الميلان يعطل مسيرة اليوفي بهدف مشكوك في صحته

كتيبة أليغري نجحت في استعادة هيبة الفريق في «الكالتشيو»

TT

نجح فريق الميلان في الاستفاقة بقوة محليا على حساب اليوفي المتصدر، وذلك خلال مباراة القمة التي جمعت بينهما يوم أول من أمس (الأحد) في ملعب سان سيرو، ضمن الجولة 14 من الدوري الإيطالي، وانتهت لصالح أصحاب الأرض والجمهور بهدف دون رد جاء من ضربة جزاء مشكوك في صحتها سددها البرازيلي روبينهو في الدقيقة 31 من عمر المباراة. وبهذه النتيجة، ارتفع رصيد الميلان إلى النقطة 18 في المركز الثامن، بينما تجمد رصيد يوفنتوس عند النقطة 32 في الصدارة. يذكر أن أليغري ينتظر هذه المباراة منذ تسعة أشهر واستعد لها بروح انتقامية لن تغير من الواقع شيئا، لأن اليوفي لا يزال في الصدارة والميلان متراجع في الترتيب، ففي 25 فبراير (شباط) الماضي عندما خسر الميلان أمام اليوفي رغم هدف مونتاري الصحيح الذي تم إلغاؤه، كان أبناء ماسيمليانو يصارعون على الدرع المحلية. وأمام نفس المرمى الذي جاء فيه هدف مونتاري، وعلى بعد أمتار قليلة من حيث وقعت حادثة مباراة الموسم الماضي بين الفريقين، أشار حكم الساحة ريتزولي بضربة جزاء لم تكن صحيحة لصالح الميلان. أنه قانون الانتقام المصغر، فجرح الدرع الماضية التي فقدها الميلان لم يختف بعد، غير أن أليغري يشعر الآن بأنه أكثر رشاقة.

الهاجس: يذكر أن رد فعل أليغري بعد مباراة الموسم الماضي كان أسوأ من الجميع، حيث فقد روح الدعابة، كان مثقلا بالاستياء، ولم ينجح في التخلص من هذا الشعور بمزحة كما اعتاد. وهكذا، ظل هدف مونتاري، والتفكير في الدرع المفقودة، طوال شهور بمثابة هاجسين يراودان مدرب الميلان. وخلال تلك الـ9 أشهر، تعرض أليغري للكثير من النقد المرير، ثم ظهرت بعض الومضات من خلال نضوج المهاجم الواعد الشعراوي (إنه لاعب مضح، قام أيضا بدور الظهير: اللعب على مستويات بعينها يتطلب العمل معا جميعا حتى عندما لا تكون الكرة معنا)، وتقدم دي تشيلي واكتشاف مونتوليفو كقائد على الفور. ولكن ذلك لم يكن كافيا لإعادة تشيد الميلان، لأن ذلك الأمر يحتاج إلى وقت، وأليغري ليس لديه وقت. سلفيو برلسكوني يضغط من خلال رئاسته للنادي ورغباته، والآن بات يتحدث بوضوح عن غوارديولا، وأصبح أليغري يبدو مثل الشخص الذي يتعين عليه رعاية طفل لن يتمكن من اصطحابه إلى المدرسة. وحتى هذه اللحظة ،مدرب الميلان الحالي غير مهتم بذلك ويكفيه أن الطفل ينضج وأن الميلان يستعيد مستواه.

مونتوليفو القائد: ومن أجل تحقيق ذلك، اختار أليغري قائدا جديدا لفريق الميلان بالاتفاق مع برلسكوني وغالياني: إنه ريكاردو مونتوليفو، الذي ظهر في اللقاء أمام اليوفي وهو يرتدي شارة القائد فوق ذراعه بعد تعرض حارس المرمى أبياتي للإصابة خلال عملية الإحماء الأخيرة قبل اللقاء. داخل ملعب الميلان، كان هناك الكثير من اللاعبين الذين شاركوا مع الميلان أكثر من الوافد الجديد مونتوليفو، غير أن ماسيمليانو لم يتحير. وهذا ما كان قد فعله أيضا في الموسم الماضي مع تياغو سيلفا، فمدرب الميلان اعتاد كسر القواعد في معسكر الفريق. ويواصل أليغري الإقدام على الاختيارات المفاجئة، ولكنه لا يعمل فحسب من أجل هدم القواعد، بل يريد أن يترك شيئا جديدا لمن سيخلفه في الميلان.

