مانشيني يشعر باليأس.. وفييرا يرى أن سيتي يفتقد الخبرة الأوروبية

قبل بدء «المهمة الصعبة» أمام النادي الملكي اليوم

TT

عزا باتريك فييرا الصعوبات التي يواجهها فريق مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا إلى عدم خبرة اللاعبين في أهم البطولات الأوروبية، حيث تواجه كتيبة روبرتو مانشيني خطر الإقصاء من مرحلة المجموعات للمرة الثانية في موسمين، وهي تحتاج إلى معجزة بالنسبة للنتائج في الجولتين الأخيرتين حتى تتجنب الخروج من البطولة. وكما كان الحال في المباراة الافتتاحية لفريق مانشستر سيتي في دوري الأبطال العام الماضي، فإن القرعة لم تكن رحيمة بالفريق، حيث أثبتت فرق ريال مدريد وبروسيا دورتموند وأياكس أنها فرق تستعصي على الهزيمة.

ولكن مع ذلك، فمن الصعب تصديق أن فريقا يضم نجوما من أمثال يايا توريه وسيرخيو أغويرو وكارلوس تيفيز وديفيد سيلفا - وكلهم سبقت لهم المشاركة في دوري الأبطال قبل انتقالهم إلى استاد الاتحاد - حقق مسيرة ضعيفة كهذه على مستوى المواجهات القارية. ويرى فييرا أن المشكلة تكمن في عدم امتلاك فريق مانشستر سيتي لتاريخ طويل من المشاركة في هذه البطولة، وهو أمر يمثل جزءا من نسيج الفريق عند مواجهة الفرق الأوروبية الكبيرة التي لم يتمكن من التفوق عليها.

وقال لاعب خط وسط منتخب فرنسا السابق البالغ من العمر 36 عاما: «أعتقد أن الناس يثقلون في المطالب حقا، لكن دوري الأبطال هو مستوى مختلف. الأمور في دوري الأبطال لا تتعلق باللاعبين فحسب، بل بناد كروي وكيف ينضج مستواه. الأمر جديد بالنسبة لنا. نحن نتعلم، وأنا موقن أننا سوف نتحسن، إلا أن هذا سيستغرق وقتا».

وسبق أن لعب فييرا مع أندية آرسنال واليوفنتوس وإنترميلان في دوري الأبطال، قبل أن ينهي مسيرته الكروية في مانشستر عام 2011. ويرى مسؤول تطوير كرة القدم بنادي مانشستر سيتي أن طموحات مانشيني يمكن أن تستمد القوة من الطريقة المبهرة التي انتزع بها الفريق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في شهر مايو (أيار) الماضي وهو يحاول تحقيق إنجاز آخر بالهروب من شبح الخروج من البطولة. وفي ظل خلو رصيده من أي فوز في الجولات الأربع الأولى، فإنه يتعين على الفريق الأزرق أن يهزم الريال في مباراة العودة اليوم وأن يفعل المثل في دورتموند، ثم ينتظر على أمل أن تأتي نتائج المباريات الأخرى في صالحه.

وأضاف فييرا: «أعتقد أنه عندما يكون الباب لا يزال مفتوحا، مهما كانت الفتحة صغيرة، فسوف تكون هناك فرصة دوما. بالطبع نحن لم نساعد أنفسنا، ولم نقدم أي خدمات لأنفسنا، غير أن الباب لم يغلق بالكامل، وبالتالي فسوف يكون الأمر صعبا، وبالطبع لن يصدق الكثير جدا من الناس أنه يمكننا المرور، إلا أن الباب لم يغلق بل ما زال مفتوحا، وعلينا أن نصدق بعد ما حدث العام الماضي والأهداف التي أحرزناها في الدقائق الأخيرة من المباريات، فهذا يمنحنا الأمل. وحتى إذا لم يحدث ذلك، فإن عليك أن تلعب للفوز بالمركز الثالث وأن تلعب من أجل (التأهل إلى) الدوري الأوروبي».

وإذا كان هذا هو الوضع الحالي لمستقبل سيتي في البطولة الأوروبية، وكما شرحه فييرا، فربما يفكر الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لسيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في أن فريقه يحتاج إلى معجزة ولكن لاعبيه لم يفقدوا الأمل في التأهل إلى دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويتصدر سيتي جدول ترتيب الدوري الإنجليزي ولكنه يظهر بمستوى مخيب للآمال في دوري أبطال أوروبا، حيث يفتقد الفريق إلى العقل التكتيكي القادر على منحهم مهارات الخداع.

وتسببت الهزيمة أمام ريال مدريد 2-3 في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد أن كان الفريق متقدما 2-1 قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة، في اهتزاز ثقة الفريق في نفسه.

