الأهلي بطلا لدوري أبطال أفريقيا للمرة السابعة.. وأول فريق يتأهل لمونديال الأندية 4 مرات

قهر الترجي التونسي في عقر داره في إياب الدور النهائي لينفرد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب

TT

توج الأهلي المصري بطلا لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بعد فوزه المستحق على مضيفه الترجي التونسي 1/2 في عقر دار الأخير، في إياب الدور النهائي على ملعب رادس (جنوب تونس العاصمة التونسية).

والتتويج هو السابع للأهلي في تاريخه، والأول منذ عام 2008، وجاء بعد موسم عسير مرت به الكرة المصرية منذ أحداث بورسعيد التي أودت بحياة 72 من مشجعي النادي الأهلي عقب مباراته في الدوري المحلي أمام النادي المصري البورسعيدي، مما أدى إلى وقف النشاط الرياضي في مصر. وجاء الفوز ليضفي ولو قليلا من السعادة على جماهير الأهلي خاصة، والكرة المصرية بشكل عام، حيث خرجت الجماهير إلى الشوارع الرئيسية في القاهرة ومحافظات مصر للاحتفال.

وقد أجمع لاعبو الأهلي على إهداء اللقب إلى أرواح شهداء مجزرة بورسعيد. وأعرب محمد أبو تريكة، لاعب وسط الأهلي عن فرحته الشديدة بعد فوز الفريق وتتويجه بدوري أبطال أفريقيا للمرة السابعة والعودة إلى كأس العالم للأندية باليابان. وأضاف «لعبنا مباراة كبيرة، واستطعنا تحقيق الفوز، وسنهدي البطولة لشهداء الأهلي، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه للشهداء». وعما تردد حول اعتزاله قال أبو تريكة «كل ما تردد عن اعتزالي اللعب بعد مباراة الترجي غير صحيح»، مشيرا إلى أنه لن يعتزل «قبل الصعود بالمنتخب لكأس العالم 2014 في البرازيل». كما رفض حسام البدري، المدير الفني للأهلي، فكرة اعتزال أبو تريكة، معتبرا أنها «غير مطروحة في الوقت الحالي».

وأشاد مصطفي يونس، لاعب الأهلي ومنتخب مصر الأسبق، بلاعبي الفريق وجهازه الفني بقيادة حسام البدري، وقال «أنا فخور بهذا الجيل من نجوم الأهلي وبالبطولات التي تحققت، لكن هذه البطولة تعتبر من أغلى وأصعب البطولات في تاريخ النادي نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها الفريق». وأضاف أن «حسام البدري صنع تاريخا جديدا للمدرب المصري، وتفوق منذ بداية المباراة وحتى النهاية، كما أثبت نجوم الأهلي أن معدنهم الأصيل يظهر دائما في أصعب المواقف»، ودعا إلى «ضرورة عدم التحامل على أبو تريكة لإضاعة ركلة جزاء، لأنه نجم كبير وقدم الكثير، لكنه ابتعد لفترة كبيرة عن المباريات».

وأشاد محمد ناجي جدو، صاحب الهدف الأول في مرمى الترجي، بزملائه، مؤكدا «تعاهد اللاعبون قبل السفر إلى تونس على الفوز باللقب لإهدائه لأرواح شهداء حادث بورسعيد وأسرهم، وهو ما حدث بالفعل»، مضيفا «رأيت الرغبة في عيون اللاعبين خلال المباراة رغم ضعف الإعداد وتوقف النشاط، فلم يهدأوا حتى حصدوا اللقب للوفاء بوعدهم تجاه الشهداء». وتابع «نجح حسام البدري في دراسة الترجي جيدا، وتوقع سيناريو اللقاء».

وقال وائل جمعة مدافع الأهلي «اللقب الأفريقي الذي حققه الفريق يعد الخامس بالنسبة لي، لكنه في الوقت نفسه يعتبر الأصعب في مشواري الكروي مع القلعة الحمراء». وتابع «الأهلي حقق إنجازا بكل المقاييس بعد تحقيقه البطولة الأفريقية في ظل الظروف العصيبة التي مر بها منذ تجمد النشاط الكروي في مصر».

وأهدى عبد الله السعيد بدوره اللقب «إلى أرواح شهداء بورسعيد»، وأشار إلى أن لاعبي الأهلي «كانوا على قدر المسؤولية ونجحوا في تحقيق اللقب رغم الظروف الصعبة التي مر بها نادي القرن الفترة الماضية».

وحرص الأميركي بوب برادلي، المدير الفني للمنتخب المصري، على تهنئة لاعبي الأهلي، وقال «توقعت فوز الأهلي على الترجي في رادس منذ أن شاهدت لقاء الذهاب باستاد برج العرب، حيث كان الأهلي أفضل فنيا».

أما طارق العشري، مدرب فريق إنبي، فقال «أعاد الأهلي البسمة للشعب المصري بشكل عام، عقب سلسلة الأحداث المؤسفة التي تعاني منها مصر مؤخرا، وهي خطوة مهمة في طريق عودة الحياة الكروية من جديد بعد تجميدها منذ فبراير (شباط) الماضي».

