خليفة: الشارع الرياضي تسرع في الحكم على ريكارد.. والأخضر مطالب بـ«الخليجية»

إداري منتخب الناشئين قال إن الفتح بات مضرب مثل في الملاعب الخضراء

TT

أكد إداري المنتخب السعودي للناشئين والدولي السابق صالح خليفة أن الكرة السعودية تسير نحو استعادة هيبتها، والصعود مجددا إلى منصات التتويج، بعد أن مرت خلال الفترة الماضية بفترة عصيبة شهدت العديد من الإخفاقات، نافيا أن يكون الإخفاق ممتدا إلى الفئات السنية السعودية. وأشار خليفة في حوار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن منتخب الناشئين تمكن من تحقيق البطولتين الخليجية والعربية، وبالتالي فإن خروجه من الآسيوية لا يدل على فشل العمل الإداري أو الفني داخل منظومته، مطالبا بالصبر على كل المنتخبات السعودية ومنح العاملين بها فرصة كافية لإظهار الإمكانات التي لديهم قبل إصدار أي حكم بحقهم، رافضا الحكم على تجربة مدرب المنتخب الأول الهولندي فرانك ريكارد نظرا لأنه لا يزال في مرحلة العمل ويحتاج للوقت من أجل أن ينتشل الأخضر مما يعاني منه، مبديا تفاؤله بمستقبل الكرة السعودية في ظل وجود جيل ناشئ يمتلك المواهب الكبيرة التي تحتاج إلى صقل واهتمام من قبل الأندية، معرجا في حديثه على المستويات التي ظهر بها فريق الفتح الذي ضرب أروع الأمثلة على قدرة الفكر المحترف على تسيير الأمور رغم قلة المال، مستذكرا الزمن الجميل الذي تمكن من خلاله هو ورفاقه من الوصول إلى أولمبياد لوس أنجليس، وكذلك تحقيق البطولة الآسيوية.

* الفئات السنية للمنتخبات السعودية لا يزال وضعها غير واضح للوسط الرياضي.. من خلال وجودك في الإدارة خلال الموسمين الماضيين ما الخطوات التي قمتم بها؟

- في الوقت الراهن لا توجد أي مشاركات لمنتخب درجة الناشئين، فبعد الخروج من البطولة الآسيوية التي أقيمت في إيران لم تعد لدينا أي مشاركة قريبة، لكن يمكنني القول بشكل عام إن الكرة السعودية لها قاعدة قوية من اللاعبين الصاعدين الذين سيكون لهم شأن في المستقبل، وسيسهمون بإذن الله في إعادة هيبة الكرة في المواسم القليلة المقبلة، وإن غابت الأضواء عنهم بحكم أن الاهتمام يتركز على المنتخب الأول وكذلك الفرق الكروية الأولى دون أن يلقى الناشئون والشباب أي اهتمام يستحقونه من قبل الإعلام، مما يجعل البعض ينظر لمستقبل الكرة السعودية بتشاؤم دون أن يكلف نفسه متابعة الوضع ودعم اللاعبين الصاعدين.

* لكن المنتخبات السعودية في جميع الفئات سواء المنتخب الأول أو منتخب الشباب أو حتى منتخب الناشئين لم تحقق إنجازات تذكر في السنوات الأخيرة وطغت الإخفاقات بشكل كبير؟

