20 عاما مرت على تعاقد يونايتد مع كانتونا وتأثيره ما زال مستمرا

النجم الفرنسي كان البطل الملهم في مسرح الأحلام «أولد ترافورد» ووراء هيمنة الفريق محليا وأوروبيا

TT

هل كان الدوري الإنجليزي الممتاز سيصل إلى هذا المستوى لو لم يتعاقد نادي مانشستر يونايتد مع النجم الفرنسي إريك كانتونا؟ هذا هو السؤال الذي طرحه الكاتب مارك أوجدن بصحيفة «التلغراف» البريطانية أمس في محاولة للتأكيد على التأثير الكبير الذي تركه اللاعب الفرنسي في كرة القدم الإنجليزية بعد 20 عاما من توقيعه للقلعة الحمراء.

وفي سيرته الذاتية التي تحمل اسم «إدارة حياتي» لم يتطرق المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون للنجم الإنجليزي ديفيد هيرست – الذي كان من المحتمل أن يتعاقد معه النادي بدلا من كانتونا – إلا مرتين فقط، أولهما في الصفحة رقم 322 والثانية في الصفحة رقم 325، في الوقت الذي خصص فيه المدير الفني الأسكوتلندي القدير 50 صفحة كاملة للحديث عن كانتونا، علاوة على وجود سبعة أقسام فرعية باسم كانتونا في فهرس هذا الكتاب الذي طبع عام 1999. والذي يحكي مسيرة السير أليكس فيرغسون خلال أول 13 عاما له في ملعب «أولد ترافورد».

ويصادف اليوم الذكرى السنوية العشرين لقيام فيرغسون بتغيير مجرى التاريخ في «مسرح الأحلام» عندما تعاقد مع «الملك» الفرنسي من نادي ليدز يونايتد، في محاولة لتدعيم صفوف فريقه الذي كان ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1992-1993.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي كان سيحدث لو وافق المدير الفني لنادي «شيفيلد وينزداي» تريفور فرانسيس على التخلي عن مهاجمه الإنجليزي هيرست مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني، وفقا للفاكس الذي أرسله فيرغسون في صباح هذا اليوم؟ كيف كان سيصبح شكل الدوري الإنجليزي الممتاز لو لم ينتقل كانتونا إلى «مسرح الأحلام» في أولد ترافورد؟

هل كان هيرست قادرا على إحداث نفس الفارق الذي تركه هذا الفتى الفرنسي الجامح القادم من مرسيليا؟ هل كان مانشستر يونايتد سيحقق نجاحا باهرا على مدى عقدين من الزمان ويتوج خلالهما بطلا لأوروبا مرتين ولإنجلترا 12 مرة؟

من المؤكد أنه من الصعوبة بمكان الإجابة على تلك الأسئلة، بل ومن المستحيل عقد مقارنة من هذا النوع، ولكن الذكرى العشرين لوصول «الملك» الفرنسي لـ«أولد ترافورد» تجعلنا نغوص في أعماق الماضي ونطرح أسئلة من هذا القبيل.

لقد تم مناقشة وتحليل التأثير الذي تركه كانتونا على مانشستر يونايتد ملايين المرات قبل ذلك، للدرجة التي جعلت الجميع ينسى القصور الذي كان يعاني منه النجم الفرنسي، مثل عدم السرعة وعدم قدرته على التأثير في البطولات الأوروبية، فضلا عن تدخله العنيف على لاعبي الفرق المنافسة. في الحقيقة، كان كانتونا هو الحافز الأساسي الذي ساعد مانشستر يونايتد على الفوز بأول لقب للدوري الإنجليزي على مدار 26 عاما وكان هو الملهم لفريق من الموهوبين استحوذ على كرة القدم الإنجليزية والدوري الإنجليزي الممتاز بعد ذلك، كما أنه هو النجم الأبرز للدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد ومعشوق جماهير مانشستر يونايتد الذين استمتعوا بفنه الراقي داخل المستطيل الأخضر، ولكن هل لنا أن نتخيل شكل الدوري الإنجليزي لو انتقل هيرست إلى مانشستر يونايتد بدلا من كانتونا؟ كان هيرست في الخامسة والعشرين من عمره وشارك في ثلاث مباريات دولية مع المنتخب الإنجليزي، ولذا كان فيرغسون يرى أنه أفضل لفريقه من ألان شيرار الذي رفض الانضمام لمانشستر يونايتد وفضل الانتقال لنادي بلاكبيرن في صيف عام 1992.

كان هيرست يتمتع ببنيان قوي للغاية وسرعة فائقة وقدرة هائلة على التسديد بكلتا قدميه، ولذا رفض نادي «شيفلد وينزداي» التخلي عنه لمانشستر يونايتد في فصل الصيف، قبل أن يعاود مانشستر يونايتد تقديم عرض آخر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1992. بعدما تعرض نجم الفريق ديون دبلن لكسر خطير في الساق خلال موسم 1992-1993.

ويقول فيرغسون في سيرته الذاتية: «في هذه الأثناء، رفض تريفور فرانسيس الرد على مكالماتي الهاتفية ولم يكن أمامي أي خيار آخر سوى أن أرسل له فاكسا، وهو ما أثار غضبه بشدة. كان يمكنني ألا أقوم بذلك، ولكن هذا جعلني أدرك أنه من الصعب للغاية إقناع شيفلد وينزداي بالتخلي عن اللاعب».

وبعد ساعات قليلة، كان هناك اتصال هاتفي من المدير التنفيذي لنادي ليدز يونايتد بيل فوثيربي يسأل عن إمكانية تخلي مانشستر يونايتد عن دينيس ايروين، ولكن فيرغسون رفض وسأل هو عن إمكانية التعاقد عن كانتونا، ثم سارت الأمور كما نعرف جميعا.

وفي غضون أسابيع قليلة، نجح كانتونا في قيادة مانشستر يونايتد إلى مقدمة الترتيب، في الوقت الذي تعرض فيه هيرست لأقوى إصابة له خلال مسيرته الكروية وواجه مشاكل كبيرة في لياقته البدنية أجبرته على الاعتزال عام 2000 بعدما قضى فترة غير ناجحة مع نادي سوثهامبتون على سبيل الإعارة. ومع حلول الذكرى العشرين على وصول كانتونا إلى «أولد ترافورد»، لا يسعنا إلا أن نذكر بأن مانشستر يونايتد وفيرغسون كانا على وشك السير في مسار مختلف تماما، لو لم يتمكنا من التعاقد مع النجم الفرنسي الذي ترك بصمة على تنسى على «مسرح الأحلام»، ولا أحد يعرف على وجه التحديد ما الذي كان سينتظر هذا النادي العريق لو لم ينجح في توقيع هذه الصفقة.