صناديق «الاقتراع» تتوج اليوم أول رئيس «منتخب» لاتحاد الكرة السعودي تسريبات من «المرشح المفاجأة» تؤكد: سنفوز بـ42.. ومقربون من عيد: جمعنا 39 صوتا

عيد والمعمر.. من يكسب غالبية 63 صوتا ويفوز بالكرسي «الساخن»؟!

TT

تدخل رياضة كرة القدم السعودية منعطفا تاريخيا اليوم عندما يزاح الستار عن هوية الرئيس الجديد الذي سيعتلي سدة الرئاسة في اتحاد كرة القدم لأربع سنوات مقبلة، عن طريق صناديق الاقتراع للمرة الأولى على صعيد الرياضة السعودية.

ورغم محدودية الأصوات التي ترجح كفة مرشح على حساب آخر للظفر بكرسي الرئاسة إلا أنها تجربة تعتبر ثرية وبداية لمرحلة أكثر نضجا وديمقراطية يتوفر معها مبدأ الثواب والعقاب عند الإنجاز والإخفاق.

ويقف المرشح الدكتور أحمد عيد «لاعب المنتخب السعودي ونادي الأهلي السابق ورئيس مجلس الإدارة المؤقتة للاتحاد السعودي لكرة القدم حاليا» وجها لوجه ظهر اليوم الخميس أمام خالد المعمر «نائب رئيس نادي الشباب الأسبق إضافة لتجربته في العمل الإداري في فريقي الهلال وسدوس»، للفوز بمقعد الرئاسة خلفا للأمير نواف بن فيصل ومن قبله الأمير سلطان بن فهد والأمير فيصل بن فهد والأمير خالد الفيصل.

ويتجه أعضاء الجمعية العمومية والبالغ عددهم 63 عضوا لصناديق الاقتراع في مرحلتين، الأولى لتحديد هوية الرئيس المقبل، والثانية لتحديد هوية أعضاء مجلس الإدارة والبالغ عددهم 17 عضوا من أصل أربعين مرشحا من أعضاء الجمعية العمومية، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض الذي يحتضن مراسم الانتخابات ظهر اليوم الخميس وسط إشراف اللجنة العامة للانتخابات بالاتحاد السعودي لكرة القدم، التي يترأسها الدكتور هادي اليامي، إضافة لحضور مراقبين من الاتحادين الدولي والآسيوي لمتابعة سير العملية الانتخابية، وكذلك ممثلين من هيئة حقوق الإنسان وهيئة الصحافيين إلى جانب الغرفة التجارية الصناعية وذلك بناء على طلب الفيفا، كما تم توجيه دعوة للاتحاد العربي لكرة القدم والاتحاد العربي للألعاب المختلفة.

ورغم الشد والجذب عن الانتخابات وهو الأمر الذي طغى على أحاديث الوسط الرياضي السعودي، حيث يعتبر الحدث الأبرز في الساحة الرياضية السعودية إلا أن صناديق الاقتراع هي من ستقدم الرئيس الجديد ولن تفيد المهاترات الإعلامية بين أنصار كل مرشح والتي ظهرت في الأيام الماضية.

وبعيدا عن كواليس التحالفات والتكتلات التي بدأت الأحاديث الإعلامية تشير إليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهي التي من شأنها إذا ما تمت تسعى لترجيح كفة مرشح على حساب آخر رغم نفي المرشحين لوجودها على أرض الواقع، الأمر الذي قاد الدكتور هادي اليامي رئيس اللجنة العامة للانتخابات لرفض التهم التي لا تقرن بدلائل والحديث عن عملية التكتلات التي تدور خلف الكواليس، حيث أكد في مؤتمره الصحافي الذي عقده منتصف الأسبوع قبل الماضي أن اللجنة لها الظاهر ولن تبحث في كواليس تلك الحملات.

وكانت اللجنة العامة للانتخابات أعلنت أنه سيتم الكشف عن اسم الفائز برئاسة اتحاد كرة القدم مساء اليوم الخميس، كما منحت اللجنة ثلاثة أيام ابتداء من غد الجمعة وحتى يوم الأحد موعدا لتقديم الطعون في الانتخابات على أن يتم النظر لها ابتداء من يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) الجاري وحتى الـ29 من الشهر ذاته.

