مشكلة يوفنتوس تتجدد بمعاودة السقوط أمام فرق ميلانو

أليسيو غاضب بسبب الخطأ التحكيمي.. وماروتا يقر بالأداء السيئ

TT

مدينة ميلانو لم تعد قابلة للهضم، حيث تعرض فريق يوفنتوس للخسارة الثانية في بطولة الدوري هذه، فبعد الإنتر، أوقف فريق الميلان حامل لقب إيطاليا، واللذين سيظلان في ذهنه في نهاية هذه المرحلة. إنه الفوز الأول لأليغري على أنطونيو كونتي، فقبل يوم أول من أمس كان رصيد المدير الفني المنحدر من سالنتو فوزين وتعادلا، كمدرب لليوفي، أمام الميلان.

شرك كبير: كل كارثة في غير محلها، كما ينبغي، بطريقة أو بأخرى، توضيح معلومة في اتجاه عكسي مقارنة بالموسم الماضي، حينما كان فريق اليوفي يسحق بانتظام خصومه التاريخيين والفرق الكبيرة حينها. يجدر التفكير في الصفعات التي وجهها فريق اليوفي في استاده الجديد لفرق نابولي وروما وميلان وإنتر ولاتسيو. كما خسر الإنتر ولاتسيو على ملعبهما أيضا، وتعادل اليوفي في مباريات الفرق الكبيرة الأخرى خارج ملعبه. ومع ذلك، فقد أظهر حاملو اللقب بعض الصدع في مباريات القمة، وإن كان يمكن الحديث عن نصف خطوة خاطئة بفعل الصدفة في إحدى الحالات، مثل التعادل السلبي على ملعبه مع لاتسيو، مع السيطرة التامة على لاعبي المدرب بيتكوفيتش الذين خرجوا بمعجزة دون أذى.

مع فيورنتينا أيضا: ما خلا ذلك، فإن المحصلة تعد تعبيرا عما رأيناه في الملعب. من الناحية الإيجابية، يجب توضيح دروس اللعب التي تم تلقينها لروما ونابولي، وخاصة مع كتيبة زيمان، التي دفنت بالأهداف والأداء في نحو 20 دقيقة. وسلبيا، علاوة على الخسارة مرتين مع فريقي ميلانو، هناك كذلك التعادل في فلورنسا، حيث التعادل السلبي الذي أمسك به فريق مونتيلا بقوة، وربما أول مرة، طوال إدارة كونتي، يخرج فيها فريق اليوفي من الملعب بينما يستحق أكثر مما قدمه خلال المباراة. إذن، المحصلة أمام فرق العاصمة روما ومدينة ميلانو ونابولي وفيورنتينا (الذي ينبغي اليوم إدراجه بين كبار هذه البطولة) تتحدث عن فوزين، وتعادلين، ومثلهما من الهزائم. الأمر مدهش نظرا لما عودنا إياه يوفي كونتي، ومقبول بالنسبة لمن يأمل صراعا متزنا على درع البطولة، وفي الوقت ذاته غير مقلق في شيء من منظور اليوفي. لأن ثماني نقاط ليست مأساة في المواجهات المباشرة، ولأنه رغم التعثر هنا وهناك، والمنافسة في مجموعة غاية في الصعوبة بدوري الأبطال، فإن اليوفي يمسك بصدارة الترتيب بقوة..

إرهاق التشامبيونز: وبخصوص أوروبا، يوجد عذر مباراة تشيلسي الأخيرة، ويمكن المراهنة على أن كونتي لن يسمح به للاعبيه، بل إنه «سيقبلهم» رأسا على عقب خلال الأسبوع الذي يحمله إلى لقاء الديربي إلى تورينو، المقرر له السبت المقبل. بعدما قلنا هذا، لا يمكن التفكير في أن تحديات بعينها لا تترك علامات بارزة، على الأقل على المستوى الذهني. إنها مباريات تمتص خزان الوقود بأكمله، من أجل الهيبة وكذلك موقفه في الترتيب. حيث يمكن بالتأكيد، أكثر من تلك الأولى، تدارك الخطأ بعدها خلال سير البطولة. وليس صدفة أنه بعد أربع جولات بمجموعة الشامبيونزليغ الصعبة، عاد يوفينتوس للفوز في الدوري والإقناع دائما، حيث الفوز على كييفو (2-0) بعد الظهور الأول المبهر في لندن، وثلاث نقاط في سيينا بعد التعادل (1-1) مع شاختار، وبعدها حقق فوزين على كاتانيا وبيسكارا في أعقاب مواجهتي فريق نورشيلاند الدنماركي.

