معركة «الصناديق» الملتهبة تتوج أحمد عيد رئيسا لاتحاد الكرة السعودي

المعيبد والمرزوقي نالا أصواتا أكثر في ترشيحات «الإدارة».. وجولة إعادة تحسم المقعد الـ17

TT

عاش المجتمع الرياضي في السعودية يوم أمس، لحظات استثنائية لا تنسى وهو يشهد تتويج أول رئيس منتخب «أحمد عيد» لتولي دفة الإدارة في السعودي لكرة القدم، أحد أكثر أوجه الرياضة سخونة على الإطلاق، وذلك بعد منافسه شرسة مع المرشح الثاني «خالد المعمر» حيث حسم عيد السباق بالفوز بغالبية الأصوات في الجولتين الأولى والثانية، بعد أن حقق في الجولة الأولى 32 صوتا مقابل 29 صوتا لمنافسه المرشح الثاني خالد المعمر، إثر استبعاد صوت واحد بسبب وجود مخالفة في ورقة التصويت «صوت على كلا المرشحين»، وغياب ممثل إدارة التراخيص في رابطة دوري المحترفين محيي الدين ناظر، لتتم إعادتها بحسب قانون الانتخابات لعدم تحقيقه ثلثي الأصوات، ليكسب عيد الجولة الثانية بـ32 صوتا مقابل 30 صوتا لخالد المعمر.

في الوقت الذي أعلنت فيه اللجنة العامة للانتخابات تنصيب محمد النويصر نائبا لرئيس مجلس الإدارة بالتزكية لعدم وجود مرشح منافس له.

ويأتي تتويج عيد بالمنصب خلفا للأمير نواف بن فيصل ومن قبله الأمير سلطان بن فهد والأمير فيصل بن فهد والأمير خالد الفيصل وهم الرؤساء الذين تولوا دفة الأمور في اتحاد الكرة طيلة السنوات الماضية الممتدة منذ عام 1957 علما بأن خالد الفيصل بدأ مهام إدارة اتحاد الكرة عام 1967. وعاشت كرة القدم السعودية واحدة من أصعب فتراتها في السنوات الأخيرة، تحديدا على صعيد المنتخب السعودي الذي خسر عدة بطولات منها «الخليج وآسيا وأخفق في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وودع أيضا منافسات التأهل للمونديال المقبل في البرازيل 2014».

وبعد خروج المنتخب السعودي من نهائيات كأس آسيا 2011 في قطر على أثر خسارته أمام سوريا والأردن في إطار منافسات المجموعة الثالثة. صدر أمر ملكي بإعفاء الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب من منصبه بناء على طلبه، وتعيين الأمير نواف بن فيصل بن فهد رئيسا عاما لرعاية الشباب بمرتبة وزير. لكن الكرة السعودية ما لبثت أن تعرضت لانتكاسة جديدة أدت إلى موجة غضب عارمة في أعقاب الخسارة التي تعرض لها المنتخب السعودي أمام أستراليا وخروجه من التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل في 2014. إذ أعلن الأمير نواف بن فيصل حينها استقالته رسميا من رئاسة اتحاد كرة القدم وحل الاتحاد باستقالة جميع أعضائه. وأعلن عن تشكيل لجنة لتسيير الأعمال برئاسة أحمد عيد وعضوية كل من: طارق كيال، أحمد الخميس، محمد السراح، ناصر هويدي الشمري، إبراهيم الربدي، مصلح آل مسلم، لحين تعيين رئيس جديد للاتحاد. وبكل تأكيد وبعد كل هذه الظروف الصعبة، وجدت الجماهير السعودية نفسها يوم أمس مدفوعة بإعلان تضامنها واحتفائها بالرئيس الجديد الذي انتصر بقوة الأصوات والغالبية العظمى، معلقة آمالا كبيرة عليه وتحديدا فيما يتعلق بالمنتخب السعودي الأول لكرة القدم الذي يحتاج إلى الكثير كي يصالح جماهيره ويبدأ معها صفحة جديدة حافلة بالإنجازات الدولية.

