-محمد السراح: الكرة السعودية تمر بأخطر مراحلها

أكد لـ «الشرق الأوسط»: الانتخابات لن تجلب الأفضل.. وتفاءل بالأخضر في «غرب آسيا»

TT

أكد عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم محمد السراح أن الانتخابات المقبلة لاختيار رئيس جديد ومجلس إدارة للاتحاد السعودي ستمثل نقلة كبيرة للكرة السعودية وتعكس مدى الاهتمام الذي يوليه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل والذي يستحق الشكر والثناء على الخطوة التاريخية والشجاعة المتمثلة في إقراره ودعمه قيام انتخابات، مشددا على أن الانتخابات لا تسفر دائما عن اختيار الأفضل لكونها تشهد تحالفات ولكن ترسيخ هذه الثقافة عامل مهم وخطوة كبيرة للأمام، مبينا أنه لن يدخل غمار الانتخابات المقبلة لكونه لم يتم اختياره من قبل النادي الذي ينتمي له وهو نادي التعاون، متمنيا في الوقت نفسه أن يحالف الفوز في الانتخابات المرشح من قبل نادي التعاون، معبرا عن تفاؤله الكبير بمستقبل الكرة السعودية وقدرتها على العودة بقوة إلى ساحة المنافسات واستعادة العهد الجميل، مؤكدا أن ذلك يتطلب التكاتف والصبر باعتبار أن مرحلة البناء تتطلب مثل هذه العوامل، مشيدا بالجهد الكبير الذي بذلته إدارة المنتخبات بهذا الشأن، كما تحدث السراح لـ«الشرق الأوسط» عن العديد من الأمور التي تهم الكرة السعودية وتهمه شخصيا تجدونها في ثنايا هذا الحوار:

*كونك رئيس الوفد السعودي المشارك في دورة غرب آسيا لكرة القدم، كيف ترى حظوظ الأخضر في هذه البطولة؟

- الحظوظ ممتازة، وأثق في مقدرة لاعبي المنتخب السعودي في تحقيق المراد من هذه البطولة وهو الميدالية الذهبية، خصوصا أن هذا المنتخب يضم بين صفوفه لاعبين مميزين وعلى مستوى فني كبير، وهو خليط بين لاعبي منتخب درجة الشباب الذي شارك في مونديال كولومبيا 2011م ونجوم من الدوري ولاعبين خبرة لهم ثقل كبير في المنتخب، ولذا أعتقد أن كل الأمور تبعث على التفاؤل بمقدرة هذه التشكيلة على تحقيق المراد والعودة من الكويت باللقب.

*كما ذكرت هذا المنتخب يضم مزيجا من اللاعبين الشباب والخبرة، وبعضهم ينضم للمرة الأولى للمنتخبات الوطنية، ما الاسم الأنسب الذي يمكن أن يطلق عليه هذا المنتخب؟

- هو المنتخب السعودي الذي سيمثل الوطن في بطولة غرب آسيا، وبعيدا عن الأسماء فهذا المنتخب يضم بين صفوفه لاعبين بارزين قادرين على تشريف الوطن في هذا المحفل، وأعتقد أنه من الأهمية تحقيق هذه البطولة وكذلك البطولة الخليجية التي ستقام في مملكة البحرين في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وأنا متفائل كثيرا بالمنتخبات السعودية، فالجميع انبهر بما قدمه الأخضر أمام الأرجنتين في المباراة الودية الماضية، وأتمنى أن تعود الكرة السعودية قريبا إلى وضعها الطبيعي مع أن مرحلة البناء تحتاج إلى وقت طويل وتستلزم الصبر.

*ما درجة تفاؤلك بتحقيق بطولة غرب آسيا، بغض النظر عن المباراة الأولى ضد إيران؟

- هناك تفاؤل كبير، والمدرب الوطني القدير خالد القروني وقف على إمكانات اللاعبين خلال المعسكر الذي أقيم في الشرقية تحديدا وخاض من خلاله الأخضر مباراتين وديتين ضد الاتفاق وزامبيا، وأعتقد أن كل شيء يبعث على التفاؤل وسيكون لاعبونا على قدر التطلعات ويعيدون جزءا من هيبة الكرة السعودية التي تعيش حاليا مرحلة بناء وتصحيح للمسار بعد ما تعرضت له من «نكسات» في السنوات الأخيرة، وخصوصا في ما يتعلق بالمنتخب الأول.

