هيروشيما يسقط أوكلاند ويضرب موعدا ناريا مع الأهلي المصري في مونديال الأندية

«الشارات السوداء» تحفز الشياطين لتكرار إنجازهم في البطولة العالمية

TT

فاز سانفريتشي هيروشيما، بطل اليابان، على أوكلاند سيتي النيوزيلندي، بهدف وحيد في افتتاح منافسات كأس العالم للأندية لكرة القدم أمس، حيث تمت تجربة تقنية مراقبة خط المرمى لأول مرة. وأحرز توشيهيرو أوياما هدف هيروشيما الوحيد بتسديدة بعيدة المدى في الدقيقة 66.

ورغم تجربة تقنية مراقبة خط المرمى فإن أحداث المباراة لم تسمح باختبار التجربة بشكل كبير، بعد أن سيطر الفريق الياباني بشكل كبير على أحداث المباراة دون خلق الكثير من فرص التهديف، رغم ارتداد كرتين له من مدى بعيد من إطار المرمى.

وتأهل الفريق الياباني لمواجهة الأهلي المصري بطل أفريقيا في الدور التالي يوم الأحد المقبل، في حين يلتقي أولسان الكوري بطل آسيا مع مونتيري المكسيكي بطل منطقة أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي، في اليوم ذاته.

ويمني الأهلي المصري النفس بتكرار إنجازه في بطولة العالم للأندية لكرة القدم عام 2006 في اليابان عندما حل ثالثا، وذلك خلال مشاركته في نسخة العام الحالي في بلاد الساموراي أيضا اعتبارا من بعد غد الأحد وحتى 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وتتشابه ظروف الأهلي، بطل القارة السمراء 7 مرات آخرها قبل أسبوعين، في البطولة الحالية التي يخوض غمارها للمرة الرابعة في تاريخه، مع ظروفه عام 2006 ومشاركته الثانية، وذلك من ناحية تتويجه الصعب باللقب القاري، ففي المرة الأولى ناله بشق النفس على حساب النادي الصفاقسي التونسي وفي أرض الأخير بفوزه عليه بهدف وحيد سجله محمد أبو تريكة في الدقائق الأخيرة، بعدما تعادل الفريقان سلبيا ذهابا في القاهرة.. وفي العام الحالي ظفر به من تونس أيضا وعلى ملعب رادس بالتحديد بفوزه على الترجي الرياضي حامله العام الماضي 1/2، بعدما تعادل الفريقان 1/1 ذهابا في القاهرة.

وكان الأهلي الذي وافق الفيفا على ارتداء لاعبيه الشارات السوداء حدادا على أرواح الجماهير التي سقطت في كارثة بورسعيد أبلى البلاء الحسن في مونديال 2006 باليابان، وأبهر الجميع بعروضه التي خولته المركز الثالث عن جدارة واستحقاق، بفوزه على كلوب أميركا المكسيكي 1/2 سجلهما أبو تريكة نفسه، علما بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المباراة النهائية حيث خسر بصعوبة أمام إنترناسيونال البرازيلي 2/1 في دور الأربعة.

وتختلف المشاركة الرابعة للأهلي في المونديال عن سابقاتها، كونها جاءت في موسم استثنائي عانى فيه الأهلي والكرة المصرية الأمرين بسبب توقف النشاط الكروي منذ فبراير (شباط) الماضي بسبب «مأساة بورسعيد» التي شهدت مقتل 74 مشجعا بينهم 72 من أنصار النادي القاهري، وذلك عقب مباراة خسرها الفريق أمام مضيفه المصري 3/1 في الدوري المحلي.

وواجه الأهلي متاعب عدة في مشواره القاري، كونه افتقد إلى المنافسة واكتفى لاعبوه ببعض المباريات الودية «السرية» محليا، لكنه نجح في التغلب على آلامه واستطاع تكوين مجموعة من الشباب بجانب عنصر الخبرة مثل أبو تريكة ووائل جمعة وحسام عاشور وحسام غالي وشريف إكرامي، وحقق أقوى بطولة أفريقية، وبات أول فريق يتوج بلقب البطولة القارية دون خوض المسابقة المحلية في بلاده، وهو إنجاز يحسب له بالمقارنة مع الفرق القارية العريقة التي شاركت في المسابقة وأبرزها الترجي التونسي ومازيمبي الكونغولي الديمقراطي وصن شاين النيجيري.