من جانبه هنأ الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، أحمد عيد بمناسبة فوزه برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم عبر اتصال هاتفي، وطلب الرئيس العام من رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم نقل تهنئته لنائب الرئيس ولكافة أعضاء مجلس الإدارة الذين تم انتخابهم متمنيا لهم التوفيق، مشيدا بحرص كافة من تقدموا للانتخابات من أعضاء الجمعية العمومية سواء مرشحي الأندية أو المدربين الوطنيين أو الحكام أو اللاعبين الهواة ولم يحالفهم التوفيق بدخول عضوية المجلس وناشدهم بأن يكونوا صفا واحدا كأعضاء في الجمعية العمومية مع مجلس إدارة الاتحاد لتحقيق ما يتطلع إليه الجميع وتحقيق النتائج الإيجابية لكرة القدم السعودية مشيدا بالإعلام الرياضي السعودي لمواكبته هذه العملية الانتخابية واتزانه وحياده في تناول ومناقشة العملية الانتخابية.

وعقدت الجمعية العمومية لاتحاد الكرة اجتماعا غير عادي قبل بدء الانتخابات لحسم أمر استبعاد أحمد الخميس واستبدال مقعده بأمين عام نادي الهلال سامي أبو خضير، وهو ما لقي اعتراضا من بعض الأعضاء قبل اللجوء إلى التصويت والذي وافق فيه 54 عضوا على قبول استقالة أحمد الخميس، فيما اعترض 5 أعضاء، وامتنع عضوان عن التصويت. وحول ما يتعلق بانتخاب أعضاء مجلس الإدارة رفضت اللجنة العامة للانتخابات طلب نجم المنتخب السعودي ونادي الهلال السابق يوسف الثنيان بالسماح له بالتصويت مبكرا لارتباطه بظرف عائلي، كون ترتيبه في قائمة المرشحين يأتي آخر اسم، وتعذرت اللجنة العامة رفض الطلب كونه مخالفا لأنظمة الانتخابات التي تنص على أن يكون اقتراع الأعضاء الناخبين وفقا للقائمة الانتخابية والتي رتبت بطريقة أبجدية. وظهر المرشح أحمد عيد في قمة سعادته بعد إعلان فوزه برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم لـ4 سنوات مقبلة، حيث انهالت عليه التبريكات من المرشحين في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة وكذلك الإعلاميين وممثلي الاتحاد الدولي والآسيوي، وقال في حديثه لوسائل الإعلام: «سعادتي في هذا اليوم التاريخي لا توازيها أي سعادة طوال عمري الرياضي، وأتقدم بالشكر والعرفان إلى جميع من وقف مع أحمد عيد والجهود التي بذلوها حتى حظيت بشرف أن أكون أول رئيس منتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم، وهذا بلا شك عطاء من عطاءات هذا الوطن نسعى دائما لتحقيق إنجازاته». ووجه عيد رسالة للشباب الرياضي بالوطن، وقال: «أنا بمثابة والدهم وأخوهم وصديقهم وسأعمل كل ما في وسعي من أجل إرضاء الله سبحانه أولا ثم طموحات الاتحاد السعودي لكرة القدم». وأضاف في حديثه لمنافسه في الانتخابات خالد المعمر: «حظا موفقا، وأتمنى لك التوفيق، وتملك مكانة في قلبي وأنت ابن من أبناء الوطن، وسيكون لك منزلة ستحظى بها وسنستفيد من خبرتك وتجاربك». ورفض رئيس الاتحاد السعودي الحديث عن القرارات التي سيتخذها بما يخص منصب الأمين العام وغيره من المناصب والميزانية المتوقعة لاتحاد الكرة، مشيرا إلى أنه سعيد جدا بهذا اليوم، معترفا أن منافسه كان قويا وعلى أتم الاستعداد، وقال: «هو حتما سيستعد من الآن للانتخابات المقبلة، ولا أخفي سرا أن خلال فرز الأصوات كان ينتابني الخوف والتوتر والترقب ولكن في النهاية فرحت». فيما قال المرشح خالد المعمر الذي لم يحالفه التوفيق في الفوز: «أهنئ وأبارك لأخي وصديقي أحمد عيد الفوز برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكما تابعتم المنافسة كانت قوية بيني وبينه والفارق كان فقط صوتين، والحقيقة أشبه سباقنا للرئاسة بمباراة كرة القدم، حيث كان برنامجنا مثل استعدادات أي فريق للبطولة معسكر وخوض مباريات حتى وصلنا إلى نهاية المشوار، واستطاع عيد الفوز، وأسأل الله أن يوفقه في المرحلة المقبلة، وبالنسبة لي سأظل في خدمة الكرة السعودية».

