي أعمل من خلاله لإثبات نفسي، وتأقلمي مع الشعلة جاء نتيجة توفيق الله لي، ثم انضباطي منذ أول يوم تدربت فيه مع الفريق، وقمت بتطبيق تعليمات المدرب داخل وخارج الملعب، وصحيح أن الشعلة فريق صاعد، ولكن لدى لاعبيه روح عالية تدفعهم للظهور بمستوى مشرف، وهذا يساعد اللاعب على البروز وإثبات نفسه.

* من خلال تجربتك القصيرة مع الشعلة، هل تعتقد أنك ستستمر في دوري زين لمواسم متعددة؟

- من يرى فريق الشعلة في أول ظهور له بدوري زين يتأكد أنه فريق متمرس منذ فترة طويلة، وهذا ما يدفعني للقول إن الفريق يسير بخطى ثابتة ومرسومة من قبل إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين، فنحن رسمنا الخطط التي نطبقها باتفاق الجميع، ونقوم بعمل ما يطلب منا في كل مباراة، ونطمح إلى أن نكسب أي مواجهة نخوضها، ونقدم ونجتهد والتوفيق بيد الله، وحاولنا جاهدين أن نخرج من الدور الأول بأكبر قدر من النقاط، لكي لا ندخل أنفسنا في نفق مظلم خلال مجريات الدور الثاني، وبإمكاننا تقديم ما يرضي جميع محبي الشعلة.

* في الجولات الأخيرة لم نر الطير أساسيا مع الفريق، هل هناك ما يعوق مشاركتك؟

- تلقيت هذا السؤال بكثرة خلال الأيام الماضية وكأنني المعني بالإجابة، وأعتقد أن هذا التساؤل من المفترض أن يوجه لمدرب الفريق، فأنا جاهز فنيا وبدنيا بعد أن عدت من الإصابة التي لحقت بي، ولا شيء يمنعني حاليا من المشاركة، وهذا ما يطرح العديد من علامات الاستفهام.

* حديثك يتضمن تلميحا لوجود مشكلة بينك وبين المدرب محمد صلاح، ما حقيقة ذلك؟

- من يشاهد ما يحدث يقول إن هناك شيئا بيني وبين المدرب، ولكن ليعرف الجميع أن حسن الطير لا يمكن أن يتسبب في أي مشكلة مع أحد، سواء كان المدرب أو اللاعبون أو الإدارة، فأنا لاعب محترف وأدرك جيدا معنى الاحتراف، وكل ما في الأمر أن لمدربنا وجهة نظر مقتنعا بها، ولا أفضل الخوض في هذه التفاصيل لأنه هو المسؤول أولا وأخيرا عن الجوانب الفنية، ولكنني أؤكد للجميع أنني جاهز وقادر على المشاركة متى ما رأى المدرب ذلك.

* وجودك على دكة البدلاء لأكثر من مباراة هل يضايقك، أم أنك لا تلقي بالا لذلك الأمر؟

- مما لا شك فيه أن أي لاعب يحب أن يكون أساسيا في الفريق، خصوصا إذا كان يمتلك المستويات التي تجعله مؤهلا لأن يوجد في القائمة الأساسية في ظل اقتناع المدرب بقدراته، ولكن في عالم كرة القدم وبالأخص الاحتراف فإن الأمر برمته بيد المدير الفني الذي يختار اللاعبين الـ18 المشاركين في المباراة، وأنا أحترم رأي المدرب وتحت إشارته متى ما أراد الطير، ولم آت إلا لتقديم العطاء الذي أخدم من خلاله فريقي، وأرجو أن أكون عند حسن ظن من تعاقدوا معي لأكون إضافة للشعلة، وحتى هذه اللحظة أنا راض عن الأداء الذي قدمته وتلقيت بموجبه الإشادة من الجميع.

* تنافس حاليا بقوة على صدارة هدافي دوري زين السعودي، كيف تقيم تجربتك الاحترافية حتى هذه اللحظة؟

- اللاعب لا يقيم نفسه مهما وصل إلى النجومية، ولكن أترك هذا التقييم للمختصين والمحليين الذين ينصفون اللاعبين بناء على إمكاناتهم التي يقدمونها، وأنا أنظر إلى نفسي بعد كل مباراة وأرى أنني لم أقدم العطاء المطلوب مني، ومنافستي على لقب الهداف هي توفيق من الله ثم مساعدة زملائي اللاعبين، فكرة القدم لعبة جماعية لا يمكن أن ينسب الفضل إلى شخص دون الآخرين.

* سبقك لاعبون مغاربة في الدوري السعودي، كيف تقيم تجربتهم؟

- الجميع شاهد المحترفين المغاربة في الدوري السعودي وكيف كانت الاستفادة منهم، فمن ينسى أحمد بهجا وهشام أبو شروان وحاليا عادل هرماش وقبله يوسف العربي؟! كلهم مثلوا أنديتهم خير تمثيل، وقدموا مستويات مميزة ولهم سمعة جيدة وتركوا بصمة في الكرة السعودية، ومعظمهم حققوا البطولات مع أنديتهم، وهذا الأمر سيدفعني إلى تقديم مستويات ترضي الجمهور السعودي عامة ومحبي الشعلة على وجه الخصوص.