*ينتقد الكثير من المتابعين وجود عدة منتخبات في كل مرحلة سنية مما يحدث ربكة في الأندية التي تدعم اللاعبين بالمنتخبات وخصوصا التي لا يوجد بها سوى عدد محدود من اللاعبين البارزين، هل أنت مؤيد لفكرة الإدارة المشرفة على المنتخبات السعودية بشأن كثرة المنتخبات؟

- إدارة المنتخبات قامت بجهود كبيرة وفعالة من أجل إعادة صياغة الكرة السعودية، وكثرة المنتخبات تهدف إلى تأسيس قاعدة كبيرة من اللاعبين، وهذه المرحلة مرحلة بناء وتتطلب الصبر والتعاون من الجميع والتضحية من أجل سمعة رياضة الوطن، وأحيي إدارة المنتخبات برئاسة محمد المسحل وبمتابعة من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الذي يستحق كل الشكر على كل ما قدمه حينما كان رئيسا للاتحاد السعودي وتواصل دعمه ووقفته، حتى بعد أن ترجل واتخذ القرار الشجاع بترك المجال للرياضيين ليختاروا من يقود الكرة السعودية من خلال اتحاد منتخب.

*الكرة السعودية مقبلة على انتخابات لاختيار رئيس ومجلس إدارة جديد، لماذا لم تكن ضمن الأسماء المرشحة لمنصب رئيس أو نائب أو عضو؟

- بداية أرحب وبشدة بخطوة الانتخابات، وهي بالتأكيد خطوة مهمة جدا وتاريخية بكون الانتخابات المقبلة ستكون شاملة لمنصب الرئيس ونائبه والأعضاء الباقين، وأشكر مجددا الأمير نواف بن فيصل على دعمها بكل ما هو ممكن لإيمانه بأهمية دور الأندية والرياضيين بشكل عام في قيادة الرياضة، وأما عن ترشحي للرئاسة أو العضوية فكما هو معروف في النظام الأساسي في الانتخابات أن الترشيحات تأتي من قبل الأندية أو اللجان العاملة مثل لجان المسابقات والحكام وغيرها، وأنا لم أرشح من قبل نادي التعاون لدخول الانتخابات وبالتالي لن أكون بالتأكيد ضمن المجلس المقبل في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكنني سأدعم بالتأكيد بالأماني المرشح من نادي التعاون ليكون عضوا في تشكيل مجلس إدارة الاتحاد السعودي الجديد، وفي هذا الجانب أؤكد أنني كسبت من الخبرة الشيء الكثير جراء الثقة التي منحت لي من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب، حيث تعلمت من هذا الرجل الشيء الكثير من الحنكة والحكمة والتعامل مع المواقف الصعبة، خصوصا أنني تشرفت بتكليفات كثيرة من قبل الأمير نواف بن فيصل وزادتنا هذه التكليفات شرفا وخبرة وأعتز بها في حياتي الرياضية وأتمنى أن أساهم في ختام مهامي كعضو في الاتحاد في تحقيق إنجاز للكرة السعودية بصفتي رئيسا للبعثة في بطولة غرب آسيا، وسأبقى في خدمة الوطن في أي مجال سواء الرياضي أو غيره في المستقبل.

*هل أنت متفائل بأن الانتخابات المقبلة ستجلب الكفاءات الأفضل القادرة على السير بالاتحاد السعودي في طريق الأمان، خصوصا أن تجربة الانتخابات الجزئية التي جرت قبل أربع سنوات لاختيار نصف الأعضاء شهدت فوز أشخاص غير مشهود لهم بالكفاءة لكونهم قادوا أندية لسنوات ولم يحققوا معها إنجازات تذكر في كرة القدم على الأقل؟

- خطوة الانتخابات بحد ذاتها خطوة تاريخية ومهمة ويجب أن تتعزز هذه الثقافة لدى الرياضيين، وبالتأكيد أن الانتخابات لن تأتي بالأفضل لأنها تأتي أحيانا بغير الكفاءات ومن المؤكد كحال أي انتخابات لا يكون الأفضل هو من يصل، وهذا أمر متوقع على اعتبار أن الانتخابات تشهد عادة تكتلات وتحالفات ولكن يتوجب دعم وتشجيع هذه الخطوة، وصحيح أن الانتخابات الجزئية الماضية شهدت دخول أسماء لا تملك إنجازات مشهودة ولكن في النهاية اكتسب الجميع الخبرة وكل من منح الثقة في أداء مهمة نجح فيها، وهذا أمر إيجابي جدا، فالهدف هو تعزيز هذه الثقافة من أجل مصلحة الكرة السعودية.