تألق ماركيتي يهدي لاتسيو تعادلا ثمينا أمام اليوفي

الحارس كان استثنائيا في التصدي لهجمات أصحاب الأرض

TT

سقط يوفنتوس في فخ التعادل السلبي أمام لاتسيو بفضل تألق حارس الضيوف فيديريكو ماركيتي، وذلك في المباراة التي شهدها استاد يوفنتوس في مستهل مواجهات المرحلة الـ13 لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. وبنقطة أول من أمس السبت رفع اليوفي رصيده إلى 32 نقطة، محافظا بها بصدارة الترتيب، فيما رفع لاتسيو رصيده إلى 23 نقطة في المركز الخامس. وكان أداء الحارس ماركيتي لافتا، بتصديات رائعة ترقى لدرجة المعجزات، في مزيج بين العبقرية والحظ. وفي النهاية لم يفلح الخصوم في هز شباكه، وتلقى التهنئة من زميله في اليوفي بوفون. وتجسدت الأمسية التامة لحارس الضيوف في المكان المناسب وأمام الخصم المناسب. وهو البطل الأوحد، دائما هو، بالتأكيد مع مساعدة زملائه، بمنع حامل اللقب من التسجيل والفوز وإهداء لاتسيو نقطة تساوي ذهبا أيضا لأنها تتبع الفوز في ديربي العاصمة روما الأحد الماضي.

كان ماركيتي هو الأفضل في الملعب، والذي نشأ في أشبال فريق تورينو، غريم اليوفي. ربما صدفة، وربما لا لأن حارس لاتسيو يبدو لديه حساب معلق مع اليوفي، حيث تصدى لكل ما يمكن صدّه، وحينما تجاوزته الكرة أنقذته العارضة، مثلما يحدث في أيام الخير فقط. كما حصل على إنذار (سليم) بسبب بعض التأخر في لعب الكرات، كما نجح في ازدراء جوفينكو بمراوغة رائعة على بعد خطوات قليلة من خط المرمى. إلا أن المعجزة الحقيقية قام بها في تشتيت كوالياريلا في منتصف الشوط الثاني، وكانت الكرة تبدو هدفا محققا، لأن تشتيت مهاجم اليوفي في تسديدة فيدال كان مباغتا للغاية بقدر ما كان غير متوقع. وعلى العكس، دون العلم بالكيفية، مد ماركيتي يده اليسرى وبتلك الطريقة نجح في منع الكرة مجددا من سكون شباكه. ويقول هو في نهاية المباراة عن تلك الكرة «كان التصدي الأصعب تماما، أقر بذلك، لقد كنت محظوظا بعض الشيء أيضا، لأنه كان تدخلا تلقائيا تماما». إنها واحدة من التصديات التي لا تتم إلا في ليالي المباريات المناسبة. وتابع ماركيتي «أهدي هذا الأداء إلى جماهيرنا التي كانت قريبة منا هنا كما في مناسبات أخرى».

حلم المنتخب: دائما ما كان أداء ماركيتي فوق السطور، من قبل مع كالياري والآن مع لاتسيو، فهو حارس قادر على إهداء فرقه نقاطا ثمينة، مثل تلك التي حققها أول من أمس أمام اليوفي. ويؤكد هو «فرق قليلة خرجت من هنا بلا هزيمة، ولهذا هي نقطة ذهبية بالنسبة لنا، وبالطبع نستقبلها بفرحة كبيرة، إلا أن هذا التعادل لا بد أن يكون نقطة انطلاق أيضا لمزيد من التحسن». لكن بالنسبة لماركيتي فإن هذا الأداء الكبير يمكن أن يكون منصة انطلاق للعودة إلى صفوف المنتخب الذي غاب عنه منذ نهاية مونديال 2010، وتهنئة بوفون في نهاية المباراة على الأداء قد تكون مساندة مهمة «إنه لأمر سار حينما يكون الحارس رقم واحد هو من يقدم التهنئة. كما أنني أعرف جيجي منذ سنوات وتوجد علاقة طيبة بيننا».

لم يحدث أبدا أنه لم ينجح اليوفي في الفوز على ملعبه مرتين متتاليتين في الدوري، ولم ينه مباراة على ملعبه بالتعادل السلبي منذ 5 فبراير (شباط)، أمام سيينا، في تأكيد للصعوبات أمام فرق الأقاليم في تلك الفترة. في هذا الموسم الأمور تغيرت، ويعاني اليوفي في الفوز في المواجهات المباشرة، 3/1 أمام الإنتر، و0/0 أمام فيورنتينا، وثلاث نقاط أمام نابولي وإنما في النهاية المباراة كانت تتجه للتعادل. وبخصوص المواجهات المباشرة المهمة، يأتي إلى تورينو غد الثلاثاء تشيلسي لتحد يشبه المباراة النهائية كثيرا، ويمزح بيبي «سيتعين علينا تكرار الأداء الذي قدمناه أمام لاتسيو على أمل ألا يقوم تشيك بدور ماركيتي». يواجه يوفنتوس بطل أوروبا بإدراك أنه استعاد القوة الكبيرة وحالة بدنية متميزة، وإنما مع مجهول الإرهاق، فقد بذل اليوفي الكثير وربما تكون التغييرات في التشكيل قليلة، ربما ليشتستاينر مكان إيسلا، وبالتأكيد بيرلو في قيادة الوسط، وربما فوسينيتش في الهجوم لو تعافى من نزلة البرد. وجوفينكو؟ من يدري إذا كان سيتم تجديد الثقة غير المشروطة له وغير المستحقة إلى الآن.

وجاء تعليق المدرب المساعد لليوفي أنجيلو أليسيو كالآتي «أتيحت لنا فرص كثيرة جدا، إنها مباراة تمت السيطرة عليها من أول دقيقة للنهاية، وغاب الهدف فقط، وأحيانا بعض عدم الدقة من جانبنا، ومرات أخرى كان حارسهم بارعا». لو كان بيرلو موجودا لربما حسم اللقاء من كرة ثابتة، وعن ذلك يقول أليسيو «لا أعتقد، من كرة ركنية اصطدمت كرة بونوتشي بالعارضة. غياب ميرسي لم يؤثر، سيطرنا على المباراة وجاء لاتسيو إلى تورينو للعب الكاتيناتشو، وأجبرناهم على الانغلاق في نصف ملعبهم، وآسفون فقط للنتيجة». وعن صافرات الانتقاد التي وجهت في النهاية لجوفينكو، قال مساعد كونتي «الجمهور كان نموذجيا، وساندنا، ولا شيء ننتقد عليه أداء جوفينكو».

في المقابل، صرح فلاديمير بيتكوفيتش «كنا نريد تحقيق ما هو أكثر، لكن بفضل اليوفي، الذي لعب 90 دقيقة بإيقاعات رفيعة للغاية، لم نفلح في القيام بهذا. إنني سعيد للغاية بالنقطة، لكن كان علينا التحلي بمزيد من الشجاعة، وكان علينا تحمل مسؤولية أكبر. تهانيّ للاعبي اليوفي، فقد كانوا أقوياء جدا في الضغط واكتسحونا في منطقة الجزاء. علينا توجيه الشكر لماركيتي على التعادل 0/0، وفي النهاية هو النتيجة العادلة. ومع إديرسون رفعنا المستوى الفني، وكان من المغامرة الدفع به مبكرا».