الدوري الإيطالي يتحدى الأزمة الاقتصادية بالمواهب الشابة

تألق الشعراوي ولاميلا وبوغبا وخيسوس يؤكد تغير المفاهيم

TT

لو أننا نعيش في زمن آخر أقل شجاعة وأكثر ثراء لنظر الجميع إلى الدفع بمباي نيانغ لاعب الميلان ذي الـ17 عاما على أنه عمل مثير وخارق في أجواء الكرة الإيطالية «القديمة». وقد حدث هذا بالفعل قبل خمس سنوات عندما سجل بالوتيللي أول أهدافه بين الكبار. والمصادفة الكبرى هي أن أهداف بالوتيللي الأولى كانت في دور الـ16 لكأس إيطاليا وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) وفي مرمى ريجينا مثل أهداف نيانغ لاعب الميلان الشاب الذي يشبهه الكثيرون ببالوتيللي. فلم يكن الدوري الإيطالي قبل خمس سنوات يمنح الشباب الفرصة أو يعتمد عليهم لكن الأزمة المالية أجبرت الأندية على الاستعانة بهؤلاء الشباب في الوقت الحالي. ولم تتجاوز عدد الدقائق التي شارك فيها اللاعبون الشباب تحت 21 عاما نسبة 4.05% من الدوري الإيطالي في الموسم الماضي بينما وصلت حتى الآن إلى 9.92% هذا الموسم. وهو ما يضع إيطاليا خلف ألمانيا كثاني بطولة دوري في أوروبا من حيث متوسط أعمار اللاعبين. ولا يعتبر نيانغ حالة نادرة هذا الموسم إذ يلعب الكثير من الشباب دورا هاما مع أنديتهم هذا الموسم. وسنلقي الضوء هنا على أفضل 11 لاعبا شابا هذا الموسم يمثلون فريقا متكاملا من النجوم «الصغيرة».

ولعل الاختلاف الحقيقي والجوهري عن الماضي يتمثل في أن الشباب حاليا لا يمثلون «وعودا» بالتألق بل يلعبون بالفعل دورا هاما وأصبحوا نجوما في فرقهم. وأبرز هؤلاء النجوم الشباب هو ستيفان الشعراوي مهاجم الميلان الذي يستحق الحصول على الدرجة النهائية في التقييم بعد أن أحرز 14 هدفا يحتل بها قمة هدافي الدوري الإيطالي. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان الشعراوي ليسجل كل هذه الأهداف لو أن إبراهيموفيتش كان ما زال يلعب مع الميلان؟ ولهذا يعتبر الفرعون المصري الأصل رمزا للحقبة الجديدة في الميلان، إلى جانب ماتيا دي شيليو، وكأنه باولو مالديني رمز الميلان ونجمه السابق. ولا شك أن رحيل النجوم الكبار مؤخرا قد زاد من حماس وإبداع الجميع في مختلف الفرق، سواء التي تسعى للنجاة من الهبوط أو تلك التي تسعى للفوز بلقب الدوري.

وخلف الشعراوي يظهر باول بوغبا وإريك لاميلا. فقد ظهر اللاعب الفرنسي هذا الموسم بمستوى رائع مع اليوفي حيث كشف عن قوته البدنية ومهارته الفنية ورؤيته للملعب والتي تجعل منها لاعبا متكاملا رغم أن عمره لم يتجاوز 19 عاما. وهو بذلك أكبر بعام واحد فقط من إريك لاميلا الذي يؤكد أنه صفقة رابحة لنادي روما في موسمه الثاني في إيطاليا. فقد سجل لاميلا ثمانية أهداف في أول 13 جولة بالدوري (منها سبعة أهداف في ست مباريات متتالية) قبل أن تبعده إصابة في الكاحل عن المشاركة والتهديف. ويعود الفضل في تألق لاميلا إلى مدربه زيمان الذي يفخر بوجود أربعة لاعبين من ضمن أفضل 11 لاعبا شابا في فريقه. ففلورينزي شاب متألق نجح في أن يلعب على حساب دي روسي وبيانيتش، ولم يعبر ديسترو عن كامل قدراته بعد لكنه سجل أربعة أهداف في آخر ست مباريات شارك فيها. وهناك أيضا اللاعب البرازيلي الموهوب ماركوينهوس الذي يعتبر أصغر لاعبي فريقه، 18 عاما، لكنه يبدو كلاعب مخضرم داخل الملعب. وشبهه البعض بتياغو سيلفا.

وبالعودة إلى الفريق المثالي من الشباب، الذي تناسبه طريقة 4 - 2 - 3 - 1. نجد أن بيرين لاعب بيسكارا هو حارس المرمى الأفضل. ورغم أنه أكثر حراس المرمى في الدوري استقبالا للأهداف فإنه أكثر الحراس تدخلا لصد الهجمات عن فريقه. ولا تحمل الأرقام أهمية في هذه الحالة. فقد فكرت بعض الأندية الكبرى بالفعل في ضمه في المستقبل. ويكتمل دفاع فريق الشباب المثالي بخوان خيسوس وسافيتش. فمدافع الإنتر نجح في فرض نفسه كأساسي على دفاع الإنتر هذا الموسم بعد أن شارك في مباراتين فقط خلال الموسم الماضي، بينما سجل مدافع فيورنتينا هدفين هذا الموسم ويتمتع بخبرة لا بأس بها بعد أن فاز بالدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي. وفي الهجوم هناك لاعبون شباب من أصحاب الموهبة الكبيرة وأبرزهم إنسيني الذي اكتسب ثقة ماتزاري في نابولي وشارك في 16 مباراة منها 8 كأساسي وأحرز ثلاثة أهداف.