اليوفي يحسم معركة الديربي بثلاثية في شباك تورينو

فريق السيدة العجوز استعاد توازنه.. وبيرلو أضاع ركلة جزاء

TT

اجتاز فريق يوفنتوس عقبة ديربي تورينو بجدارة، بعدما تمكن من الفوز على منافسه التقليدي تورينو 0/3 أول من أمس (السبت) ضمن الجولة الـ15 من الدوري الإيطالي. وافتتح السجل التهديفي لليوفي كلاوديو ماركيزيو في الدقيقة 12 من الشوط الثاني، ثم أضاف المهاجم الشاب جيوفينكو الهدف الثاني في الدقيقة 22، وحمل الهدف الثالث توقيع ماركيزيو. يذكر أيضا أن المخضرم بيرلو أهدر ركلة جزاء تم احتسابها لصالح اليوفي في الدقيقة 42 من الشوط الأول. وارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 35 محافظا على صدارته، فيما تجمد رصيد تورينو عند 15 نقطة في المركز الـ14.

تجدر الإشارة إلى أن أهداف اللقاء جاءت عن طريق لاعبين ولدا في تورينو وترعرعا كرويا في قطاع الناشئين بنادي اليوفي. وقال ماركيزيو «نحتاج إلى الإقلاع عن القول بأنه في إيطاليا لا يخرج أبطال من قطاع الناشئين». لقد زال الخوف الرئيسي الذي كان يخيم على نادي اليوفي. كان يقال: فريق تورينو يلعب مباراة العمر ولديه جماهير تؤازره من أجل مباراتين فقط خلال الموسم؛ أما اليوفي فعلى العكس يفكر في دوري الأبطال، ثم إنه معتاد على مراحل أخرى وعلى التصويب نحو أهداف أعلى مقارنة بتورينو، وعلاوة على ذلك يوجد في اليوفي العديد من اللاعبين البعيدين كثيرا عن تاريخ مدينة تورينو.

الأمير صار ملكا: كان كلاوديو ماركيزيو الملقب بالأمير قد صرح عشية اللقاء قائلا «أفكر في إعادة ملء صهاريج بعض الحوافز». وبالفعل كانت هي ليلته. ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة وقفت جماهير استاد اليوفي على قدميها للهتاف باسم اللاعب الذي بات الرمز الأكثر عشقا من جانب جماهير السيدة العجوز والأكثر لمعانا. وأصبح الأمير ماركيزيو ملكا. فقد سجل ثنائية في ثاني ديربي له كلاعب محترف، وقدم أداء مبهرا، وأهدى تمريرة حريرية. إنها المباراة المثالية التي ربما كان يحلم بها منذ الصغر والتي لن ينساها ماركيزيو مطلقا حتى وإن كان اللاعب منذ فترة، بغض النظر عن لقاء ديربي تورينو، يقوم بدور القائد سواء بين صفوف اليوفي أو في المنتخب الإيطالي «لقد سجلت بالفعل ثنائية من قبل في شباك تورينو، كان ذلك على مستوى قطاع الناشئين لكنه كان ممتعا أيضا. أنا سعيد بهذه الثنائية وأهديها إلى عائلتي. الديربي دائما هو الديربي، إنها مباراة محفوفة بالمخاطر، بعض النظر عن ترتيب الدوري الذي لا يعني شيئا في مثل هذه اللقاءات. لكن في هذه الليلة كان المهم بالنسبة إلينا حقا هو الفوز. حصد النقاط الثلاث كان يلزمنا لمحو التجربة السيئة التي خضناها أمام الميلان. هناك نزلنا إلى الملعب بلا رغبة أو شخصية. وهذا غير مقبول».