وقال مانشيني مازحا، إنه سيحتاج إلى «الاتصال بالشرطة» لإيقاف رونالدو، الذي نجحت أهدافه في إبقاء ريال مدريد منافسا شرسا لبرشلونة على مدار المواسم الماضية. وأضاف: «فقط أتمنى أن يعيش ليلة سيئة يوم الأربعاء، لأنك عندما تواجه لاعبا يمكنه تسجيل هدف أو هدفين في كل مباراة فإن الأمور تصبح صعبة».

وأشار: «رونالدو لاعب كبير ويستحق الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم.. لقد سجل الكثير من الأهداف العام الماضي، وهذا ساعد ريال مدريد في التفوق على برشلونة». وأكد مانشيني مرات كثيرة أن مانشستر سيتي خرج بنسبة كبيرة من دوري الأبطال، ولكنه لمح مؤخرا إلى وجود بصيص من الأمل ينتظر فريقه.

وتابع: «لو كنا قد عدنا من برنابيو بنتيجة جيدة، فربما من شأن ذلك أن يغير مسار المجموعة لصالحنا».

وأوضح: «الأمر محبط للغاية، ليس من السهل اللعب هناك.. في الشوط الأول لعبوا أفضل منا، ولكن المباراة تغيرت بشكل كامل في الشوط الثاني، عندما تكون متقدما 2-1 قبل ثلاث دقائق على النهاية، عليك أن تكون قويا للغاية بشأن إنهاء المباراة على نفس النتيجة».

وشدد: «أعتقد أننا ليس لدينا أي فرصة في التأهل إلى المرحلة التالية.. ولكن كرة القدم غريبة».

وعلى الرغم من ذلك فإن لاعبي مانشستر سيتي ما زالوا يعتقدون أن كل شيء جائز، بما أن ريال مدريد سيكون تحت ضغوط كبيرة للتأهل، إذا ما خسر الفريق على ملعب الاتحاد. وقال المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو: «ينبغي أن نفوز في هذه المباراة، بصرف النظر عن النتيجة النهائية، سنظهر للجميع أننا لا نستسلم، مثلما فعلنا في المباراة أمام أياكس أمستردام، وفي كل مباراة لعبناها». وتابع: «لدينا فريق رائع، ليس لدي شك في ذلك، والآن حان الوقت أن نظهر إمكاناتنا الحقيقية».

وأوضح أغويرو أن لديه سببا شخصيا يدفعه للرغبة في الظهور بشكل جيد أمام ريال مدريد.

وأشار: «لم أفز مطلقا على ريال مدريد عندما كنت ألعب مع أتليتكو مدريد، وهذا شيء مخز حقا بالنسبة لي، أتليتكو لم ينجح في الفوز عليهم لعدة سنوات، ولكني نجحت في التسجيل في مرماهم حتى ولو لم ننجح في أي مرة في الفوز عليهم». وصرح: «مساء الأربعاء أتمنى أن ينتهي هذا الأمر بالنسبة لي». ويعتقد لاعب الوسط الإنجليزي جيمس ميلنر أن جميع لاعبي مانشستر سيتي يشعرون بأن الفوز على ريال مدريد أمر جائز الحدوث. وأشار: «سنلعب من أجل الفوز، لن نرتكب أي أخطاء، وسنواصل الثقة بأنفسنا حتى يصبح تأهلنا مستحيلا من الناحية الحسابية». وتابع: «سنخرج من أجل الفوز، نريد أن نفوز في آخر مباراتين لنا وأن نمنح أنفسنا نصف فرصة».

وأكد: «إذا لم يكن ذلك كافيا، فإنه على الأقل يمكننا أن ننهي مشوارنا برأس مرفوع، حيث سنكون حينها واصلنا الكفاح حتى النهاية». وعلى الأرجح سيفتقد سيتي جهود قلب دفاعه جايل كليشي بسبب إصابة في الكاحل،بينما تحوم الشكوك حول مشاركة المهاجم المشاكس ماريو بالوتيلي بسبب آلام في الظهر. وسحق سيتي فريق أستون فيلا بخمسة أهداف نظيفة في أخر مبارياته بالدوري الإنجليزي.

ولكن سيرجيو راموس نجم ريال مدريد أكد أن فريقه واثق في تحقيق النتيجة التي يتطلع إليها. وأوضح: «بالنسبة لي فإنها مفاجأة أنهم اقتربوا من الخروج من دوري الأبطال». وتابع: «اعتقدنا حقا أن سيتي سيكون المنافس الرئيسي لنا في صدارة المجموعة». وأكد: «سيتي يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين، وليس فقط لاعبين بأعينهم، ولكن هذا لا يضمن النجاح في دوري أبطال أوروبا». وختم حديثه بالقول: «سيتي تحسن في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكننا لا نخشاهم.. ريال مدريد يمكنه الفوز على أي ملعب في العالم».