وسيكون محمد النويصر الوحيد الذي يدخل قاعة الانتخابات بعيدا عن أي ضغوط تخضع لمقياس الفوز والخسارة كونه سيعتلى منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم السعودي بالتزكية كونه المرشح الوحيد لهذا المنصب من بين أعضاء الجمعية العمومية الذين سيتنافس 40 عضوا منهم على 17 مقعدا تمثل عضوية مجلس الإدارة المقبل للاتحاد السعودي لكرة القدم.

عيد والمعمر.. صراع الميول أم الكفاءة في الوقت الذي كانت فيه دفة الرئاسة تتجه لتنصيب أحمد عيد رئيسا للاتحاد السعودي لكرة القدم بعدما كان المرشح الوحيد حينها لاعتلاء كرسي الرئاسة ظهر خالد المعمر الذي رمى بورقة استقالته من منصبه نائبا لرئيس نادي الشباب وسارع فورا لسحب استمارة الترشيح وظهر على السطح في منافسة شرسة وقوية لأحمد عيد الذي بدأ في إعادة حساباته والتخطيط المناسب لكيفية كسب أكبر عدد من أصوات أعضاء الجمعية العمومية في اللحظة الحاسمة اليوم الخميس.

أحمد عيد الذي يتسلح بخبرة طويلة في العمل الإداري على صعيد الاتحاد السعودي لكرة القدم جسدها في الفترة الماضية عقب تخليه عن منصبه في لجنة الاحتراف والحضور بصفته رئيسا لمجلس الإدارة المؤقت خلفا للأمير نواف بن فيصل الذي رمى بورقة استقالته عقب إخفاق المنتخب السعودي في التأهل لنهائيات كأس العالم 2014 المقرر إقامتها في البرازيل، استمرار أحمد عيد في مجلس الإدارة المؤقت لفترة طويلة ساهم في فتح آفاق كبيرة له من خلال تواصله مع مسؤولين دوليين والوقوف بقدمه على سير العمل في الفترة الماضية، إضافة لكونه يملك إرثا رياضيا كبيرا بوصفه لاعبا سابقا في فريق الأهلي والمنتخب السعودي.

أحمد عيد المرشح الذي وعد بنهضة كروية كبرى في كرة القدم السعودية في حال فوزه بمنصب الرئيس وذلك بالعمل على زيادة عدد اللاعبين المنتمين للأندية السعودية، الأمر الذي يرى عيد أنه يسهم في تطوير الكرة السعودية، إضافة إلى وعده بقيادة المنتخب السعودي للوصول لقائمة أفضل 40 منتخبا حول العالم، علاوة على الأمور الخاصة بإعادة هيكلة المسابقات والأكاديميات الرياضية وتطوير كل منسوبي هذه الرياضة من حكام ومدربين وغيرها من خطته للعمل في السنوات الأربع المقبلة.

أما المرشح الآخر خالد المعمر الذي يتسلح بخبرة العمل الإداري في أروقة اثنين من كبرى الأندية في السعودية (الهلال والشباب) إضافة لفريق سدوس أحد فرق دوري الدرجة الأولى يسعى لاستخلاص أبرز نقاط الخبرة والمهارة في العمل الإداري ليجعلها بداية طريق للنجاح في حال فوزه بمنصب رئاسة اتحاد كرة القدم السعودي، المعمر الذي أعلن أنه يهدف للتطوير في كافة الجوانب المتعلقة باتحاد كرة القدم من جوانب فنية وإدارية وإعلامية ومادية، حيث أشار أنه يسعى لإعادة هيكلة المسابقات والحصول على أكبر عوائد مادية منها، إضافة إلى وعده بقيادة المنتخب السعودي الأول لمونديال 2018 في روسيا، وتطوير الكوادر العاملة من إداريين وحكام ومدربين وطنين، علاوة على عزمه قيادة ثورة بناء من حيث الملاعب أو مقر الاتحاد السعودي لكرة القدم.

