جماهير توتنهام تتعرض لاعتداءات عنيفة في قلب العاصمة روما

40 ملثما أصابوا 11 شخصا في كمين ميدان «كامبو دي فيوري»

TT

ظهر «الكمين» الذي تم تدبيره ضد مشجعي نادي توتنهام الإنجليزي في ميدان «كامبو دي فيوري» في قلب العاصمة الإيطالية روما في عيون صبي إنجليزي تحدث إلينا قائلا «كنت هنا أثناء الكمين. كلا، اعذرني، لا أرغب في الحديث عن هذا الأمر. لا أرغب في تذكر ما حدث. إنني أبحث عن سترتي. فقد تركتها في الحانة وهربت». ودخل الصبي إلى أحد المحلات ليبحث عن سترته لكنه لم يجدها، فخرج يركض نحونا مرة أخرى وهو يسأل «لماذا؟.. لماذا؟». وقد كان يرغب بهذا السؤال في معرفة سبب أعمال العنف التي اندلعت في قلب روما مساء الأربعاء الماضي ضد 20 من مشجعي نادي توتنهام الإنجليزي الذين في المدينة لمؤازرة فريقهم في مباراته ضد لاتسيو الإيطالي في الدوري الأوروبي مساء الخميس. وكانت حصيلة أعمال العنف هي إصابة 11 شخصا بينهم تسعة من المشجعين الإنجليز وأميركي واحد وبنغالي واحد. وما زال أحد المشجعين الإنجليز يرقد في مستشفي سان كاميللو بروما بعد أن تعرض للطعن بسكين ولإصابات متفرقة في الرأس احتاجت لـ27 غرزة لخياطتها. وقد قامت قوات الأمن الإيطالية بتحديد هوية 15 شخصا ممن نفذوا هذه الاعتداءات، وألقت القبض بالفعل على شخصين، كما وضعت ستة أشخاص قيد الإقامة الجبرية. والغريب أن الشخصين اللذين تم القبض عليهما هما من مشجعي نادي روما، وتم توجيه تهم التشاجر وإحداث إصابات جسيمة والشروع في القتل لهما. الأحداث: نجحت الشرطة الإيطالية في القبض على هذين الشخصين بفضل الصور التي التقطتها الكاميرات بميدان «كامبو دي فيوري» وبفضل الرسائل الهاتفية القصيرة التي تبادلاها. فقد قام أحد المشجعين بتدبير هذه الأحداث مع أحد مشجعي لاتسيو عبر الهاتف. وقد أدلى سائق إحدى الحافلات العامة بشهادته ضد مشجع روما بعد أن استقل المشجع هذه الحافلة بعد المصادمات وأخذ يتفاخر بما فعله.

وقد بدأت الأحداث في الساعة الواحدة صباحا حيث كان 20 من مشجعي توتنهام موجودين داخل أحد المحلات بالميدان الذي وصل إليه نحو 40 شخصا يخفون وجوههم بالأوشحة والخوذات. وبدأ هؤلاء في إلقاء الحجارة صوب الطاولات الموجودة خارج المحل والصراخ «إنها مجرد مزحة». وبعد ذلك اقتحموا المحل من بابيه ودفعوا المشجعين الإنجليز صوب نهاية المحل وضربوهم بعصي البيسبول والمفاتيح الإنجليزية بالإضافة إلى أحجار وقطع حديدية حصلوا عليها من المناطق المجاورة. ودام هذا الكمين لمدة 10 دقائق نجح بعدها المشجعون الإنجليز في الهرب إلى أحد الشوارع المجاورة. وهناك تعرض اثنان منهم مجددا للضرب وسقط أحدهما مضرجا في دمائه بعد أن تلقى طعنة بسكين. وبعد ذلك تخلص المهاجمون من الأسلحة وأنهوا الهجمة التي كانوا يقومون بها. وأكد سكان المنطقة أن قوات الشرطة التي اتصلوا بها لم تصل إلى المنطقة إلا بعد 20 دقيقة بعد انتهاء الأمور. وأضاف شهود عيان آخرون أن المهاجمين كانوا يهتفون «يهود! يهود!» وكان المشجعون الإنجليز يردون قائلين «أيها الأوغاد!».

الدافع: وعلق كلاوديو لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، على هذه الأحداث المؤسفة قائلا «لم يكن هذا الهجوم من تدبير مشجعي لاتسيو الذين أثبتوا في الآونة الأخيرة أنهم هجروا العنف». ويتبع المحققون الإيطاليون افتراض أن هذا الهجوم يدخل ضمن سلسلة الأعمال المعادية للسامية نظرا لأن نادي توتنهام يقع في الحي اليهودي في مدينة لندن. وكانت بعض جماهير لاتسيو قد رفعت خلال المباراة لافتات كتب عليها باللغة الإنجليزية «فلسطين حرة». لكن هناك بعض المصادر أكدت أن هذا الهجوم قد يكون نتيجة لعمل مشترك بين جماهير أندية روما ولاتسيو ووستهام الخصم اللدود لنادي توتنهام، والذين تربطهم توأمة مع جماهير لاتسيو وظلوا موجودين في مدينة روما منذ مباراة الديربي الأخيرة. ولعل أكثر ما يثير القلق في هذه المسألة هو أن مشجعي الأندية أصبحوا يلتقون خارج حدود الاستاد لتدبير مثل هذه العمليات العنيفة.