بعد 40 عاما.. بن همام يطوي صفحة الرياضة من حياته باستقالة آسيوية ودولية

أعلن أمس أنه لا يريد أن يمضي حياته وهو يكافح في نفي مزاعم لا أساس لها

TT

أعلن القطري محمد بن همام رسميا أمس (الاثنين) استقالته من منصبه رئيسا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومن عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (الفيفا) في بيان رسمي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه.

وقال بن همام في البيان: «بالنسبة إلي، قرار محكمة (كأس)، وهي أعلى سلطة تحكيم رياضي، بأن عقوبة الفيفا تجاهي كانت غير مبررة، هو كاف. هذا القرار أكدته هيئة التحقيق للجنة الأخلاق الجديدة التابعة للفيفا التي فشلت في تقديم أدلة جديدة على الرغم من تبذيرها عشرات الملايين من الدولارات من أجل هذه التحقيقات».

وأضاف: «لا أريد تمضية حياتي وأنا أكافح مزاعم لا أساس لها من الصحة وأريد التركيز على عائلتي وأعمالي. على أي حال، في حال ظهور أي اتهامات أخرى ضدي، فسأدافع عن نفسي بالطريقة ذاتها التي قمت بها في السابق».

وأوضح قائلا: «أريد أن أشكر جميع الذين وقفوا إلى جانبي وساندوني خلال الأوقات الصعبة التي عشتها. أنا آسف لأنني قررت الاستقالة في الوقت الذي كان فيه جميع أصدقائي وأنصاري يتوقعون مني أن أواصل الكفاح إلى النهاية حتى أستعيد منصبي. أريد التركيز من الآن فصاعدا على المستقبل وعدم الوقوع في فخ الادعاءات التي تدور في حلقة مفرغة».

وختم البيان قائلا: «كرة القدم هي الأعظم في العالم وأنا فخور لكوني خدمت هذه اللعبة التي أعشقها من كل قلبي وروحي على مدى أكثر من 40 عاما، وأتمنى لهذه اللعبة كل الخير في المستقبل».

وكان رئيس لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي مايكل غارسيا قرر إقفال ملف التهم الموجهة إلى بن همام في ما يتعلق بعملية الرشوة المزعومة ضده خلال اجتماع عقده مع ممثلين لقارة الكونكاكاف في مايو (أيار) 2011 في بورت أوف سباين عاصمة ترينيداد وتوباغو.

وكان غارسيا الذي تسلم منصبه قبل فترة وجيزة قام بتحقيقاته بعد صدور حكم محكمة التحكيم الرياضي في 19 يوليو (تموز) الماضي القاضي برفع عقوبة الإيقاف عن بن همام مدى الحياة مستندة إلى نقص في «الأدلة المباشرة»، لكنها تركت الباب مفتوحا أمام «الفيفا» لمواصلة تحقيقاته في حال التوصل إلى أدلة جديدة بخصوص هذه القضية.

ومما جاء في التقرير الرسمي الذي رفعه غارسيا إلى «الفيفا»: «تركزت التحقيقات الأخيرة للفيفا على الأحداث التي رافقت انعقاد اجتماع لممثلي دول الكونكاكاف في مايو عام 2011».

وأضاف: «لم تؤد التحقيقات التي أجريت إلى أي أدلة جديدة تضاف إلى الأدلة التي قدمت سابقا واستوجبت قرارا من محكمة التحكيم الرياضية برفع عقوبة الإيقاف مدى الحياة عن بن همام» في يوليو الماضي.

وأوضح التقرير أنه «بالتالي قررت هيئة التحقيق إقفال الملف كليا».

وكان الاتحاد الدولي أوقف بن همام مدى الحياة بناء على هذه التهمة في مايو 2011 مما أجبر الأخير على الانسحاب من سباق رئاسة الاتحاد الدولي لتخلو الساحة لتجديد ولاية الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر لمرة رابعة.

ويعتبر القطري محمد بن همام الذي استقال من منصبه رئيسا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم رسميا أمس، أول شخصية عربية تبوأت سدة رئاسة الاتحاد القاري عام 2002 بعد أن بقيت في عهدة رؤساء ماليزيين تعاقبوا على المنصب منذ إنشاء الاتحاد في منتصف الخمسينات.

وشهدت الكرة الآسيوية نهضة كروية كبيرة خلال عهد بن همام خصوصا الرؤية الآسيوية التي وضعت للارتقاء بمستوى الكرة في آسيا، وإطلاق دوري أبطال آسيا للمحترفين بنسخته الجديدة بحسب معايير معينة والتزام بدفتر شروط، بالإضافة إلى دوره في ضم أستراليا إلى كنف الاتحاد الآسيوي.

ويملك محمد بن همام تاريخا رياضيا وإداريا يشهد له بالكفاءة بعد أن شغل مهمات طليعية في السنوات الأربعين الأخيرة.

وكانت أول مسؤولية تولاها بن همام رئاسة نادي الريان أحد أعرق الأندية القطرية وذلك عام 1972، وإلى جانب كرة القدم، عين بن همام رئيسا لاتحاد الكرة الطائرة في بلاده أيضا بين عامي 1979 و1983، ثم عاد إلى عالم الكرة المستديرة رئيسا للاتحاد القطري عام 1992 فكانت تلك الخطوة الأولى له نحو دخوله اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي ثم رئاسة الاتحاد القاري عام 2002.

في هذه الأثناء كان بن همام قد انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي عام 1996.

ويشغل بن همام مناصب عديدة في بلاده خارج الإطار الرياضي لأنه عضو مجلس الشورى في قطر، ويحظى بدرجة وزير. وحظي بن همام بالاحترام داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي حيث يشغل منصبه فيها منذ عام 1996 ولعب دورا كبيرا في حصول بلاده على شرف استضافة كأس العالم 2022، وهو كان رئيس مشروع «الهدف» (غول) المخصص لمساعدة الدول النامية، حيث تحصل هذه الدول على مساعدات مالية لبناء مقار لها أو ملاعب تدريبية وغيرها.