بين برنامج أحمد عيد الانتخابي الذي قدمه لأعضاء الجمعية العمومية والذي فاق 40 صفحة وبين برنامج المعمر المكون من 13 صفحة، بين الوعود الجادة والشعارات الرنانة تظهر لنا أصوات تشير إلى أن فوز أي من الطرفين بكرسي الرئاسة سيكون خاضعا لعملية الميول والتكتلات التي عمل عليها فريق كل حملة في الأيام الماضية وليس للكفاءة دور في ذلك، وبين كل هذه الأحاديث والقراءات لسير العملية الانتخابية سيكون الاتحاد السعودي لكرة القدم هو الرابح الأكبر في فوز أي من الطرفين شريطة أن تتبلور هذه الوعود والشعارات إلى حقيقة وواقع تساهم في تطوير الرياضة السعودية، أما الحديث عن ثقافة الميول والتكتلات فستكون في عالم النسيان مع مرور الزمن والسنوات كون الوسط الرياضي وافدا جديدا على عالم الانتخابات ستتطور ثقافته مع مرور الوقت وتوسيع دائرة الانتخابات.

من يحق له التصويت أعضاء الجمعية العمومية وحدهم من يملك صوتا يمكنه من ترجيح كفة مرشح على آخر، ويبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية 63 عضوا موزعين على الأندية والرابطة والمدربين واللاعبين والحكام وذوي الخبرة، حيث يحضر 14 عضوا عن أندية دوري «زين» السعودي للمحترفين، و16 عضوا عن أندية دوري «ركاء» للدرجة الأولى، و6 أعضاء عن أندية دوري الدرجة الثانية، و10 أعضاء عن أندية الدرجة الثالثة (المناطق)، وعن رابطة دوري المحترفين يحضر 5 أعضاء في الجمعية العمومية، إضافة إلى3 أعضاء عن اللاعبين المحترفين وعضوين عن فئة (الهواة)، كما يحضر 3 أسماء ممثلين عن الحكام ومثلهم عن فئة المدربين، وأخيرا 3 أعضاء من ذوي الخبرة وهم من قامت الأمانة العامة في اللجنة السعودية الأولمبية بترشيحهم.

وبالخوض في تفاصيل وأسماء أعضاء الجمعية العمومية عن كل فئة، حيث يمثل الجمعية العمومية عن اللجنة الأولمبية 3 أعضاء يتقدمهم المرشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد والدكتور عبد اللطيف بخاري وأخيرا محمد المغلوث، في حين يحضر الخماسي محمد النويصر وأحمد العقيل وفيصل القحطاني ومحي الدين ناظر ونايف السبيعي عن رابطة دوري المحترفين السعودي.

أما أندية دوري «زين»، فيأتي الاسم الأبرز خالد المعمر من نادي الشباب وهو أحد المتنافسين على رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، في حين يحضر أحمد الخميس من الهلال الذي قدم استقالته من العمل الرسمي في نادي الهلال عقب فوزه بمقعد الجمعية العمومية في صورة فسرت على أنها ذات علاقة بالعملية الانتخابية ورغبته في الدخول ضمن أجندة أحد المرشحين لرئاسة اتحاد الكرة وتحديدا في منصب الأمانة العامة ورغم سعي الإدارة الزرقاء لإبعاده وإحلال سامي أبو خضيرة بديلا عنه إلا أن اللجنة رفضت كون عضو الجمعية العمومية لا يتم تغييره إلا تحت ظروف قاهرة (الوفاة أو مرض عضال)، ومن النصر مدير الكرة السابق سلمان القريني، ومن الاتحاد يأتي رئيسه السابق الدكتور خالد المرزوقي، ومن الأهلي مدير الكرة الحالي طارق كيال، ومن الفتح محمد السليم مدير الكرة الحالي، وعلى صعيد قطبي بريدة يحضر إبراهيم الربدي عن الرائد وهو العضو الأسبق في مجلس اتحاد كرة القدم، ومن التعاون خريف سليمان الخريف، ومن الفيصلي يحضر رئيسه فهد المدلج، في حين يحضر الأمين العام لنادي الاتفاق عدنان المعيبد عن فريقه في الجمعية العمومية، ونائب رئيس هجر عبد العزيز القرينيس عن فريقه، وهذلول بن صالح آل سالم عن نادي نجران، وعبد العزيز دبلول من الوحدة، وعبد الله البرقان من نادي الشعلة رغم أنه كان يعمل لفترة طويلة في منصب مسؤول الاحتراف في نادي الهلال.

