الإنتر.. وجه آخر أمام الفرق الكبرى في «الكالتشيو»

ستراماتشوني يفكر في مباغتة نابولي بـ3 مهاجمين

TT

إنه تأكيد أكثر من كونه إعلانا: «نحن نخطئ بصعوبة في المباريات المهمة»، هكذا صرح ستراماتشوني مدرب الإنتر يوم الخميس الماضي وهو يفكر بالفعل في مباراة نابولي مساء اليوم. ونظرا لأنه لم يكن الوحيد، من الطبيعي افتراض أن كل لاعبي الإنتر على ثقة بداخلهم أنهم أكثر قوة وراحة، عندما ترتفع شرارة صعوبة الالتزام واللقاء. وهذا ليس انطباعا عاما لا أساس له، نظرا لأن هناك على الأقل أربعة مؤشرات تؤكد هذا الأمر؛ مباراة الديربي (مرتين) ومباراة فيورنتينا واليوفي، كلاهما انتصار على حد سواء. وللتمعن في هذا الأمر، يمكن أن يتم اعتبار الهزيمة أمام فريق روما استثناء يؤكد القاعدة؛ حيث كانت تلك المباراة وسيلة لكي ينضج بداخل ستراماتشوني قناعات أن نتيجة 2-0 أمام سيينا كانت نهائية.

وهنا يوجد سؤال يطرح نفسه، فلماذا منح الإنتر حتى الآن عمليا أفضل ما لديه في اللقاءات المهمة؟ السبب رقم واحد في هذا هو مسألة مهارات الفريق وتنظيم لبعض المباريات من جانب الخصوم، الذين، مع لاعبين وطموحات أقل من الإنتر، يميلون إلى لعب مباريات «مغلقة» كثيرا، مستحوذين على المساحات وسالكين للضرورة نوع المباراة التي يعشق فريق ستراماتشوني لعبها، بل بالأحرى بسبب مميزات خط وسطه الذي يعتبر «يتيما» الآن من دون خدمات ومهارات شنايدر. والأفضل كرة يتم اقتلاعها من الخصم (وهجمة مرتدة) إضافية وكرة يتم القيام بها أقل مما هو متوقع. والأسهل القيام بذلك أمام فرق ملزمة بذلك من مستواهم ومن ترتيب الدوري الإيطالي «للقيام بالمباراة»، حتى وإن كان من بينهم بالفعل يعتبر فريق نابولي على الورق الأقل هجوما نظرا إلى أي مدى يعشق أيضا البقاء منغلقين في المساحات ويقومون بهجمات المرتدة.

والسبب الثاني هو مسألة تتعلق بالبداية بالمنهج النفسي والدوافع والثقة بالنفس التي يتمكن بها المدرب من تحفيز الفريق، فهو يصر أكثر على الثقة بالنفس ومهارات الفريق التي ينبغي تدعيمها. وهكذا، في اللقاءات الأكثر أهمية تم رؤية فريق أكثر إقناعا وتركيزا ومن الصعب تثبيط عزيمته؛ فاثنتان من أصل أربع مباريات (الديربي في مايو (أيار) الماضي واليوفي والإنتر) وجد الفريق نفسه في مستوى منخفض لكنها كان ذلك بالفعل اللحظة التي فيها منح مجددا الدوافع والحماس إلى فريقه.

بينما يتعلق السبب الثالث بشعور ستراماتشوني بالمباراة أو بإعداده الذي يتعمد على دراسة شاقة من الخصم والمهارات والحالة البدنية للاعبيه دون إنكار استخدام التخمين الفطري. وهناك أمثلة في ترتيب معين؛ طريقة اللعب 4 - 4 - 1 - 1 في مباراة الديربي في الموسم الماضي مع شنايدر كرأس حربة ثان وألفاريز يلعب إلى اليسار؛ وكان كوتينهو على جهة بيتزارو أمام فيورنتينا؛ وفي مباراة الديربي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كان هناك تعديل في الفريق مع غوارين مكان كوتينهو وبعد ذلك العودة إلى خط الدفاع المكون من أربعة لاعبين بعد استبعاد الياباني ناغاتومو؛ والثلاث رؤوس حربة لكي يشعروا بالقوة ويضغطوا عاليا على لاعبي وسط اليوفي؛ و«إحلال» جوان جيسوس محل فيدال وبعد ذلك لعب غوارين بأعصاب باردة لكي يظهر نفسه في استاد اليوفي. ومن يدري ربما يتم اختراع شيء ما مساء اليوم أمام فريق والتر ماتزاري.

