الميلان يفقد مونتوليفو وباتو اليوم أمام زينيت بطرسبرغ الروسي

توقعات بتغيير مسار أهداف النادي محليا وأوروبيا الشهر الحالي

TT

إن الاستمتاع بملاحظة جدول مباريات دوري يشير إلى توقعات مطمئنة، تعد عملية عقلية خطيرة، غير أنها أيضا محفزة للغاية. هذا لأنه حاليا بعد أن قفز الميلان إلى المركز السابع في ترتيب جدول الدوري الإيطالي، حيث لم يصل الفريق مطلقا إلى هذا المركز منذ بداية الموسم، بات من المشروع النظر إلى شهر ديسمبر (كانون الأول) وكأنه نقطة التحول الحقيقية في مشوار الفريق هذا الموسم. شهر الترسيخ ومطاردة الأرانب البرية الأوروبية. إعادة النظر في أهداف فريق الميلان هذا الموسم لم يعد من دروب الخيال.

هذا لأنه منذ شهر ونصف الشهر فحسب، بعد الخسارة أمام فريق لاتسيو، كان خلف الميلان في ترتيب جدول الدوري فحسب باليرمو وسيينا. ولكن الميلان تماسك بشدة. وهذا ما فعل المدرب ماسيمليانو أليغري مع الفريق، مدركا أنه عاجلا أم آجلا سيصل رد الفعل المناسب من اللاعبين. وهذا ما فعلته أيضا إدارة النادي مع أليغري، مدركة أنه أجلا أم عاجلا سيستعيد الخيط والمسار الصحيح. والآن، يأتي الميلان، بين الدوري المحلي والشامبيونز ليغ، من أفضل سلسلة مباريات قدمها هذا الموسم: تعادل وثلاثة انتصارات في قطاع صعب للغاية من المباريات، كان الكثيرون يرون أنه سيكون شاهد قبر فريق ماسيمليانو أليغري. ولكن على العكس، لقاءات نابولي وأندرلخت البلجيكي واليوفي وكاتانيا أعادت الصلاحيات مرة أخرى للميلان.

ومن أجل ذلك، ربما يصبح شهر ديسمبر حاسما في ما يتعلق بالدور الثاني من الموسم. يذكر أن الميلان ينتظره (خارج ملعبه) لقاء تورينو، ثم مباراة بيسكارا (في استاد سان سيرو)، وبعدها روما (في الاستاد الأولمبي). بعد جدول المباريات المرعب لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، انخفض عامل الصعوبة: إنها الفرصة المناسبة لمواصلة التقدم برؤية أوروبية. الميلان على بعد ثماني نقاط من المركز الخامس في ترتيب جدول الدوري الذي يعني التأهل لبطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل. بشكل عملي، يبدو من الصعب افتراض حدوث انهيار شامل لكل الفرق التي تتقدم على الميلان في الجدول، ولكن ربما يتمكن فريق أليغري من الوصول إلى تحدي عيد الميلاد أمام روما (الذي حاليا يتقدم على الميلان بفارق خمس نقاط)، في ظروف تساعده على القفز للأمام أكثر. وهذا هو الهدف الأول. والكلمة المفتاح حاليا هي الاستمرارية، مع تجنب التعرض لانتكاسة كما حدث منذ ثلاثة أسابيع مضت: بعد سلسلة من النتائج الإيجابية على مدار أربع مباريات (فوزان أمام جنوا وكييفو، وتعادل أمام باليرمو ومالقا الإسباني) وصلت الهزيمة في عقر الدار أمام فيورنتينا خلال أسوأ مباراة للميلان هذا الموسم.

وفي انتظار وصول ردود بطولة الدوري المحلي على تلك الطموحات، ليس هناك ما يدعو، على أي حال، للملل: بين لقاءات تورينو وبيسكارا وروما، هناك لقاء دوري أبطال أوروبا اليوم (الثلاثاء) أمام زينيت بطرسبرغ، وبالأحرى دور الـ16 من بطولة كأس إيطاليا الخميس 13 ديسمبر على ملعب سان سيرو أمام ريجينا. وهناك أيضا طريق أوروبي مختصر ليس بالهين، رغم الجدول: فإذا سارت الأمور كلها وفقا للمنطق وقيمة الفريقين داخل الملعب ربما نرى الميلان إلى جانب اليوفي في ربع النهائي. وحينها، سيتطلب الأمر تذكر لقاء الفريقين في الدوري المحلي.

