الكويتي القناعي رئيسا لاتحاد آسيا للصحافة الرياضية.. وغياب للإعلام الرياضي السعودي

الفهيد: من خول لرعاية الشباب «الاختيار»؟.. وفياض الشمري: المحسوبيات أساس عملهم

TT

استعادت الكويت مكانتها على صعيد الصحافة الرياضية، مساء أمس، حينما نجحت في استرداد رئاسة الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية ومقره بعد فترة انتظار طويلة، وتحديدا منذ عام 1990، ونجح الإعلامي الكويتي المخضرم فيصل القناعي من الحصول على ثقة ممثلي دول القارة الصفراء والفوز بالتزكية رئيسا للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية بالانتخابات التي جرت أمس ضمن برنامج المؤتمر الـ16 للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، الذي شارك به ممثلون عن 26 دولة آسيوية ينتمون لاتحادات ورابطات صحافية رياضية رسمية.

وانتخبت الجمعية العمومية للاتحاد لجنتها التنفيذية في تشكيلتها الجديدة برئاسة القناعي ليتحقق الإنجاز الكبير للكويت وللقناعي، عقب انسحاب منافسه المنغولي أوتوجو نباساجان.

وضمت القائمة الجديدة الإعلاميين السعودي منصور الخضيري الذي كان يشغل منصب وكيل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لشؤون الشباب، والقطري محمد المالكي اللذين فازا بمنصبي نائب الرئيس، و4 أعضاء آخرين هم الإماراتي عبد الله إبراهيم، الذي استعاد مقعده بعد فترة طويلة والفلسطيني حسين عليان والعراقي خالد جاسم والعماني أحمد باتميرة، وجميعهم دخلوا لأول مرة.

وأعرب الكويتي فيصل القناعي عقب تزكيته بالإجماع لرئاسة الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، وعقب انتهاء عملية الانتخابات التي جرت وسط أجواء أخوية ورؤية أكدت مدى تضامن ووحدة القارة الآسيوية عن سعادته الكبيرة بهذا الفوز الكبير، واعتبره تاريخيا للإعلام والصحافة الكويتية واستعادته للمقر ليكون في الكويت من جديد عقب نقله إلى كوريا الجنوبية قبل 22 عاما.

وأكد القناعي أنه يمد يده إلى كل المؤسسات الصحافية والإعلامية الآسيوية في مختلف أرجاء القارة، بهدف الارتقاء بالصحافة الرياضية وتطوير الصحافيين لتمكينهم من تغطية الأحداث الكبرى التي تقام في أنحاء العالم.

وأثنى على الروح الطيبة التي تمتع بها جميع الأعضاء المترشحين للمناصب القيادية في الاتحاد، وذلك بانسحاب البعض لصالح زملائهم الآخرين، ما يصب في تعزيز روح الأخوة والمحبة بين جميع أعضاء الاتحاد، ويبشر بعهد جديد من التعاون بينهم، مما ينعكس إيجابا على تطور الصحافة الرياضية.

وأعلن عن منح رئيس الاتحاد السابق الكوري الجنوبي بارك كاب شول منصب رئاسة الاتحاد الشرفية مدى الحياة، وذلك تقديرا لجهوده السابقة وإسهاماته الفاعلة في قيادته الاتحاد لـ22 عاما الماضية، كما تم تعيين رئيس الاتحاد الكازاخستاني للصحافة الرياضية نسيب زونسبوي مستشارا شخصيا له.

وشكل المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية؛ حيث الكويتي فيصل القناعي رئيسا والصيني جان هونغ نائبا أول للرئيس والسعودي منصور الخضيري والقطري محمد المالكي والكوري الجنوبي هون كيم والباكستاني مجد عزيز مالك والمكاوي نيم سونغ (نوابا للرئيس)، بينما تشكل المكتب التنفيذي إضافة إلى السابقين بانضمام أعضاء هم الإماراتي عبد الله إبراهيم والفلسطيني حسن عليان والعماني أحمد باتميره والياباني كازونا اينامي والهونغ كونغي تسوتسان والنيبال نيرنجا والمنغولي جي أوتيم، واختار رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية الجديد السيد نصيب جوستين من كازاخستان مستشارا لمكتب الرئيس.

وعقد المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي بحلته الجديدة أول اجتماعاته برئاسة رئيسه الجديد فيصل القناعي، وتقدم للجميع بالشكر والتقدير، وتمنى لهم النجاح والتوفيق في أداء مهامهم، مشيرا إلى أهمية المرحلة المقبلة لاستعادة الاتحاد لنشاطه المعهود، والنظر إلى الأمام بكل تفاؤل.

