شيعان.. حارس الـ15 مليوناً يخشى سيناريو العتيبي وزايد مع دكة البدلاء

محاضرة الويلزي الشهير نيفيل ساوثول تحذر من خطر الابتعاد عن المباريات

TT

يشدد الحارس الويلزي الشهير نيفيل ساوثول، في محاضرة ألقاها بمدرسة تشاوسر التقنية بمقاطعة كنت الإنجليزية، على أن حراس المرمى بحاجة دائمة للعب المباريات الرسمية حتى لا يفقدوا حساسيتهم تجاه الكرة، ويقول: «دائما ما كنت أطلب من الحراس الشباب أن يهتموا بلعب المباريات الرسمية حتى لو اضطروا للعب كرة القدم في فريق أقل من الذي يرتدون شعاره حاليا، حتى يكتسبوا المزيد من الخبرة، وهذا الأمر سيؤثر إيجابيا عليهم، ليس في مرحلة الشباب، بل حتى في مرحلة منتصف الثلاثينات حين يبقون محافظين على قدراتهم الفنية بين الخشبات الثلاث».

ويعتبر المحاضر الويلزي من أبرز حراس العالم في فترة الثمانينات الميلادية عندما ذاد عن مرمى إيفرتون الإنجليزي ومواطنه ستوك، وهو الأمر الذي يأخذه مسؤولو الأندية العالمية بعين الاعتبار، وبمجرد نظرة سريعة لأقوى تشكيلتين في عالم كرة القدم حاليا، وهما برشلونة وريال مدريد الإسبانيان، سنجد أن الأول يمنح حراس أكاديميته الشهيرة «لاماسيا» فرص الخروج واللعب في فرق أخرى، ويبقى الحارس المتقدم في العمر خوسيه مانويل بينتو احتياطيا للأساسي فيكتور فالديس، الذي وجد نفسه في ذات الموقف يوما ما حين لعب لفريق في درجة دنيا قبل أن يعيده برشلونة عقب اكتساب الخبرة، في الوقت الذي يبقى إيكر كاسياس الحارس الإسباني الأول ثابتا في حراسة مرمى فريق العاصمة، بينما يوجد أنطونيو أدان في مقاعد البدلاء ولا يمنح سوى فرص قليلة في كأس الملك أو في مباراة هامشية في إطار دوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي ينطبق على تشيلسي وحارسه الأساسي التشيكي بيتر تشيك، وزميله الاحتياطي روس ترنبول الذي لم يلعب سوى مباريات تعد على أصابع اليد الواحدة منذ انتقاله من فريق ميدلزبره.

أما على الصعيد المحلي، فالأمر يختلف تماما عن تلك الطريقة التي تتعامل بها الأندية السعودية مع الحراس المميزين، وأحد أكبر الشواهد على ذلك هو حارس الهلال السابق حسن العتيبي الذي بقي ملازما لمقاعد الاحتياط لقرابة عقد كامل كحارس احتياطي للعملاق محمد الدعيع في فريق الهلال، ولم يكن يحصل على فرص لعب كافية طوال تلك المواسم حتى أعلن الحارس الدولي السابق اعتزاله في منتصف عام 2010، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يسمونه أيوب الكرة السعودية نظرا لصبره طوال تلك المدة، رغم تحقيقه عددا كبيرا من البطولات مع الفرقة الزرقاء وهو في مقاعد الاحتياط.

ورغم اختلاف النهاية مع حسن العتيبي، فإن الحارس مبروك زايد، الذي أحضره الاتحاد في عام 1999م حارسا أساسيا من نادي الرياض، وجد نفسه احتياطيا لقرابة 3 مواسم للحارس حسين الصادق، الذي كان احتياطيا للدعيع في المنتخب، ولكنه تمسك بالفرصة حين جاءته بعد إصابة الصادق أمام الهلال في بطولة كأس ولي العهد، وأصبح منذ ذلك الوقت الحارس الأساسي للاتحاد وأحد صناع إنجازاته الدولية في بداية الألفية الجديدة.

وكذلك، كان مصير محمد خوجلي حارس النصر السابق الذي سجله الأخير من الشباب وبقي خوجلي احتياطيا لزميله مضحي الدوسري لفترة تجاوزت 4 مواسم، ولم يحصل على فرصة اللعب بشكل مستمر سوى في عام 1999م، واستمر محافظا على ثبات مستواه حتى مثل المنتخب السعودي في مناسبات كثيرة وحافظ أيضا على مركزه للسنوات التي تلت حتى رحيله عن النصر في موسم 2006.

والآن، يبرز اسم حسين شيعان الذي جدد عقده مع نادي الشباب لمدة 5 أعوام قادمة مقابل 15 مليون ريال، كأحد تلك الأسماء التي من الممكن أن تعاني في الوجود على مقاعد البدلاء وعدم وجود فرص لعب كافية، رغم تميز مستواه سواء في المنتخبات السعودية السنية أو في تجربته لمدة نصف موسم مع الاتفاق في النصف الآخر من موسم 2009.

وفي 4 مواسم ماضية تواجد بها شيعان في تشكيلة بطل دوري زين، لم يلعب سوى 6 مباريات متفرقة في تلك المواسم، ولم يلعب أبدا في الموسم الماضي الذي حصل فريقه على لقبه بالجولة الأخيرة، وهو الأمر الذي قد يؤثر عليه مستقبلا ويبقيه بعيدا عن أجواء المباريات نظرا لتألق وليد عبد الله مع المنتخب السعودي وناديه الشباب، وقد يعيد للأذهان سيناريو محمد الدعيع وحسن العتيبي الذي استمر لعشر سنوات، قضى شيعان فعليا الآن قرابة نصفها احتياطيا.