وحقق الأهلي ما كان يعتقد الكثيرون أنه مستحيل، وهو رفع الكأس القارية للمرة السابعة، ففي الوقت الذي كان فيه أشد المتفائلين يشك في إمكانية تحقيق هذا الإنجاز، آمن اللاعبون بقدراتهم ومؤهلاتهم بهدف رد الاعتبار إلى كرة القدم المصرية وإلى «شهداء مذبحة بورسعيد»، وهو ما أكده أكثر من لاعب ومسؤول في النادي أبرزهم صانع ألعاب الفريق حسام غالي بقوله «المحن والمتاعب تشد من أزر اللاعبين وتحفزهم كثيرا»، مضيفا «عانينا كثيرا بسبب وقف النشاط الرياضي في مصر، وتأثرنا كثيرا لوفاة هذا العدد الكبير من مشجعينا، وهو ما زاد من عزيمتنا وطموحنا في تحقيق إنجاز لكرة القدم المصرية ولروح الشهداء الذين لم يتوانوا ولو مرة واحدة في تشجيعنا». وتابع «إنها ظرفية حساسة بالنسبة إلى البلاد سواء من الناحية السياسية أو الرياضية، دفعنا الثمن غاليا بالغياب عن النسختين الأخيرتين لكأس الأمم الأفريقية، وكنا قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن المنافسات القارية، وحتى اللحظة لا ندري إذا كان الدوري سيعود في الموسم الحالي أم لا». وأضاف غالي «أثبنا للقارة السمراء الإرادة القوية للمصريين، ونجحنا في رفع راية التحدي، والآن في اليابان نرغب في التأكيد على كل هذه الصفات للعالم بأسره».

من جانبه، أعرب نائب رئيس النادي النجم السابق محمود الخطيب عن أمله في أن يحقق الفريق نتائج وعروضا جيدة خلال المشاركة الرابعة له بهذه البطولة، فيما كشف مدير الكرة سيد عبد الحفيظ أن جميع أعضاء الفريق واعون للمسؤولية الملقاة على عاتقهم. وقال عبد الحفيظ في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن «جميع اللاعبين بلا استثناء على مستوى المسؤولية، وهناك تصميم عند اللاعبين على تقديم عرض جيد يليق بإنجاز هذا العام، خاصة بعد عودة المصابين وليد سليمان وسيد معوض، وفي ظل حالة التفوق الواضحة لسيد حمدي».

وسادت روح عالية التدريبات الأولى لبعثة الأهلي في اليابان، وبات التنافس على نيل ثقة الجهاز الفني بقيادة حسام البدري الشغل الشاغل عند الجميع، وظهر ذلك جليا في ارتفاع مستوى الجدية في الالتحامات التي وصلت في بعض الأحيان إلى الخشونة، مما اضطر البدري إلى تحذير البعض من خطر الإصابات.

وفي حال تأهل الأهلي إلى دور الأربعة سيلاقي كورينثيانز البرازيلي بطل أميركا الجنوبية في 12 من الشهر الحالي، أما في حال فشله فسيلعب على المركز الخامس مع الخاسر من مواجهة ربع النهائي الثانية بين أولسان هيونداي الكوري الجنوبي بطل آسيا ومونتيري المكسيكي بطل أميركا الشمالية والكونكاكاف.

وكانت المشاركة الأولى للأهلي في المونديال عام 2005 عندما نال اللقب الأفريقي بسهولة كبيرة على حساب النجم الساحلي التونسي بثلاثية نظيفة، علما بأن الأهلي لم يخسر في لقاءاته الـ14 في البطولة حينها. لكن الأهلي عاد بالمركز الأخير من اليابان بهزيمتين متتاليتين على يد اتحاد جدة السعودي صفر/1 وإف سي سيدني الأسترالي 2/1.

ولم يختلف الحال في المشاركة الثالثة عام 2008 عندما نال اللقب القاري بسهولة على حساب كوتون سبور الكاميروني، وعاد الأهلي مرة أخرى بالمركز السادس من المونديال بخسارته أمام باتشوكا المكسيكي 4/2 في ربع النهائي وأمام أديلايد الأسترالي صفر/1 في مباراة المركز الخامس.