يشار إلى أن الصحافة الرياضية السعودية بكل وسائلها لم يكن لديها علم بالانتخابات، إذ إن صوت الإعلام الرياضي السعودي يمثل من قبل جهة حكومية هي الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

ولم تستطع وسائل الإعلام الرياضية السعودية ترشيح من تريد ليمثلها في الاتحادات الخليجية والعربية والآسيوية والدولية الخاصة بالصحافة الرياضية والإعلام الرياضي، كونها لا تملك هيئة صحافية متخصصة، مثلما يحدث في كل دول العالم، وهو ما جعل رعاية الشباب تقوم بدور لا يخصها، ولا يحق لها، على اعتبار أنها ليست مسؤولة عن الإعلام الرياضي السعودي، كما أنها ليست مكلفة بفرض إعلاميين معينين من جانبها، وترشيحهم لتمثيل الصحافة الرياضية السعودية، على اعتبار أن ذلك فيه تجاوز لمكانة وقيمة وحجم الصحافة الرياضية السعودية، التي لم تقم بواجبها حتى الآن، وتقوم بدور «المتفرج» تجاه ما يحدث! وبدا الاستياء حاضرا وبقوة من جانب كثير من النقاد والصحافيين الرياضيين السعوديين، الذين بحت أصواتهم من المطالبة برابطة صحافيين رياضيين للسعوديين، على غرار كل دول العالم التي تملك روابط وهيئات واتحادات ومنظمات خاصة بالإعلام والصحافة الرياضية.

وفي هذا الشأن، قال أحمد الفهيد عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين إنه لا يقبل شخصيا أن تقوم جهة حكومية مثل رعاية الشباب أو غيرها بتمثيل أو ترشيح صحافيين سعوديين لاتحادات صحافية، كونها لا تملك الأحقية في ذلك، مشددا على أنه سيبحث إذا كان هناك شكل قانوني تستند إليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب، يخول لها ترشيح من تريد، أو إذا كانت مؤسسات صحافية متخصصة أو غيرها قد منحتها الأحقية في ذلك دون الرجوع إلى الأعضاء، حيث النقاد والصحافيون والمراسلون الرياضيين الذين يريدون أن يكون لهم صوت قوي ونافذ في المؤتمرات الخاصة بالاتحادات بكل فئاتها خليجيا وعربيا وآسيويا ودوليا.

وبين عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين أنه سيقوم بطرح هذا الموضوع ليكون ضمن ملف الاجتماع لمجلس إدارة هيئة الصحافيين المقرر عقده الشهر المقبل، ومناقشته بجدية وبعمق أكثر، حول أسباب قيام رعاية الشباب بدور منذ سنوات دون أن يكون لهيئة الصحافيين أو للمؤسسات الرياضية الصحافية أي رأي في ذلك.

من ناحيته، أبدى فياض الشمري الناقد الرياضي في صحيفة «الرياض» استغرابه من محاولات السيطرة التي تقوم بها رعاية الشباب على الإعلام الرياضي، وتدخلها فيما لا يعنيها بشأن ترشيحات وتمثيل الصحافة الرياضية في اجتماعات وانتخابات وندوات ومؤتمرات الاتحادات الخليجية والعربية والآسيوية والدولية الخاصة بالصحافة الرياضية، مبينا أن من ترشحهم بالإمكان أن يصنفوا تحت اسم «أصدقاء رعاية الشباب»، الذين يتغاضون كثيرا عن السلبيات الحاضرة في أداء وعمل رعاية الشباب، ويكافأون بالتمثيل خارج البلاد دون أي اعتبارات قانونية، كونها ليست الجهة الرسمية لذلك.

وأضاف: «لو كان الترشح أو التمثيل يأتي من وزارة الإعلام كونها مسؤولة عن الصحف والمؤسسات الصحافية بشكل عام لكان الأمر مقبولا نوعا ما، ولو كان التمثيل أو الترشح نابعا من هيئة الصحافيين السعوديين لكان هو الأفضل، كونها هي المعنية وهي الحاضن للصحافيين، باعتبار الأخيرين أعضاء فيها وبالتالي هي من يقرر ذلك».

وقال: «هيئة الصحافيين منحت الضوء الأخضر من القيادات العليا في البلاد في تنظيم العمل الصحافي، ووضع المعايير اللازمة للصحافي، وبالتالي لها الحق في ترشيحهم، كونها المسؤولة. أما أن تقوم رعاية الشباب بفرض أسماء إعلامية وترشيح من تريد وفق مجاملات ومحسوبيات يعرفها الجميع منذ أكثر من عقدين من الزمان، فهذا غير مطلوب أبدا ولا يقبله الإعلام الحر، الذي ينشد الاستقلالية في عمله ومهنته».