العالم يعيش كابوس إصابة ميسي

الصحف تجاهلت كل الأحداث وركزت على سقوط ساحر الكرة الأول

TT

بعد «85» دقيقة منقضية من مباراة برشلونة الإسباني وضيفه بنفيكا البرتغالي برسم الجولة الأخيرة من دوري المجموعات في أوروبا، توجهت أنظار العالم نحو شاشات التلفاز للتعرف على خطورة الإصابة التي تعرض لها أفضل لاعب في العالم «3» مرات والمرشح للجائزة الرابعة الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد تدخل عنيف من قبل الحارس البرازيلي أرتور كان سيجعله في قائمة أكثر الأشخاص المكروهين في العالم تلك الليلة.

إصابة ميسي، وحسب تأكيد الجهاز الطبي لفريق نادي برشلونة، ليست خطيرة، وهي عبارة عن كدمة في عظمة الساق الخارجية للقدم اليسرى، ولم تمنعه من الوجود في تدريبات فريقه أمس في صالة الألعاب، ومن الوارد أن يبقى كذلك حتى تمرين يوم السبت وتتحدد إمكانية مشاركته في اللقاء الصعب الذي ينتظر فريقه أمام ريال بيتيس في الأندلس.

الصحف العالمية جميعها تناولت خبر إصابة ميسي في صفحاتها الأولى، رغم وجود عناوين مثيرة أيضا في دوري أبطال أوروبا كتحديد المتأهلين للدور القادم، وخروج بطل النسخة السابقة تشيلسي من دور المجموعات كأول بطل في تاريخ البطولة يحققها ويخرج من المجموعات في النسخة التي تعقبها.

فعلى صفحتها الأولى، كتبت الصحيفة المدريدية «ماركا»، المعروفة بولائها المطلق لفريق ريال مدريد الغريم التقليدي لبرشلونة، «إنه مجرد كابوس صغير»، وذلك مباشرة بعد النتائج التي ظهرت عقب دقائق من نهاية المباراة، وقالت «ماركا»: «الحدث الأبرز في الجولة الأخيرة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا هو إصابة ميسي الذي لم يلعب سوى نصف ساعة، ولكنه لم يخرج كاسبا هذه المرة، فلم يستطع معادلة رقم مولر ولا الخروج بالفوز، وخرج بإصابة أبقت قلوب مسؤولي ومحبي برشلونة تتوقف عن النبض حتى التأكد من سلامة قدمه».

ونقلت «ماركا» أيضا بعض ما جاء في المؤتمر الصحافي لميسي حول تعاونه الجديد مع الخطوط الجوية التركية، وبالتحديد في ما يتعلق بإصابته، وكتبت: «ميسي يشعر بأنه على ما يرام الآن، على عكس أول اللحظات التي طلب بها التبديل عندما كان على سيارة نقل المصابين، وهي اللحظات التي يقول عنها ميسي: كنت أفكر في أن هذه آخر كرة ألعبها لوقت طويل بسبب الألم الفظيع الذي كانت عليه ركبتي».

وأكد ميسي أن إصابته أمر طبيعي في عالم كرة القدم، وذلك ردا على سؤال حول ربط بحثه بمعادلة رقم مولر بالإصابة التي تعرض لها، وقال: «أولا رقم مولر ليس هاجسا أعيشه يوميا، بل أعتبره أمرا جيدا إذا حدث فقط، أما عن الإصابة فهي أمر طبيعي وقد تحصل في مباراة أو حتى تمرين. أؤكد أنني بخير، ولا أعلم إمكانية مشاركتي في مباراة الأحد أمام بيتيس وتعتمد على تعافيي الكامل».

وفي إنجلترا، كتبت الصحيفة العريقة (ديلي ميل) على صدر صفحتها الرياضية الأولى على لسان نجم العالم الأول: «اعتقدت أني سأكون بعيدا عن كرة القدم لوقت طويل»، وذلك على صورة ميسي وهو ملقى على أرضية الملعب، وتقول الصحيفة «هذه كانت أول إصابة لميسي في فترة طويلة، حيث إنه خاض 4 مواسم مع بيب غوارديولا كانت بلا إصابات تقريبا، بسبب اعتماد غوارديولا على الطبيب خافيير غاسو الذي فسر كثرة الإصابات العضلية التي تعرض لها ميسي بضعف عضلات القدم وهو ما عمل على تقويته في الفترة السابقة».

وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية تحت عنوان «ميسي يعيش الرعب» «إن النجم الأرجنتيني عاش لحظات من الرعب بعد الإصابة التي تعرض لها أول من أمس، ولكن القلق زال بعد تأكيد الطاقم الطبي أن الأمر لا يتجاوز كدمة، بينما لم يتم تحديد أمر مشاركته مع الفريق الكاتالوني الذي سيزور بيتيس يوم الأحد المقبل محلا بتاريخ ليس جيدا عندما يزور الأندلس، حيث إن برشلونة لم يستطع الانتصار على بيتيس في معقل الأخير سوى مرة واحدة في آخر 10 مباريات جمعت الفريقين».

ويأمل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي استعادة لياقته البدنية قبل لقاء فريقه برشلونة أمام ريال بيتيس في الدوري الإسباني لكرة القدم يوم الأحد المقبل، وذلك لكي يقود الفريق الكاتالوني للاحتفاظ بصدارة ترتيب المسابقة من ناحية ولمحاولة تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم النجم السابق غيرد مولر والبالغ 85 هدفا في عام واحد.

وما زال أمام ميسي أربع مباريات أخرى لتحطيم رقم مولر القياسي الذي سجله قبل 40 عاما. ومع بلوغه 24 عاما فقط، يقف ميسي حاليا على مسافة هدف واحد فقط من اللحاق بالرقم القياسي لمولر الشهير بلقب (المدفعجي).

وكان تيتو فيلانوفا، مدرب برشلونة، واجه عدة انتقادات أمس (الخميس) بسبب استعانته بميسي من على مقاعد البدلاء في مباراة أمس، رغم أن برشلونة كان ضمن بالفعل اعتلاء صدارة المجموعة السابعة بدوري الأبطال.

ودافع فيلانوفا عن نفسه قائلا: «قررت أن أدفع به (ميسي) في آخر نصف ساعة، لأنه كان حريصا على اللعب. وسأفعل الأمر نفسه من جديد لو تكررت الظروف نفسها».

وأضاف فيلانوفا أن ميسي لا ينتابه أي هوس بمعادلة أو تحطيم رقم مولر.

وينفرد ميسي تماما بصدارة قائمة هدافي الدوري الإسباني لهذا الموسم برصيد 21 هدفا من 14 مباراة.

والأهم من ذلك أن برشلونة يتصدر ترتيب الدوري الإسباني بفارق 6 نقاط أمام أقرب منافسيه أتلتيكو مدريد ومتقدما بفارق 11 نقطة أمام حامل اللقب ريال مدريد صاحب المركز الثالث.

ويحتل بيتيس المركز الرابع بترتيب الدوري الإسباني بفارق أربع نقاط خلف ريال مدريد، ويتطلع قدما حاليا لمباراة الأحد.

ويرجح أن يلعب بيبي ميل مدرب بيتيس بطريقة (4-3-3)، حيث سيقود لاعب إسبانيا بينات خط وسط الفريق، بينما سيقود المخضرمان روبين كاسترو وخورخي مولينا هجوم الفريق ومعهما الكوستاريكي الصاعد جويل كامبل.

وكان كامبل، (20 عاما)، محط الأنظار يوم الأحد الماضي عندما سجل لبيتيس هدفا قرب نهاية مباراته أمام ديبورتيفو لا كورونا ليقوده للفوز (3-2).

ويحل ديبورتيفو، صاحب المركز قبل الأخير بترتيب الدوري الإسباني، ضيفا على أتلتيكو مدريد الذي يسعى لاستعادة نغمة الانتصارات من جديد بعد هزيمته (0 - 2) أمام ريال مدريد في مباراة أخرى يوم الأحد، وفي باقي المباريات يلتقي أتلتيك بلباو مع سلتا فيجو وليفانتي مع مايوركا، بينما يحتاج ريال مدريد للظهور بأفضل حالاته يوم غد السبت عندما يحل ضيفا على المتألق بلد الوليد، صاحب المركز السابع حاليا.

وفي اليوم نفسه، يحل فالنسيا ضيفا على أوساسونا ويلتقي ريال سوسيداد مع خيتافي، بينما يلتقي ملقة مع غرناطة.

وتنطلق منافسات الجولة الـ15 من الدوري الإسباني اليوم (الجمعة) بلقاء إسبانيول مع إشبيلية. وفي حال تعرض إشبيلية لهزيمة جديدة في برشلونة، فقد يعني ذلك نهاية مشوار المدرب ميتشل مع الفريق، بينما تختتم منافسات الأسبوع يوم الاثنين المقبل بلقاء رايو فاليكانو مع سرقسطة.