الأمانة: بالتأكيد، هناك من سيصل ليحل مكان أليغري، والاسم الأكثر حيوية الآن بهذا الصدد هو الإسباني بيب غوارديولا، لا سيما بعد تصريحات برلسكوني الأخيرة. وعقب فوز أول من أمس، حدث مدرب الميلان بشكل مباشر كعادته حول هذا الأمر قائلا: «أشعر بسعادة أكبر إذا كان النادي يحاول التعاقد مع غوارديولا، فهذا يعني أنني أحد أفضل مدربي العالم، إذ لم أكن الأفضل (يضحك). تجمعني برئيس الميلان علاقة رائعة، ودائما ما يتم استغلال كل كلمة يقولها. فوزنا جاء نتيجة أداء لاعبي الفريق الذين أرادوا التأكيد على أنه بوسعهم تقديم شيء طيب. خلال الشوط الأول، لعبنا مباراة كبيرة، غير أننا لم نغتنم بعض الفرص لمضاعفة النتيجة. ضربة الجزاء؟ ليست صحيحة».

كان أدريانو غالياني يهمس قبل انطلاق المباراة: «في اللحظة الحالية، اليوفي أكثر قوة منا، ولكن كرة القدم رياضة تروق للجميع، لأن النتيجة فيها لا تكون محسوبة أبدا». يبدو أن زيارة برلسكوني لمقر تدريب الفريق هي ترياق الميلان، وربما تتحول إلى مادة دراسة إجبارية في النادي. وحضر برلسكوني إلى استاد سان سيرو لمتابعة المباراة بصحبة ابنته باربارا وخطيبته فرانشيسكا باسكالي، التي شرح لها سلفيو خلال اللقاء بعض القواعد الكروية.

ضربة جزاء أم لا؟: سيكون من الصعب على برلسكوني الوجود في استاد سان سيرو خلال كل مباراة للفريق. ولكن لا جدوى من أن الميلان استفاق بقوة بفضل كلمات رئيس النادي إلى اللاعبين خلال زياراته للمعسكر. وفي هذا الصدد، صرح غالياني: «فريقنا يظهر بشكل طيب منذ ثلاث مباريات: نابولي وأندرلخت واليوفي كانوا مثل ثلاثة جبال يتعين علينا صعودها، غير أنها أصبحت أفضل مباريات للميلان هذا الموسم. لقد رأيت اليوم فريقا ذا كثافة، هذه المباريات الثلاث غيرت تماما موسمنا». فوز جاء نتيجة ركلة جزاء مشكوك في صحتها. غير أن غالياني فضل الغموض وعدم حسم الأمر: «الكرة نزلت كثيرا، والانطباع السائد هو أن ذراع لاعب اليوفي هوي التي دفعت نوتشيرينو لأسفل. ضربة الجزاء جاءت أمام نفس المرمى الذي شهد هدف مونتاري في الموسم الماضي؟ سيد مدينتي، مونزا، هو القديس جوفاني المرتبط به قول مأثور: سان جوفاني لا يريد خداعا..».. ثم أهدى غالياني مزحة إلى مدرب الفريق أليغري: «ماسيمليانو قال إنها ليست ضربة جزاء؟ غوارديولا كان سيقول إنها ضربة جزاء..». مزحة جاءت بعد تلك الأخرى التي جاءت على لسان برلسكوني قبل انطلاق المباراة: «هل أليغري لا يزال غاضبا من المزحات التي ذكرتها بشأنه السبت الماضي؟ بهذا، لن يكون تلميذا طيبا...»، ثم بالطبع انهالت الإشادات بلاعبي الفريق بعد هذا الأداء الرائع: «دي تشيلي قدم مباراة غير عادية وكان رائعا». ومن اللاعب الناشئ إلى اكتشاف الأسابيع الماضية: «كونستنانت؟ الفكرة خطرت لي بعد دقيقة واحدة من معرفتي بإصابة مونتاري، ربما نقوم بانتزاع كامل بطاقته». ولم تفقد صفحة التهاني التي وجهها غالياني اسم أليغري أيضا: «الميلان لم يلعب مطلقا بهذه الطريقة، أليغري هو من اختار طريقة اللعب هذه. الأمر يروق لي، الميلان هذا فريق حيوي لا يقدم لخصومه نقدا ثم أيضا تم الحد من خطورة بيرلو، وهذا حل تم التفكير فيه وتجريبه كثيرا خلال الأسبوع التحضيري».