ومن جانب آخر، لقد مر الأسوأ، لكن لم تنته حالة الطوارئ في الإنتر. ففي الواقع، إن إيقاف صامويل سيجبر ستراماتشوني على مواجهة خطر على الأقل خططي في لحظة فيها الحالة العامة ليست على القمة بكل تأكيد. وجرب المدير الفني للفريق طريقة اللعب 3 - 4 - 3 مع سيلفيستري في قلب خط الدفاع؛ ناغاتومو وزانيتي وغوارين ولاعب من الناشئين في الوسط والثلاثي ذو الوزن. ويا لها خسارة أن تفتقد هذه الطريقة إلى رمانة الميزان كامبياسو. وبالفعل من الممكن أن يخلق مركزه ووضعه تأثيرا قويا. لأنه إذا كان في اللمسات الأخيرة التي أجراها ستراماتشوني سيتم الدفع باللاعب الأرجنتيني في الدفاع، لن تقل على هذا النحو احتمالية أن يسمح الفريق لنفسه أن يبدأ مع بالاسيو وميليتو وكاسانو. وفي الواقع، إن غوارين معتدي ومهاجم أكثر من كونه لديه مميزات في عرقلة الخصم ويجتهد غارغانو بشدة دائما. والحديث مختلف إذا لعب كامبياسو جنبا إلى جنب مع لاعب أوروغواي لكن عند تلك النقطة، ستكون «الفرصة» هي التركيز على سيلفيستري الذي لا يزال يبدو في مأزق من تحديد هويته ومن المفترض أن يقود الدفاع (ويراه ستراماتشوني أفضل في القلب لأنه أقل عرضه من رانوكيا في الخروج إلى اللاعبين الظواهر وإنسيني يعتبر إزعاج كبير للخصم).

وفي هذا السيناريو، لا ينبغي نبذ خط الدفاع المكون من أربعة لاعبين لكن أيضا ذلك الذي يتوقع طريقة اللعب 3 - 5 - 2 مع زانيتي في القلب. وهو الحل الذي لا ستراماتشوني ولا المعني بالمسألة يراه كثيرا. وفي كلتا الحالتين، ستكون هناك ضحية مثالية في خط هجوم الفريق. وليس من السهل إدراك من الممكن أن يكون. نظرا لأن المخضرم أنطونيو كاسانو ليس بحالة جيدة بعد التوقف الطويل له والدفع به في الـ45 دقيقة أمام نيفتشي يجعل المدرب يفكر في «الاحتفاظ» به أمام فريق والتر ماتزاري. وفي المواجهة، لا يعتبر الأرجنتيني بالاسيو والأمير ميليتو بحالة بدنية جيدة وهذا ما أظهرته المباراة أمام اليوفي، لكن المسألة أن ستراماتشوني احتفظ بهما خارجا في بطولة الكأس وهذا يعني التركيز عليهم بقوة. وإذا كان من المفترض إبقاء لاعب أرجنتيني خارجا فالأكثر احتمالا هو أن يعهد إلى رودريغو بالاسيو وليس الأمير ميليتو الذي يلعب كرأس حربة أول.

وبكل وجهات النظر، يظل التأكيد الوحيد هو السلوفيني سمير هاندانوفيتش. وصرح حارس مرمى الإنتر إلى قناة النادي الرسمية بشأن فترته في الإنتر ومباراة التحدي أمام دي سانكتيس حارس مرمى نابولي قائلا: «نحن فريق رائع لكن من السابق لأوانه القول إلى أي مدى يمكننا الوصول. فنحن في سباق واحد في وقت واحد. ولنبدأ من مباراة نابولي التي ستكون رائعة وقوية للغاية. لقد تعرضنا لانزلاق كما حدث إلى الجميع لكننا متحفزين ولدينا دوافع كثيرة. وعندما وصلت إلى مدينة أوديني، ساعدني مورغان دي سانكتيس كثيرا للغاية ولا أزال أشكره للغاية على ما فعله معي. وكانت مباراتي الأكثر روعة هي أمام بارتيزان بلغراد في ملعب سان سيرو».