«كيد القانونيين» يوقف انتخابات اتحاد الكرة السعودي.. ويهدد بتجميد اللعبة

بيان «تهدئة» يصف القرار بـ«الطبيعي».. ومستقبل مظلم ينتظر «متعة السعوديين الوحيدة»

TT

أعلن اتحاد الكرة السعودي «المؤقت» في بيان رسمي مفاجئ صدر عنه أمس، أنه قرر تأجيل الانتخابات المقررة يوم 13 من الشهر المقبل بما لا يزيد على الشهر (قبل 13 يناير (كانون الثاني) من عام 2013 المقبل)، وذلك لرغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم في دراسة «اللائحة المعدلة» الخاصة بالنظام الأساسي، وخاصة أنها مرتبطة بلائحة انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم التي أرسلت مؤخرا إلى فيفا بعد انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد السعودي لكرة القدم في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وكشفت «مصادر» أمس عن أعضاء قانونيين، تحتفظ «الشرق الأوسط» بأسمائهم، قاموا باتصالات مع فيفا، وتحديدا مع اللجنة القانونية الدولية، بهدف ضرورة إيقاف الانتخابات الكروية المقررة في 13 من الشهر المقبل؛ كون ما تم بشأنها غير قانوني، وهو ما اعتبره الأمير خالد بن عبد الله رئيس أعضاء الشرف في النادي الأهلي، وخالد البلطان رئيس نادي الشباب، تحريضا ضد الكرة السعودية ومحاولات للعبث بها من قبل قانونيين لا علاقة لهم بكرة القدم.

وبحسب أحمد عيد رئيس الإدارة المؤقتة في الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي هاتفت «الشرق الأوسط» أمس قبل مغادرته إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور لحضور حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإنه تلقى اتصالا أمس من مسؤول قانوني في الاتحاد الدولي لكرة القدم أبلغه بأن اللائحة المعدلة للنظام الأساسي لاتحاد الكرة السعودي بحاجة لدراسة وافية، وأنهم بحاجة لوقت أطول، وهو ما جعل اتحاد الكرة يصدر بيانا أمس بضرورة إرجاء الانتخابات لنحو شهر في حال تأخر فيفا في اعتماد النظام الأساسي المعدل.

وسرب أمس العضو المستقيل من لجنة الانضباط السعودية فهد الدهيم، بأن الفيفا أبلغ أحمد عيد من خلال خطاب رسمي وصله عند الساعة الخامسة من عصر أمس، بإيقاف كافة الإجراءات الخاصة بانتخابات اتحاد الكرة السعودي، وأنه لن يرفع من شأن التجميد المقرر إلا بعد أن يرسل اتحاد الكرة السعودي كافة التوضيحات والإجراءات التي قام بها من أجل إجراء انتخابات كروية قانونية، وإلا فإن التجميد النهائي سيطال اتحاد الكرة السعودي.

ويعترض القانونيون المستقيلون على ما سموه «خروقات» قام بها أحمد عيد حينما تدخل في لجان اتحاد الكرة القضائية، وتحديدا لجنتي الانضباط والقانونية، وكذلك المسابقات، وأنهم يحتفظون بوثائق رسمية تدين عيد بهذه الخروقات التي قد تهدد مستقبل الكرة السعودية بالتجميد ومزاولة النشاط الرياضي حد التعليق المؤقت لأنشطة الكرة السعودية وتغييبها عن أي مشاركات في حال لم يتجاوب اتحاد الكرة مع المسؤولين في فيفا، وأبلغ عن حقيقة هذه الخروقات التي قالها القانونيون.

وبحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» فإن أعضاء سبقت إقالتهم من لجنتي القانونية والانضباط في اتحاد الكرة السعودي قاموا خلال الأسابيع الماضية بتحريض اتحاد الكرة الدولي (فيفا) ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال إرسال «رسائل بريدية إلكترونية» إلى عدة شخصيات في الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم يطالبون فيها بضرورة تجميد أنشطة اتحاد الكرة السعودي، ووقف الإدارة المؤقتة؛ كونها تقوم بتدخلات غير قانونية في اللجان المنبثقة عن الاتحاد، كما يزعمون.

وبحسب مصدر مقرب من القانونيين المستقيلين فإن خطابا رسميا سيصدر من فيفا الأسبوع المقبل سيكون قاطعا بإيقاف أنشطة اتحاد الكرة وعدم مشاركته في أي لقاءات رسمية وودية.

وقال البيان الرسمي الصادر عن اتحاد الكرة: «بناء على التواصل الدائم بين الإدارة المؤقتة للاتحاد السعودي والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والقائمة منذ فترة طويلة، لتحديد موعد خلال الأسبوعين المقبلين لعقد اجتماعات بين الجانبين للتباحث ومراجعة الخطوات الأخيرة لانتخابات مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم المزمع إقامتها حسب الموعد المحدد في الـ13 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وحرصا من الإدارة المؤقتة على الوضوح مع المهتمين برياضة كرة القدم خاصة والرياضة عامة، فإنه من المنتظر أن يتم تأخير الانتخابات إلى فترة لا تزيد عن الشهر، وذلك وفق النتائج التي ستسفر عنها الاجتماعات المقبلة».

وأكدت الإدارة المؤقتة للاتحاد السعودي لكرة القدم، أن هذا الإجراء طبيعي في ظل تكوين أول جمعية عمومية حسب النظام الأساسي للاتحاد السعودي، التي كونت مؤخرا وفق أول انتخابات كاملة تحدث في تاريخ كرة القدم السعودية. وأضافت في البيان: «الإدارة المؤقتة كانت وما زالت حريصة كل الحرص على أن تكون جميع الخطوات التي تتخذ بالتنسيق الكامل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)». وبحسب أحمد عيد فإنه سيلتقي بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 5 من الشهر المقبل في زيوريخ للتباحث حول مستقبل الكرة السعودية واتحادها وإجراءات الانتخابات المقبلة.