الألماني كلوزه يقود لاتسيو للفوز على الإنتر في «الكالتشيو»

ستراماتشوني قال إن المشاهد التحكيمية المثيرة بدأت تتزايد ضد فريقه

TT

خطف فريق لاتسيو ثلاث نقاط ثمينة وغالية من ضيفه الإنتر في المباراة التي جمعتهما أول من أمس (السبت) في افتتاحية الجولة الـ17 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وانتهت بهدف دون رد، سجله المهاجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه في الدقيقة الـ37 من الشوط الثاني. وارتفع رصيد أصحاب الأرض والجمهور إلى النقطة الـ33 في المركز الرابع بينما تجمد رصيد الإنتر عند النقطة الـ34 في المركز الثاني، في انتظار ما ستسفر عنه بقية مباريات الجولة. لقد سقط الإنتر بهدف قبل ثماني دقائق من نهاية الوقت الأصلي، في أفضل لحظات الفريق، بعد أن أهدر فرصتين للتهديف. ولكن في الحقيقة لقد فاز الفريق الذي لعب أكثر والذي تم إعداده وتدريبه من أجل إحراز هذا الهدف الذي أهداه النقاط الثلاث للمباراة.

يذكر أن فريق لاتسيو غني في خط وسطه بلاعبين لديهم القدرة على محاكاة الفكرة العرضية الرائعة من ماوري إلى كلوزه. أما الإنتر فلا. إنه الفوز الثالث الثقيل لفريق لاتسيو بعد التغلب على روما والميلان، وبذلك وصل فريق المدرب الرائع بيتكوفيتش إلى النتيجة الإيجابية التاسعة على التوالي ليهدي جماهير ناديه قبل أعياد الميلاد ترتيبا متقدما في جدول الدوري الإيطالي.

حمل هدف اللقاء الوحيد توقيع الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي كان قد استطاع منذ ارتدائه قميص لاتسيو هز شباك كل الفرق الإيطالية الكبرى، ما عدا الإنتر. وكان هذا الأمر يمثل نقطة ضعف للمهاجم الألماني لأنه، قبل قدومه إلى الدوري الإيطالي، كان قد التقى بالإنتر، كان ذلك في إحدى الليالي الأكثر مرارة في مسيرة كلوزه الكروية، تلك المباراة التي أهدى فيها بايرن ميونيخ للفريق الإيطالي كأس الشامبيونز ليغ التي كان ينتظرها الإنتر منذ 40 عاما. ثم جاء انتقام كلوزه بعد مرور عامين ونصف على تلك المباراة، في ليلة لم يكن بها صراع على كأس دوري الأبطال، ولكن المهاجم الألماني سمح بتحقيق لاتسيو لرقم قياسي، حيث لم ينجح هذا الفريق على مدار تاريخه في الفوز على الإنتر ثلاثة مواسم متتالية. وكان كلاوديو لوتيتو قد صرح قبل انطلاق المباراة قائلا: «سندرك إلى أين بإمكاننا أن نصل في الدوري». وعقب نهاية المباراة حصل رئيس النادي على الإجابة التي كان يبحث عنها: لاتسيو بإمكانه الصراع مع الكبار.

هذا أيضا لأنه مع وجود لاعب مثل كلوزه في الفريق لن يصبح هناك هدف بعيد المنال. وبهدفه ارتفع رصيد المهاجم الألماني من الأهداف الشخصية هذا الموسم إلى 10 أهداف، وقبل ختام دور الذهاب للبطولة الحالية استطاع كلوزه تقريبا معادلة ما حققه في الموسم المنصرم، حيث سجل 13 هدفا. وقد عقب مدرب لاتسيو بيتكوفيتش قائلا: «لاتسيو يعتمد على كلوزه؟ لا، بل هو لاتسيو الذي يسمح من خلال طريقة لعبه أن يكون ميروسلاف هو البطل الذي نراه اليوم». في الواقع، لا يخطئ التصويب، رغم أنه قبل إدراك هدف المباراة أهدر فرصتين للتهديف، وبهذا الصدد مزح بيتكوفيتش قائلا: «من الوارد أيضا أن يخطئ كلوزه من حين إلى آخر».

ولكن مدرب لاتسيو لديه أسباب كثيرة للابتسام: «لقد قدمنا مباراة تقريبا مثالية أمام فريق كبير. لقد عانينا لمدة ربع ساعة فحسب في منتصف الشوط الثاني، ولكن قبل ذلك وبعده كنا نحن الأكثر تفوقا». فريق لاتسيو بهذا الأداء بوسعه الصراع بندية مع الكبار: «أجل، لو لعبنا دائما بنفس أداء هذه المباراة سنتمكن من البقاء بين المراكز الأولى الثلاثة حتى نهاية البطولة». وربما أيضا في المباريات الخارجية حيث لا يظهر لاتسيو بنفس أداء الاستاد الأولمبي: «خارج ملعبنا نفتقد بعض القناعات. ولكن بوسعنا حصد نفس النتائج أيضا بعيدا عن أرضنا».

