مهمة بينيتيز «الشاقة» تبدأ اليوم أمام مانشستر سيتي

هل يستطيع مدرب تشيلسي الجديد إعادة توريس إلى مستواه السابق؟

TT

يبدأ المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز المدير الفني الجديد لفريق تشيلسي مشواره مع الفريق اللندني بمواجهة صعبة عندما يستضيف مانشستر سيتي اليوم في مواجهة صعبة بالمرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم. وأقال تشيلسي مديره الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو الأربعاء الماضي بعد ستة شهور من فوز دي ماتيو بلقب دوري أبطال أوروبا مع الفريق مما أكد أن مصير أي مدرب في تشيلسي لم يعد بمأمن على الإطلاق وهو ما يدركه جيدا بينيتيز. ويدخل تشيلسي المباراة بقيادة بينيتيز الذي يعرف كرة القدم الإنجليزية جيدا بحكم قيادته ليفربول من 2004 إلى 2010.

وطبقا للناقدة الرياضية في «بي بي سي سبورت» فإنه ما إن تم الإعلان عن تولي بينيتيز قيادة تشيلسي خلفا لدي ماتيو، حتى بدأت الأقاويل تحيط بالنجم الإسباني فرناندو توريس، لدرجة أن البعض أشار إلى أنه كان السبب وراء تعاقد النادي اللندني مع بينيتيز. وكان الماتادور الإسباني قد نجح في تسجيل 56 هدفا في 79 مباراة تحت قيادة بينيتيز مع نادي ليفربول الإنجليزي، ولكنه لم يسجل سوى 20 هدفا فقط تحت قيادة خمسة مديرين فنيين منذ رحيل بينيتيز عن ليفربول. ومع ذلك، قال نجم تشيلسي السابق بات نيفين لـ«بي بي سي سبورت» إنه لا يتعين على بينيتيز أن يعتمد كليا على إعادة توريس إلى مستواه السابق، مضيفا: «لا بد أن يكون لديه خطة بديلة في حال عدم عودة توريس لمستواه». وكان بينيتيز هو صاحب الفضل في قدوم توريس إلى الملاعب الإنجليزية عندما تعاقد معه من نادي أتلتيكو مدريد الإسباني عام 2007، ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيكون تعاقد تشيلسي مع بينيتيز بمثابة الدفعة المعنوية التي يحتاجها توريس حتى يستعيد مستواه السابق؟

وعندما سئل نيفين عن السبب وراء تألق توريس اللافت مع ليفربول، قال: «كان صغيرا في السن وكانت تشكيلة الفريق وأسلوب لعبه مناسبا لتوريس تماما، وكان المدير الفني يعتمد على خطة تكتيكية تناسبه تماما ويعتمد عليه بصورة كاملة في الخط الأمامي. يرى كثيرون أن تفوق توريس مع ليفربول كان يعود في الأساس إلى تواجد النجم ستيفن جيرارد الذي كان يموله بالتمريرات الرائعة، ولكن كان هناك أيضا تشابي ألونسو، الذي يتميز بقدرة فائقة على التمرير الصحيح، ويوسي بنعيون الذي كان يتميز هو الآخر بالتمرير الجيد، ولذا كان يبدو وكأن جميع عناصر الفريق تزيده قوة وبريقا». وأضاف نيفين: «وعلاوة على ذلك، كان توريس لاعبا واعدا، وعندما يكون اللاعب جديدا تكون الأمور أسهل كثيرا بالنسبة له، لأن مدافعي الفرق المنافسة لا يعرفون نقاط قوته وضعفه، وهو ما يزيد من تألقه. والأهم من ذلك أنه كان في فورمة رائعة، قبل أن يتراجع مستواه كثيرا بسبب الإصابات التي عانى منها كثيرا».

ولكن ما هو وجه الاختلاف بين تشيلسي وليفربول؟ يقول نيفين: «في الآونة الأخيرة، لعب توريس بمفرده في الخط الأمامي في مواجهة مدافعين أو ثلاثة مدافعين، علاوة على أن الكثير من الفرق تعتمد الآن على لاعبي ارتكاز في خط الوسط أمام المدافعين، وهو ما يقلل المساحات أمام المهاجم بشكل كبير للغاية. ويجب ألا ننسى أن ثقته بنفسه لم تعد كما كانت في الماضي». وأضاف النجم السابق للبلوز: «لو جاء بينيتيز واعتمد بشكل كلي على إعادة توريس إلى مستواه السابق فيجب أن يكون حذرا لأن هذا غير مضمون بالمرة، وقد يعود توريس إلى مستواه السابق وقد لا يعود كما كان، ولذا يجب أن يكون لديه خطة بديلة، حتى لا يواجه مشكلة كبيرة في حال عدم عودة توريس لمستواه السابق وعدم وجود مهاجم بديل على نفس المستوى».