- هذا الحديث غير دقيق وفيه من الإجحاف الشيء الكثير، ولنبدأ بمنتخب الناشئين الذي أتولى قيادته الإدارية في الموسمين الأخيرين، فمنتخب درجة الناشئين حقق البطولة الخليجية والعربية، وإذا كان هناك من يحكم على المنتخب بالإخفاق بعد الخروج من البطولة الآسيوية في إيران فهذا حكم غير منطقي، كون المنتخب وقع في مجموعة تضم منتخبات كوريا الجنوبية واليابان، وكذلك حامل لقب النسخة قبل الماضية منتخب كوريا الشمالية، ولعبنا مباريات جيدة مع منتخبات قوية بحجم اليابان وكوريا الجنوبية المرشحتين الدائمتين لبلوغ نهائيات كأس العالم بل للوصول لمراكز متقدمة في النهائيات العالمية لما يصرف على كرة القدم من أموال هناك والسير وفق خطط مشهودة، كما أن المنتخب الكوري الشمالي من المنتخبات المتمرسة خصوصا في الفئات السنية، وحاولنا أن نتخطى الدور الأول بنجاح ولكن لم نوفق، وخرجنا مبكرا من دور المجموعات، وهذا لا يعني أن منتخبنا سيئ، ولا بد أن ندرك أننا كسبنا مواهب يمكن الاعتماد عليها في المستقبل، ويتوجب عدم زرع الإحباط بناء على الخروج المبكر من البطولة الآسيوية في إيران، بل يتوجب التفاؤل بمستقبل أكثر إشراقا خصوصا أن المنتخب الحالي يضم بين صفوفه نخبة من المواهب القادرة على زرع البسمة على شفاه الجماهير السعودية، وأتوقع أن يكون عدد من اللاعبين الناشئين ضمن منتخب السعودي الأول الذي سيمثلنا بإذن الله في مونديال 2018 أو مونديال 2022 في حال حافظوا على أنفسهم وتلقوا الرعاية الكاملة من أنديتهم.

* تحدثت عن المنجزات التي حققها منتخب الناشئين، لكن ماذا عن منتخب الشباب السعودي؟

- منتخب الشباب خرج من البطولة الآسيوية في الإمارات بفارق الأهداف عن المنتخب السوري، وأعتقد أن النكسة حصلت في المباراة الأولى ضد سوريا والتي خسرها الفريق بنتيجة كبيرة، لكن هناك عددا من اللاعبين الشباب سيكون لهم شأن في المستقبل بشهادة المتابعين. وإذا أدرنا الحديث حول المنتخب الأول فإنه حاليا يمر بمرحلة تصحيح ويجب على الجميع دعمه، ويتطلب أن يكون للإعلام دور أكبر من خلال الدعم الإيجابي والنقد الهادف المبني على معطيات واقعية، ولا يمكن لأي منتخب في العالم أن يستمر على مدار السنين ثابتا في عطاءاته ومستوياته ونتائجه، فهناك أجيال تتعاقب ولذا يتوجب أن يكون الدعم كبيرا في المرحلة الحالية، وأنا متفائل شخصيا بعودة قوية قريبة للكرة السعودية. ولا يمكن تجاهل ما قدمه منتخب درجة الشباب في مونديال كولومبيا العام قبل الماضي، فالمنتخب الشاب لكوريا الجنوبية الذي يعد من المرشحين الدائمين للفوز بالبطولة الأسيوية ولبلوغ النهائيات العالمية خرج من الدور ربع النهائي أمام أوزبكستان البطل الذي كان خروجه بالركلات الترجيحية، ومع ذلك خرج الكوريون وهم فخورون بمنتخب المستقبل لديهم.

* أسهبت في موضوع منتخب الناشئين واختصرت في موضوع المنتخب الأول وحتى الشباب.. هل المنتخب الأول قادر على تحقيق الفوز بالبطولة الخليجية المقبلة في ظل وجود منتخبات عريقة كالمنتخبين العراقي والكويتي؟

- البعض يعتقد أن البطولة الخليجية سهلة المنال وهذا اعتقاد خاطئ، خصوصا أن هناك العديد من المنتخبات القوية على مستوى القارة بشكل عام، وتكفي الإشارة إلى أن ثلاثة منتخبات تنافس على الصعود إلى مونديال البرازيل، وهي حاليا تواصل خوض التصفيات النهائية، لكن من المهم أن تستعيد الكرة السعودية قوتها وهيبتها في هذه البطولة، والتصفيات المؤهلة لبطولة آسيا في أستراليا ستنطلق بعد البطولة الخليجية، ولهذا من المهم أن يكون منتخبنا على قدر التطلعات، وإن لم يوفق في الفوز بالبطولة الخليجية يتوجب عدم شن الهجوم عليه، بل لا بد أن نصبر وندعم كما قلت مع النقد الهادف المبني على معطيات واقعية.