وفيما يتعلق بأندية دوري الدرجة الأولى (ركاء) يحضر سعد الأحمري عن فريقه أبها، وعبد الله الهزاع عن القادسية، ويوسف الخليف عن نادي الحزم، وفيصل مدخلي عن حطين، وناصر الهويدي عن نادي الباطن وهو العضو السابق المنتخب في مجلس اتحاد كرة القدم، وناصر الهلال عن النهضة، ومحمد السعيد عن نادي الطائي، والدكتور صلاح السقا عن نادي الرياض، وخالد الحميدي عن نادي الوطني، وحمود الشمري عن نادي العروبة، وعبد العزيز المريسيل عن نادي الجيل، ومحمد صابر عن الربيع، وفوزي الباشا عن نادي الخليج، وعبد العزيز الزنيدي ممثلا للنجمة، وخالد المقرن عن سدوس، وأخيرا ثابت فخر الدين من الأنصار. وعن مقاعد أندية الدرجة الثانية حضر كل من محمد عبد الرحمن الزهراني من نادي العميد بالباحة، وجاسم محمد الجاسم من نادي العيون بمنطقة الأحساء، وخالد عبد الله الفهاد من نادي الجبلين بحائل، حيث يتولى منصب نائب الرئيس، وأخيرا صالح أبو نخاع من نادي ضمك.

أما ممثلو أندية الدرجة الثالثة (المناطق) فقد حضر عنها كل من إبراهيم العنزي من عرعر، وخلف الشمري من الغوطة، وعبد الرحمن الدايس من الجندل، وعبد الله اليحيى من العرض، وعلي العباد من نادي الصواب، ومساعد النبط من نادي الانطلاق، وموسى الزياد من المزاحمية، وعبد الله العريفي من نادي تهلان، وإبراهيم ناهض من نادي الدرع، وأخيرا سياف المعاوي من نادي النخيل في أبها.

وعن مقاعد اللاعبين الهواة في الجمعية العمومية يحضر الثنائي لاعب الأهلي السابق الدكتور عبد الرزاق أبو داوود، ومسؤول الاحتراف في نادي الشباب ولاعبه الأسبق خالد الزيد.

وأما فيما يخص مقاعد اللاعبين المحترفين المعتزلين فكانت المقاعد الثلاثة من نصيب قائد المنتخب السعودي والهلال السابق يوسف الثنيان، إضافة لنجم الكرة السعودية والشباب السابق فؤاد أنور، وأخيرا لاعب الهلال والاتفاق السابق فهد المفرج الذي يعمل في منصب مدير الكرة بالفريق الأولمبي بنادي الهلال.

وعن مقاعد الحكام في الجمعية العمومية فقد ظفر رئيس اللجنة الحالية الحكم الدولي السابق عمر المهنا ونائبه إبراهيم العمر بمقعدي الجمعية العمومية عقب منافسة شرسة في انتخابات الحكام انتهت بفوز الثنائي المهنا والعمر بمقعدي الحكام في الجمعية العمومية، وأخيرا يحضر عن فئة المدربين الوطنيين المدرب محمد الخراشي، والمدرب أحمد الزهراني.

بقي أن نشير إلى أن كلا من المرشحين يؤكد لمقربين منه أنه سيفوز، إذ قال مقربون من أحمد عيد إن الأخير أبلغهم بأنه جمع نحو 39 صوتا مقابل 24 صوتا لخالد المعمر، فيما قال ثقات مقربون من خالد المعمر إن الأخير جمع نحو 42 صوتا مقابل 21 لعيد وإن نحو 3 أصوات بدت مشكوكا في أين ستذهب علما أن أندية الأهلي والأنصار وحطين ستصوت لأحمد عيد وهو الحال ذاته للمرشحين المهندس محمد المغلوث والدكتور عبد اللطيف بخاري فيما ستذهب أصوات غالبية أندية «زين» وأندية «ركاء» وممثلي رابطة الدوري وممثلي الحكام إلى خالد المعمر.

ويشدد مصدر موثوق في حملة خالد المعمر أن الأخير سيفوز باكتساح ولا مجال للمنافسة مع عيد وأن مساء الخميس سيشهد على ذلك.