الأربعاء دوري الأبطال: والآن تتجه الأقدام والعقول نحو مباراة العودة أمام شاختار الأوكراني بعد غد الأربعاء في الشامبيونزليغ «نحتاج إلى نقطة، حتى الآن لم نفعل شيئا. من المؤسف أنني لن أشارك لأنني موقوف، لكن رفاقي سيصلون إلى هناك وهم محفزون. ثم إن الفوز أمام تورينو سيساعدهم على العمل بهدوء. لقد عاد ترتيب الدوري إلى التحرك، لكننا لا نزال في المركز الأول بفارق جيد. وعليه ينبغي أن يكون التركيز حاليا على مباراة العودة أمام شاختار التي ستقام في أوكرانيا. أنا على قناعة بأننا سنتمكن من تكرار الأداء الذي قدمناه أمام تشيلسي. بل من الضروري تكراره حتى لا نواجه أي خطر، ولأن شاختار هو من دون شك الفريق صاحب أقوى تشكيلة في مجموعتنا الأوروبية. جيوفينكو؟ إنه لاعب كبير وليست هناك حاجة لوضع ضغوط عليه بالمقارنات المختلفة».

ابتسامة جيوفينكو: وها هو جيوفينكو ذاته يصرح عقب المباراة «المشاهد التي حدثت خلال المباراة سليمة. لا يبدو لي أن هناك ما يدعو لنقاش ضربة الجزاء أو حالة الطرد التي تعرض لها لاعب تورينو. هذا اليوفي يفوز لأنه فريق رائع ومتماسك. لماذا لا أسجل أهدافا حاسمة؟ يروق لي التوقيع على إحراز الأهداف. من الممكن أن يصير اللاعب حاسما بتمريراته الحاسمة أيضا». وعندما سألته قناة «الجزيرة الرياضية»: هل هذه أفضل مباراة لك؟ رد قائلا «لا، بل هي الأسوأ»، سخرية بالطبع.

وعلى الجانب الآخر، رغم إهدار بيرلو لركلة الجزاء التي حصل اليوفي عليها، والفريق المنافس بـ10 لاعبين فحسب، فإن تورينو لم يستطع كبح جماح تفوق وسيادة يوفنتوس: لاعبا خط وسط في مواجهة خمسة من اليوفي، و2000 مشجع مقابل 40 ألفا للسيدة العجوز، ويوفنتوس الذي، كما أشارت التوقعات، قام بتغيير طريقة لعبه مدعما خط الدفاع. وبغض النظر عن النتيجة النهائية ينبغي النظر أيضا إلى الـ30 دقيقة الأولى من اللقاء عندما كانت الأسلحة متعادلة. لو كان ميغيوريني اغتنم الفرصة الوحيدة التي أتيحت لفريق تورينو في الدقيقة 22 من المباراة ولو لم يتعرض غليك للطرد، لربما انكسرت سلسة النتائج السلبية لفريق تورينو في مباريات الديربي والتي تمتد إلى 17 عاما دون فوز، بينما يعود تاريخ آخر تعادل بين الفريقين إلى عام 2008، فضلا عن 10 سنوات دون تسجيل تورينو هدفا واحد في شباك اليوفي.

وقد عقب المدرب فينتورا بعد انتهاء المباراة قائلا «من الصعب اللعب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بـ10 لاعبين، يكفي النظر إلى ما حدث في كاتانيا مع الميلان». وتابع فينتورا «لقد أربكنا اليوفي في البداية، وكان هناك عناق جيد من جانب للمباراة، ثم جاءت حالة الطرد هذه لتغلق الحسابات». وهل تدخل غليك كان عنيفا ويستحق الطرد؟ «لم أشاهد الصور الخاصة بهذا المشهد، لو كان أخذ الكرة لما استحق الطرد». وفي التلفاز عبر شبكة «سكاي» أوضح المحللون أنها مخالفة تستحق طردين. ثم تذكر فينتورا ما حدث لفريقه أمام روما وكرر «في روما تم احتساب ضربة جزاء غريبة ضدنا، وكان زيمان يرى أنها مخالفة تستحق ضربتي جزاء، واليوم هذه المخالفة تستحق طردين؟ أود تكرار أن هذا المخالفة متهورة، لكن لو كان اللاعب حصل على الكرة لما استحق الطرد، أما في حالة العكس لو كان غليك يلاحق اللاعب وليس الكرة يكون من الصحيح طرده. الخسارة أمر مؤسف لأننا كنا ننتظر هذا الديربي منذ كثير، وعندما أصبحنا 10 لاعبين باتت نهاية المباراة معروفة».