أسباب كثيرة وراء الهزيمة أمام الميلان، ومنها على سبيل المثال المبادلة الفنية الغائبة بعد الفوز الكبير على تشيلسي مع المجهود البدني الكبير. أو اختيار الاعتماد على إيسلا، الذي فضله المدرب على ليشتستاينر ثم جرى تبديله ونزل بادوين مكانه. أو إدخال بوغبا المتأخر أيضا الذي كان سيعطي نشاطا لخط مرهق. الخلاصة بعد اللقاء بالنسبة لليوفي تتمثل في اعتبارين خاصة، الأول هو أن الأداء كان سلبيا، لكن من دون ركلة الجزاء الكريمة التي أهديت للميلان من الحكم ريتزولي (بل من الحكم المساعد دي ماركو)، كانت المباراة ستختلف تماما وربما ما كان اليوفي سيخسر. لأنه مهما استدار، يعود إلى هناك، لصافرة الحكم التي صارت حاسمة، ولمباراة حددت مصيرها واقعة، ولفريق يفتقد نقطة كان سيحملها إلى داره التي كانت ستغير الترتيب أيضا، ويقول المدرب المساعد أنجيلو أليسيو: «لم أعتد تصور ماذا كان سيحدث لو فزنا نحن مع ركلة جزاء كهذه». تحمل عبارة مساعد كونتي في طياتها الحالة النفسية لليوفي بعد واقعة المباراة. هذا بينما يذهب المدير العام للنادي بيبي ماروتا إلى ما هو أبعد بوزن الكلمات جيدا للتأكيد على الخطأ التحكيمي من دون السقوط في إغراء التركيز عليه كلية، وقال: «كانت مباراة ستنتهي بالتعادل (0-0) من دون ركلة الجزاء تلك، إنه التأكيد على أن الوقائع تعوض بعضها البعض خلال بطولة الدوري».

لكن فريق اليوفي غاضب، ومع ذلك قرر التعامل مع الأمر باعتدال، أيضا لتجنب السقوط في دوامة الجدل الذي أشعله الإنتر في الأسابيع الأخيرة. وتابع ماروتا: «كوني عقلا حرا لا خوف لدي في أن أقول كلمتي. ركلة الجزاء غير صحيحة، لكننا لم نخسر لهذا السبب، كان أمامنا ساعة من الوقت للتعويض، مثلما حدث في مرات أخرى لفرق كثيرة بعد خطأ تحكيمي (في إشارة إلى هدف مونتاري)، لكننا لم نستغلها. مناخ الجدل والحرب الكلامية بوجه عام مؤلم حقا، فالبحث عن الأعذار لا يجدي. من حين لآخر ينبغي إخبار الجماهير بأننا خسرنا لأن الفريق الآخر لعب أفضل منا، أو بالأحرى أن ركلة روبينهو تم التصدي لها تقريبا، لكني للأسف كنت طويلا بالجسد بصورة طفيفة ولم أتمكن من الإمساك بالكرة».

المباراة: بخصوص الأداء السلبي لليوفي، ركز ماروتا أيضا، وقال: «لا ينبغي أن تكون ركلة الجزاء ذريعة لأننا لم نلعب جيدا. علينا اعتياد تقديم مستوى رفيع سواء في الدوري أو الشامبيونزليغ، ومن مباراة تشيلسي مرت خمسة أيام، وكان يجب علينا تقديم ما هو أفضل. كانت هذه واحدة من أسوأ المباريات التي لعبناها، وعلينا استخراج الدروس الثمينة للغاية منها. والدخول إلى المباراة، مثلا، لم يكن بمستوى مواجهة مهمة هكذا». ويحاول أليسيو إعطاء قراءة فنية وخططية للمباراة، حيث أضاف: «حينما لا نلعب كفريق فإننا نعاني ويحدث أن نخسر. لدينا تنظيم من شأنه أن يحسن استخدام كل عنصر، لكن هذه المرة لم ينجح أي شيء معنا». بينما يقول المدافع بونوتشي: «ركلة الجزاء غير صحيحة، ولم أدركها على الفور، والحكم دي ماركو كان مغطى، ولم يتمكن من رؤية أي شيء. على أي حال، لم نقدم نفس الأداء الذي ظهر أمام تشيلسي».