وهناك سؤال آخر يطرح نفسه بقوة، وهو هل طريقة لعب تشيلسي تناسب توريس؟ وفي رده على هذا السؤال يقول نيفين: «يلعب تشيلسي الآن بطريقة تناسب توريس تماما، حيث يعتمد النادي على ثلاثة لاعبين مهرة للغاية من خلفه، علاوة على أن النجم الإسباني خوان ماتا يرسل إليه تمريرات سحرية رائعة. إنه يلعب خلال الموسم الحالي مع كوكبة من اللاعبين الأفذاذ الذين يقومون بكل شيء من أجله. وفي الحقيقة، لم يكن تشيلسي يملك هذا الفريق خلال العام الماضي، حيث كان يعتمد على القوة البدنية الهائلة للفيل الإيفوراي ديديه دروغبا، إلى جانب توريس في الأمام، وهي الطريقة التي لم تكن تناسب توريس على الإطلاق، ولكن الطريقة التي يلعب بها البلوز خلال الموسم الحالي تناسبه تماما. ربما لم تنجح هذه الطريقة مع توريس في الآونة الأخيرة لأنه يلعب كمهاجم وحيد، علاوة على انخفاض مجهوده البدني الذي لا يسمح له باللعب بمفرده وسط عدد كبير من المدافعين، وربما يستعيد مستواه السابق لو حصل على قسط من الراحة».

وأضاف نيفين: «يريد تشيلسي أن يلعب كرة قدم جميلة مثل تلك التي يلعبها برشلونة الإسباني، ولكن تشيلسي يريد القيام بذلك خلال ستة أشهر فقط. ولو كان الأمر بهذه السهولة، لكانت الأندية الأخرى قد قامت به منذ سنوات طويلة. ربما يكون هذا هو الطريق الصحيح، ولكن هذا سيستغرق وقتا طويلا. في الحقيقة، يملك تشيلسي الكثير من اللاعبين الرائعين في خط الوسط، ولكن لا يوجد سوى مهاجم صريح واحد طوال الموسم، وهو توريس، فإن ظهر بشكل جيد، فإن كل شيء سيكون على ما يرام، وإذا لم يكن في مستواه المعهود، فسيتعرض لانتقادات شديدة ويتم تحميله المسؤولية».

والسؤال الأخير في هذا الشأن هو: كيف يمكن لبينيتيز مساعدة توريس على استعادة مستواه؟ يقول نيفين: «عندما كان توريس في أوج قوته، كان غالبا ما يسجل الأهداف من خلال الكرات المرسلة بين مدافعي الفرق المنافسة أو الكرات الطويلة خلف المدافعين الذين يتركون مساحات واسعة خلفهم تتراوح بين 25 و30 ياردة، ولكن الآن تلتزم الفرق بدفاع المنطقة أمام تشيلسي، وهو ما يحرم توريس من المساحات التي يريدها، ولذا نراه يركض بعرض الملعب، ويبذل مجهودا مضاعفا حتى يظهر في الصورة لأنه لا يتلقى تمريرات كثيرة».

وأضاف النجم السابق للبلوز: «يتعين على بينيتيز أن يتحدث مع توريس ويقول له (قم فقط بواجبك في الخط الأمامي، ولا تجرِ كثيرا بعرض الملعب، ووفر جزءا من طاقتك للمواقف التي تكون بحاجة إليها). أعرف جيدا أنها طريقة قديمة، ولكن قد تؤتي ثمارها مع توريس وتحقق بعض النجاح مع تشيلسي. وحتى في التدريبات، يتعين على بينيتيز أن يتأكد من أن اللاعبين يعرفون الأماكن التي يفضل توريس الحصول على الكرة فيها، كما يتعين على توريس نفسه ألا يهدر طاقته البدنية من خلال الجري كثيرا في الأماكن الخطأ».

واختتم نيفين حديثه قائلا: «من الأهمية بمكان أن يحصل توريس على قسط من الراحة. ولا يتعين على بينيتيز أن يترك توريس في المعلب عندما يظهر عليه الإرهاق ويبدأ الجمهور في التذمر ووسائل الإعلام في الهجوم عليه. يتعين عليه أن يمنحه قسطا من الراحة، ثم يعيده إلى المستطيل الأخضر عندما يتأكد من أنه بات في كامل لياقته وتركيزه. لو نجح بينيتيز في إيجاد حل للغز الكبير المتمثل في توريس، فسيكون ذلك شيئا رائعا بالنسبة لتشيلسي، ولكن لن يكون أمام المدير الفني الإسباني متسع من الوقت للقيام بذلك».