* هناك تشكيك من قبل الشارع الرياضي السعودي في جدوى استمرار المدرب الهولندي فرانك ريكارد على رأس القيادة الفنية للمنتخب الأول بعد الإخفاقات التي حدثت في عهده، إلى جانب تقاضيه مبالغ مالية ضخمة.. كيف تقيم أداءه؟

- لا يمكن القبول بحكم متسرع على المدرب، وقياس الأمر بالرواتب والمزايا المالية التي يتقاضاها يعني خلط الأوراق بلا منطق، والمدرب ريكارد مشهود له، والجميع صفق لخطوة التعاقد معه، وهو لم يعط الفرصة الكافية فقد قضى قرابة الموسم، ولذا الحكم عليه متسرع جدا، وهذا لا يعني تغافل النقد الهادف والمنطقي للعمل الذي يقوم به.

* ظهرت آراء تؤكد أن المنافسات الحالية هي السبيل لبناء منتخب قوي، كيف ترى مستوى التنافس في المسابقات السعودية؟

- المنافسات الكروية لدينا قوية ومتطورة وتمنح دروسا كثيرة في كون العمل الجاد يؤتي في النهاية نتائج إيجابية، وأن المال ليس كل شيء في حال لم يكن هناك تخطيط إيجابي، ففي العام الماضي شهد الدوري منافسه ثنائية حتى الجولة الأخيرة بين الشباب والأهلي، وابتعد في المقابل أبرز المحتكرين لسنوات متلاحقة وهما الهلال والاتحاد، وإن حل الهلال ثالثا وهو مركز ليس سيئا لكنه لم يرض الهلاليين، وفي هذا الموسم برز فريق الفتح الذي أعتبره نموذجا حقيقيا لتفوق الفكر على المال، فالفريق الفتحاوي يقدم دروسا لكل من يعتقد أن المال يحقق الإنجازات، والنموذجي يسير بخطى ثابتة في الدوري وفي البطولة العربية، وإن خسر مباراة الذهاب ضد العربي الكويتي في تصفيات البطولة العربية، لكنه الأقرب للعبور، فيما أنهى الدور الأول تقريبا في الدوري المحلي وهو يكسب الرهان ويرد على كل المشككين ويواصل تصدره، وهذا الأمر يؤكد أن الدوري يتطور وهذا في مصلحة الكرة السعودية.

* أخيرا، هل الكرة السعودية في مرحلة تعاف حقيقية أم أن الأمر لا يتجاوز الأماني؟

- الكرة السعودية في مرحلة تعاف حقيقية، والدليل وصول فريقين إلى الدور نصف النهائي في دوري المحترفين الآسيوي ووصول الأهلي للنهائي، ومؤخرا إقرار لجان الاتحاد الآسيوي إعادة أربعة مقاعد للكرة السعودية في النسخة الآسيوية المقبلة بناء على معطيات دقيقة، لكن كما قلت الأمر يتطلب الصبر من الجميع.. وحينما كنا في المنتخب كانت نتيجة الصبر التأهل إلى أولمبياد لوس أنجليس 1982، والبطولتين الآسيويتين 1984 و1988، ثم تحقيق الجيل الذي جاء بعدنا إنجاز الوصول إلى مونديال أميركا 1994 والعبور للدور الثاني في المشاركة الأولى، وكذلك كأس آسيا 1996.. والكرة السعودية لم ولن تقف على جيل بل إنها ولادة للنجوم، وإن مرت أحيانا بفترات صعبة لكنها تعود أكثر قوة كما علمتنا التجارب السابقة.