وعلى الجانب الآخر، لم تستطع المباراة رقم 36 لأندريا ستراماتشوني على مقعد مدرب الإنتر تحطيم لعنة روما، سواء أمام فريق زيمان أو لاتسيو دائما ما واجه ستراماتشوني لعنة هذه السلبية أمام المدينة المنحدر منها. ولكن وسط كل ذلك هناك سلسلة من... المبررات: كرتان ارتطمتا بالقائم فضلا عن تألق حارس مرمى لاتسيو ماركيتي، انتفاضة ميليتو وكاسانو في نهاية المباراة، فضلا عن حكم المباراة ماتسوليني الذي أوقف هجمة كان تتميز بالزيادة العددية لصالح الإنتر بسبب رؤيته لخطأ ارتكبه ميليتو ضد بيافا، وجاء تصريح أندريا: «الأمر دائما هكذا، شكرا لكم» الذي تغاضى عن اقتطاع تشياني ضد رانوكيا: «ربما لسنا أقوياء بعد في المشاهد ولكن هذا الاقتطاع كان صارخا».

ستراماتشوني كان يبدو هادئا غير أنه يغلي: «ما المشاهد التحكيمية المثيرة للجدل؟ من الواضح أنهم غير محظوظين، على سبيل المثال، تلك الهجمة المرتدة التي كنا فيها ثلاثة لاعبين أمام لاعب واحد فحسب من الفريق الخصم ثم إيقافها بصافرة تشير إلى خطأ مرتكب ضد بيافا، وبعد دقيقة أهدرنا هدفا». ثم تطرق إلى مقاطعة تشياني لمدافع الإنتر رانوكيا: «لا أعلم كيف لا يمكن لحكم المرمى مساعدة حكم الساحة، إذا كان صحيح، فهذا الخطأ يستحق كل شيء». المدرب أندريا غاضب بأناقة: «أكرر: كثير من المشاهد لم تكن في صالحنا، ومن الواضح أننا لسنا أقوى من تلك المشاهد... هذا القول يعني أن لاتسيو فريق يحلق عاليا عن جدارة واستحقاق».

وتبقى فحسب مسألة استمرار لعنة العاصمة الإيطالية: «لقد قدم لاتسيو الشوط الأول أفضل منا ولكن في الشوط الثاني كنا نستحق التقدم أكثر مما كانوا هم يستحقون. ثم ينبغي تقديم التهاني عندما يقدم اللاعبون أشياء رائعة للغاية، وكلوزه أحرز هدفا كبيرا. على أية حال، أكرر، عندما تذهب تسديدة بالاسيو بعيدا بقليل عن المرمى وتصطدم الكرة بالقائم مرتين ويوقف الحكم المباراة ضدك، حينها أؤكد أن هناك مشاهد مثيرة للجدل وأننا لسنا أقوياء بعد». وتابع أندريا: «استحقاق كبير لفريق بيتكوفيتش، غير أنني لا أتذكر فريقا وضع لاتسيو في صعوبة على أرضه مثل الإنتر. لو راجعت اختيارات تشكيلة فريقي سأكررها؟ نعم، سأختار نفس التشكيلة تماما».

وتابع مدرب الإنتر: «ولكن عندما غيرنا طريقة لعبنا في الشوط الثاني، قدمنا مباراة جيدة وكنا قريبين للغاية من إحراز هدف التقدم. أكرر، لقد كنا نفتقد شيئا ما في الشوط الأول، ولكن بعدما قمنا بإعادة تصميم صفوفنا قدمنا أداء جديرا بفريق كبير». ثم صرح أندريا رانوكيا بصدد إعاقة تشياني له قائلا: «لقد أعاقني تشياني أكثر من مرة، وهذه الكرة كانت تستحق ضربة جزاء. حكم المرمى؟ لا أعلم كيف لا يتمكن من رؤية خطأ مثل هذا، بالتأكيد كان الحكم قد حذر تشياني مرتين من قبل ولكن ليس بالتحذيرات الشفهية تدار المباريات». ثم عاود ستراماتشوني تصريحاته قائلا: «هل أصبحت رياضة عدم منح رانوكيا ضربات جزاء؟ لقد كانت إعاقة واضحة مثل الشمس، نظرا لأنه كان هناك حكم خلف المرمى من شأنه رؤية مثل هذه الكرات فحسب». ثم اختتم خافير زانيتي قائد الإنتر التصريحات قائلا: «عندما تكون المشاهد المثير للجدل كثيرة وفي مباريات عدة، يصبح الأمر ثقيلا».