وبدورها، خرجت مواقع الصحف المصرية لتشيد بالإنجاز.. وعنونت صحيفة «الأهرام» بـ«بطل مصر يلقن الترجي التونسي درسا ويهزمه بهدفين مقابل هدف مع الرأفة»، وجاء في صحيفة «الوطن»: «الأهلي يقهر الترجي في رادس ويتأهل لكأس العالم باليابان». أما صحيفة «المصري اليوم» فكتبت «الأهلي يتوج بطلا لدوري أبطال أفريقيا بثنائية في الترجي ويتأهل لمونديال الأندية»، مضيفة «أصبح الأهلي الفريق الوحيد الذي يصل إلى بطولة كأس العالم للأندية في اليابان للمرة الرابعة، كما سيكون الممثل العربي الوحيد في البطولة». وكتبت «الأخبار» بدورها «نادي القرن يقهر المستحيل في أصعب المواسم التاريخية».

وواصل الأهلي بهذا الفوز عقدته للأندية التونسية، حيث توج بلقبين على حسابها، علما بأنه أحرز 3 ألقاب في المسابقة على حساب أندية عربية بعد لقبه عام 1987 على حساب الهلال السوداني. وكرر الأهلي ما صنعه في الدور النهائي عام 2006 عندما تعادل مع الصفاقسي صفر/صفر ذهابا في القاهرة، وتغلب عليه 1/صفر في رادس، بهدف سجله محمد أبو تريكة الذي جلس على مقاعد البدلاء قبل أن يدفع به المدرب حسام البدري منتصف الشوط الثاني بعد تقدم فريقه 2/صفر.

وكان الترجي بحاجة للتعادل السلبي لإحراز اللقب للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه بعد عامي 1994 و2011، فيما احتاج الأهلي إلى الفوز أو التعادل الإيجابي بأكثر من هدف لرفع رقمه القياسي في عدد الألقاب إلى 7.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد سمحت لـ31 ألف متفرج فقط (بينهم ألف مشجع مصري) بحضور المباراة على ملعب رادس الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج. وكانت الداخلية قررت بادئ الأمر السماح لـ20 ألفا و500 مشجع بحضور المباراة، لكنها رفعت العدد إلى 27 ألفا ثم إلى 31 ألفا بطلب من الترجي، ومنع الأمن «القاصرين» دون سن الـ20 عاما من حضور المباراة في إجراء قال مهتمون بالشأن الرياضي في تونس إنه غير مسبوق في تاريخ البلاد.

يذكر أنها هذه المرة كانت الثالثة على التوالي التي يبلغ فيها الترجي الدور النهائي والسادسة في تاريخه (خسر نهائي 1999 و2000 و2010)، في حين أنها كانت المرة التاسعة التي يبلغ فيها الأهلي الدور النهائي للمسابقة القارية والأولى منذ 2008 بعد أن خرج في 2009 من الدور الثالث على يد كانو بيلارز النيجيري، وفي 2010 من نصف النهائي على يد الترجي التونسي، وفي 2011 من الدور ربع النهائي.

وهذه المرة هي الثانية على التوالي التي يكون فيها الدور النهائي عربيا مائة في المائة، بعدما توج الترجي على حساب الوداد البيضاوي المغربي الموسم الماضي، والعاشرة في تاريخ المسابقة، بينها 5 مرات بين أندية تونسية ومصرية بعد الترجي والزمالك عام 1994 (صفر/صفر في القاهرة و1/3 في تونس)، والأهلي والنجم الساحلي عامي 2005 (صفر/صفر في سوسة و3/صفر في القاهرة)، و2007 (صفر/صفر في سوسة و3/1 في القاهرة)، والأهلي والصفاقسي عام 2006 (صفر/صفر في القاهرة و1/صفر في رادس).

والتقى الفريقان 12 مرة قبل هذا النهائي في المسابقة القارية، وكان الفوز حليف الترجي والأهلي 3 مرات، مقابل 6 تعادلات، قبل أن يحسم الأهلي النهائي الأخير.

وفي مواجهة أول من أمس، كان الأهلي الطرف الأفضل في مجمل أوقات المباراة، وأتيحت له العديد من الفرص، بينما ظهر الحذر على لعب الترجي متأثرا بنتيجة الذهاب 1/1، حيث كان يكفيه التعادل السلبي للفوز باللقب. ويدين الأهلي بالفضل في فوزه لنجميه محمد ناجي جدو ووليد سليمان اللذين سجلا هدفيه في الدقيقتين 42 و62.

وضرب الأهلي بقوة في الدقيقة 42 عندما ترجم أفضليته وقلب مصير البطولة، إذ اخترق السيد حمدي الجهة اليسرى وتخطى المدافع وليد الهيشري، ثم لعب عرضية إلى محمد ناجي جدو المتربص داخل المنطقة فسددها الأخيرة أرضية داخل مرمى بن شريفية، لينتهي الشوط الأول بتقدم الضيف المصري. وفي الشوط الثاني تابع الأهلي عزفه وهدد مرمى منافسه أكثر من مرة قبل أن يوجه الضربة القاضية للترجي، عندما تلقى وليد سليمان كرة عرضية فروضها ورفعها بروعة بيسراه من فوق رأس المدافع محمد بن منصور، ثم سددها أرضية إلى يسار الحارس في الدقيقة 62.

وقبل 5 دقائق من النهاية قلل الترجي الفارق من عرضية سجل منها يانيك نيانغ وهو منفرد تماما. وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة حصل الأهلي على ضربة جزاء سددها محمد أبو تريكة لكن الحارس بن شريفية تصدى لها، لتنتهي المباراة بفوز الأهلي 1/2، ليصبح الفريق الوحيد الذي يصل إلى بطولة كأس العالم للأندية في اليابان أربع مرات.