أهدر الإنتر فرصة جديدة لملاحقة اليوفي متصدر الدوري الإيطالي بسقوطه أول من أمس (الاثنين) أمام مضيفه بارما بهدف دون رد سجله اللاعب سانسوني في الدقيقة الـ30 من الشوط الثاني ضمن الجولة الـ14 من دوري الدرجة الأولى. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد بارما إلى النقطة الـ20 في المركز السابع، بينما تجمد رصيد الإنتر عند النقطة الـ28 متراجعا إلى المركز الثالث نظرا لفوز نابولي على كالياري وانتزاعه وصافة «الكالتشيو». لقد خسر فريق ستراماتشوني على أرض بارما واتسعت سلسلة نتائج الإنتر السلبية إلى هزيمتين وتعادل في آخر ثلاث مباريات محلية للفريق.
ثلاث دلائل تشكل برهانا: الإنتر في أزمة واضحة، وكان الفريق أصبح ذا معدة ممتلئة، فقد الأفكار الخططية التي حصد عن طريقها سلسة رائعة من النتائج الإيجابية، من بينها الفوز على اليوفي في عقر داره. وخلال لقاء أول من أمس ظهر بشدة تأثير غياب اللاعب الموقوف كاسانو الذي دونه بدا الإنتر فريقا عاديا. ثم إن حالة شنايدر حرمت المدرب ستراماتشوني من البديل الأكثر منطقية، في ما يتعلق بالمهارة. لقد خسر ستراماتشوني مجددا في بارما ولم يستطع معايشة المباراة، ربما لأنه أدرك أنه مستهدف، بشكل ما، بعد الطرد الذي تعرض له في لقاء كالياري في الجولة الفائتة، ولذلك ظل مدرب الإنتر هادئا تماما، جالسا على مقعده، ويداه في جيبه ولم يتقدم خطوة واحدة خارج نطاق المنطقة الفنية المخصصة له. وعليه بدا الأمر وكأن خمول ستراماتشوني امتد إلى نفوس لاعبي فريقه الذي ظهر داخل الملعب دون أفكار.
أسوأ شوط ثانٍ: وبدأ ستراماتشوني تحليل المباراة عقب انتهائها قائلا: «في الشوط الأول حاولنا لعب المباراة أمام فريق منظم بشكل جدي داخل الملعب، حتى وإن كان بياباني جعلنا نواجه صعوبة. كنا نعلم أن بإمكانه اللعب في نطاق واسع ولكن تعين علينا اتباع طريقة (رجل لرجل) معه، وهذا لأنه لم يكن لدينا لاعب وسط نستطيع من خلاله التغلب على الموقف. الحقيقة هي أننا ظهرنا بشكل سيئ للغاية في الشوط الثاني، رغم أننا عادة ما ننهي المباريات بنضج. أعتقد أننا أمام بارما قدمنا أسوأ شوط ثانٍ على الإطلاق. مما لا شك فيه أننا نمر بلحظة سوء توفيق على مستوى الإصابات، ولكنني أود الحديث مع الذين وجدوا داخل الملعب. حدوث هبوط في الأداء البدني أمر متوقع ولكن لا يمكن إنكار أننا دائما، بعد مباريات الدوري الأوروبي، لم ننجح في تقديم دلائل على الكثافة العالية للفريق».
أخطاء غير معقولة: وكانت هناك محاولات لإيقاف المدرب ستراماتشوني على بعض الحالات الفردية مثل الفاريز في أول مباراة يلعبها أساسيا هذا الموسم. «كانت لدينا مشكلات في وسط الملعب وريكي ساعدنا على مدار نصف المباراة، ثم تراجع مستواه ربما لأنه أيضا لم يكن يلعب من بداية المباريات. ولكنني أكرر، مشكلة الفريق كانت عامة». وكان من الممكن أن يخرج الإنتر من اللقاء بالتعادل لولا هدف اللاعب سانسوني، «وهذا هو سبب الندم الحقيقي، لأننا تعرضنا لهدف من خطأ فادح حيث حصل سانسوني على الكرة في وسط الملعب من كرة جانبية وسجل الهدف دون مراوغة أحد من الإنتر. مع عدم تركيز من هذا النوع تكون الأخطاء غير معقولة».
شنايدر والملعب: عندما يخسر الفريق يتم التفكير على الفور في الغيابات، لا سيما عندما يكون من بينهم لاعب ثقيل مثل الراتب الذي يتقاضاه (ستة ملايين، صافٍ). وكان من الممكن أن يساعد شنايدر فريقه الإنتر في الخروج من هذا المأزق غير أنه كان جالسا في منزله أمام التلفاز يتابع المباراة، «ولكني أكرر أن الموقف يبدو أبسط مما قد يبدو. ولكن شنايدر لن يلعب ما دام لم يقدم ردا على مسألة عقده مع النادي سيكون بخسا للأمر. هناك أسئلة بعينها من المفترض توجيهها إلى إدارة النادي، أما أنا فأختار اللاعبين على أساس أدائه طوال أسبوع الاستعداد. والآن ليس في عقلي سوى مباراة باليرمو القادمة».
كاسانو مشجع: ومن المفترض أن يعود الفريق إلى التدريبات منذ أمس (الثلاثاء) استعدادا لمباراة باليرمو التي ستقام الأحد المقبل. وأمام المدرب السابق للإنتر غاسبريني، الذي سيحرم من خدمات دوناتي وميكولي بسبب الإيقاف، سيستعيد ستراماتشوني خدمات غارغانو، بينما سيظل كاسانو غير قادر على المشاركة بسبب عقوبة الإيقاف التي حصل عليها بسبب الأحداث التي وقعت عقب مباراة كالياري. وخلال لقاء أول من أمس كان كاسانو يجلس في المدرجات إلى جانب المدير العام ماركو فاسوني والسيدة بيدي موراتي، شقيقة رئيس النادي ماسيمو موراتي.
وعلى الجانب الآخر، أثنى دونادوني، مدرب بارما، على الأداء الجماعي لفريقه قائلا: «الجميع كانوا رائعين حتى وإن كان بياباني غير عادي، أقول له إنه ينبغي عليه دائما الظهور هكذا وليس أمام الإنتر فحسب. لم يكن ينبغي علينا انتظار تحركات في خوف، خلال فترة ما بين الشوطين أخبرت لاعبي فريقي أن عليهم الثقة في أنفسهم أكثر. نحن بحالة جيدة ولكن من السابق لأوانه الحديث عن حدوث قفزة مهارية. هذا الأمر ينبغي أن يأتي من الفريق كله وبالتدريج. بالتأكيد عندما نكون في هذه الحالة يمكننا اللعب أمام أي فريق».