وفي الإطار ذاته، سيعمد ماسيمليانو أليغري اليوم أمام زينيت بطرسبرغ إلى تطبيق مبدأ تناوب الأدوار، ولكن هذا بالأحرى يرجع لوجود الكثير من اللاعبين مصابين بكدمات أو لا يزالون في مرحلة التعافي من إصابات. وحيث إن هذا اللقاء لن يؤثر تماما على تأهل الميلان لدور الـ16 من بطولة الشامبيونز ليغ، فالفريق الإيطالي يحتل المركز الثاني في مجموعته، من المحتمل أن يترك أليغري المساحة لهؤلاء اللاعبين الذين شاركوا قليلا مع الفريق مؤخرا، ضحايا انخفاض اللياقة البدنية أو الضبط المقترح من جانب رئيس النادي سلفيو برلسكوني. وقد قام مدرب الفريق بالكثير من التجارب من قبل، ثم وصل إلى طريقة لعب (4-3-3)، حيث يوجد مونتوليفو كلاعب وسط لا مركزي (بينما يود برلسكوني أن يوجد اللاعب في قلب الوسط)، ولم يغيرها بعد ذلك مطلقا. ولكن أمام زينيت الروسي، ربما يعود المدرب أليغري للاعتماد على لاعبي خط وسط. ولن يشارك ريكاردو مونتوليفو في لقاء اليوم، وربما يعود الهولندي إيمانويلسون للمشاركة أساسيا، بينما يحتاج المهاجم باتزيني إلى استعادة الثقة. ولكل هذه الأسباب، ربما تكون تشكيلة الميلان اليوم مختلفة كثيرا عن تلك التي ظهر بها الفريق خلال المباريات الأخيرة، وربما بطريقة لعب مختلفة أيضا.

أباتي بخير: لن يظهر أمام زينيت الصف الثاني لفريق الميلان، ولكن سيكون ميلان مختلفا. ومفتاح ذلك هو إجهاد مونتوليفو، ولكن سيزيد أيضا من ثقل اختيارات أليغري عدم جاهزية البرازيلي أليكساندر باتو للمشاركة. جدير بالذكر أن حارس المرمى أبياتي والمدافع أباتي عادا للتدرب بانتظام مع الفريق، بينما لا يزال أنطونيني ملتزما بنوع خاص من المران. ومن المحتمل أن يشارك أباتي خلال الشوط الثاني من اللقاء، بينما سيتم تأكيد الثقة بحارس المرمى إيميليا أمام زينيت بطرسبرغ. تجدر الإشارة أيضا إلى أن حالة بونيرا تتحسن، بينما ربما يظل مكسيس في منزله ولا يشارك في المباراة. وفي قلب خط الدفاع، يبدو الافتراض الأكثر احتمالا هو الدفع بالثنائي الكولومبي: خبرة يبيس وسرعة زاباتا لإعاقة تحركات هولك وكيرزاكوف.

من المحتمل أيضا أن يظل الفرعون الصغير ستيفان الشعراوي على دكة البدلاء اليوم. يذكر أن ستيفان هو اللاعب الأكثر مشاركة مع الميلان، وحصوله على بعض الراحة لن يضره. نفس المعاملة تم تطبيقها منذ عامين مع السويدي زلاتان إبراهميوفيتش أمام أياكس أمستردام في دوري الأبطال: في تلك المناسبة، مع ضمان الميلان التأهل باعتلائه المركز الثاني لمجموعته واستحالة الصعود لأعلى، ظل زلاتان جالسا على مقاعد البدلاء ولم يدخل إبراهميوفيتش إلى المباراة إلا عندما كانت النتيجة (2-0) لصالح الفريق الهولندي، بحثا عن تغير مسار الحد الأدنى من مباراة لا فائدة منها. تماما مثل لقاء اليوم.