* هناك أنباء عن تلقيك عددا من العروض الاحترافية التي تسعى للظفر بخدماتك، صف لنا ما يدور خلف الكواليس.

- سمعت مثل هذا الحديث كثيرا، وهناك من قال إنني سأحترف في أحد أندية الوسطى أو الغربية، ولكنني أؤكد للجميع أن عقدي لا يزال ساريا مع الشعلة، والاحتراف يتطلب الالتزام بالعقد المبرم، ولذلك لا يمكنني قبول أي عرض من الأندية الأخرى إلا بعد انتهاء فترتي مع النادي الحالي، وليس لدي علم بوجود ناد يرغب بضمي حتى هذه اللحظة، سواء من داخل السعودية أو خارجها، وتبقى هذه مجرد أحاديث ليس لها أي سند رسمي.

* مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، هل سنشاهد الطير موجودا في ناد آخر غير الشعلة؟

- اللاعب المحترف ينصب تفكيره في الاحتراف والتنقل بين الأندية، وأنا أحد هؤلاء اللاعبين الذين يبحثون عن تأمين مستقبلهم بالتوقيع لأي ناد يرغب في ضمهم، ولكنني حاليا لن أتحدث عن أي شيء سوى العقد الموقع بيني وبين إدارة الشعلة الذي يمتد لموسم واحد، وأقدر لها حسن تعاملها معي، ومتى ما انتهى عقدي معهم فسيكون هناك مساحة للمفاوضات إما التجديد وإما الانتقال، وسأبحث عن المكان الذي يناسبني ويحقق لي هدف تأمين المستقبل.

* قبل خوضك تجربة الاحتراف في السعودية كانت لك مشاركة في فريق الإمارات الإماراتي، كيف تصف تلك الفترة؟

- في الحقيقة كانت تجربة رائعة، وقضيت مع فريق الإماراتي أجمل الذكريات، وتركت بصمة جيدة فهي فترة ليست بالقصيرة حيث امتدت لعامين ونصف العام، وكان الفريق للتو صاعدا إلى الدرجة الأولى في الإمارات، وقدمنا مستويات مميزة حصلت بها على ألقاب عديدة، ولله الحمد، وأصف تجربتي بالناجحة بكل المقاييس، وكانت من أفضل فتراتي الاحترافية.

* الطير ابن من أبناء نادي الرجاء المغربي، كيف تمكنت من مغادرته والاحتراف في الخارج؟

- صحيح أنني أحد أبناء الرجاء، وأتشرف بذلك فهو النادي الذي صقلني ووصلت به إلى ما أنا عليه الآن، وشاركت مع الفريق عقب وصوله إلى كأس العالم للأندية عام 2000، حيث كنت في درجة الشباب ولعبت معه في أكثر من مباراة، وقدمت مستويات مميزة حتى وصلت إلى الفريق الأول، وأثبت قدراتي وقدمت ما يرضي جمهور الرجاء الغالي على قلبي، ولكن بعد هذا وجدت مضايقات من قبل المسؤولين في النادي وعلى رأسهم مدرب الفريق، وكنت أقدم أداء باهرا وحصلت على هداف الفريق في أكثر من موسم، وبعد تلك المضايقات وجدت نفسي لا أقدم ما أستطيع ولم أرتح نفسيا، وهذه تعتبر حربا نفسية على اللاعب الذي يقدم مستويات مميزة، فربما تكون نجوميتي سببت لي بعض المشكلات.

* لست من اللاعبين الذين يوجدون بكثرة في الإعلام، ما الأسباب التي تمنعك من ذلك؟

- التعامل مع الإعلام يتطلب أن يكون اللاعب حذرا جدا، لأنه محترف ومحسوب عليه كل كلمة ينطق بها، وفي حال لم أخرج فإن هناك تهمة تطالني أنني متعال على الإعلاميين وهذه المشكلة، لذلك أعتقد أن اللاعب عليه اختيار الوقت المناسب للخروج من أجل أن يبين وجهة نظره تجاه أحداث معينة، وألا يكون خروجه فقط من أجل الخروج.

* كلمة أخيرة تود توجيهها.

- أحب أن أشكر جميع من أشاد بحسن الطير سواء كانوا داخل السعودية أو خارجها، وحتما سأكون عند حسن ظنهم بإذن الله تعالى، وسأسعى إلى أن أترك بصمة مميزة تبقى ذكرى في أذهانهم، كما أشكر إدارة الشعلة التي وفرت جميع السبل لإراحة اللاعبين من أجل تقديم الجهود الكبيرة والمستويات المميزة.