كما كشف ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الإيطالي بريمو كالفارو عن إعجابه بطريقة الانتخابات والروح الجيدة بين الطرفين المترشحين، وقال: «كانت الانتخابات مميزة ونظيفة وتجربة ناجحة للرياضة السعودية تميزت بالتنافس القوي والشريف بالمرشحين، بدليل أنها وصلت إلى جولتين بالاقتراع، ونحن بالاتحاد الدولي مسرورون لهذه البداية والانطلاقة بالنسبة للكرة السعودية في المجال الديمقراطي، وأهنئ أحمد عيد على فوزه وأحيي المتنافس الآخر خالد المعمر على شجاعته وتقبله للنتيجة بروح عالية في هذه الانتخابات». بدوره، وصف ممثل نادي النصر سلمان القريني الانتخابات باللحظة التاريخية للكرة السعودية سواء على مستوى النتائج أو التنظيم، وقال: «شاهدنا التنافس والإثارة حتى آخر لحظة بين المرشحين، ولم نعرف الفائز إلا في نهاية الجولة الثانية، وكان الفارق بسيط جدا، وهذا بلا شك سيعود لمصلحة الكرة السعودية، وأنا متفائل جدا أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من التغيرات الإيجابية، وأحمد عيد قادر على إيجاد الحلول من بناء مستقبل جدي للكرة السعودية».

من ناحيته، أكد مدير الكرة في النادي الأهلي عضو الجمعية العمومية طارق كيال أن الانتخابات التي أجريت كانت حقيقية، وأن المرشحين كانا متنافسين بشكل قوي، مشيرا إلى أن الكرة السعودية بدأت تأخذ المسار الذي يطمح إليه الرياضيون، منوها أن المهم الآن أن يكون أعضاء مجلس الإدارة أصحاب فكر وخبرة ودراية، مشيرا إلى أن أحمد عيد لن يعمل وحيدا، وإنما سيكون رئيسا لمجلس إدارة الاتحاد يندرج تحته 18 عضوا بينهم نائبا، ما يعني أن العمل سيكون جماعيا ومشتركا بين هؤلاء، متمنيا أن يحقق عيد طموح وآمال جميع الرياضيين الذين وضعوا ثقتهم فيه لتولي الرئاسة.

من جهته، قال مدير الاحتراف في نادي الشباب خالد الزيد أن البرامج الانتخابية التي قدمهما المرشحان كانتا قوية، لكننا نتمنى تطبيق 70% منها على أرض الواقع، مؤكدا أنه ليس مهما من فاز بالمنصب، وإنما مصلحة الكرة السعودية هي الأهم. وعلى صعيد انتخابات أعضاء مجلس الإدارة نجح عدنان المعيبد ممثل «الاتفاق» في اكتساح زملائه بنجاحه في كسب 42 صوتا من أصل 62 صوتا يليه ممثل الاتحاد البروفسور الدكتور خالد المرزوقي 41 صوتا ثم ممثل سدوس الدكتور خالد المقرن بـ39 صوتا يليه ممثل النصر سلمان القريني بـ39 صوتا ثم ممثل الحكام عمر المهنا ثم ممثل اللاعبين الهواة عبد الرزاق أبو داود بـ36 صوتا يليه ممثل نادي أبها سعد الأحمري بـ35 صوتا يليه ممثل نادي ضمك صالح أبو نخاع بـ35 صوتا يليه ممثل نادي الشعلة الدكتور عبد الله البرقان بـ35 صوتا ثم خالد الزيد ممثل اللاعبين الهواة 34 صوتا يليه الدكتور عبد اللطيف بخاري ممثل اللجنة الأولمبية السعودية بـ34 صوتا يليه ممثل نادي العيون جاسم الجاسم بـ33 صوتا ثم ممثل نادي هجر عبد العزيز القرينيس بـ33 صوتا يليه ممثل نادي الفتح محمد السليم بـ33 صوتا ثم ممثل نادي الرياض الدكتور صلاح السقا بـ32 صوتا يليه ممثل نادي النخيل سيف المعازي بـ29 صوتا وشهد المقعد السابع عشر تنافسا مثيرا بين ثلاثة أعضاء هم أحمد العقيل ممثل رابطة دوري المحترفين السعودي وحمود الشمري ممثل العروبة ومحمد الزهراني ممثل المدربين إذ حصد كل واحد منهم 27 صوتا لتفصل بينهم اللجنة العامة للانتخابات بجولة ثانية حاسمة وأخيرة شهدت مشاركة 42 عضوا وسط انسحاب نحو 20 عضوا وفاز أحمد العقيل بجولة الإعادة بـ23 صوتا مقابل 14 للشمري و7 للزهراني.