العراقي حسين سعيد: «قرار سياسي» حرمني من رقم قياسي في بطولة الخليج السادسة

أكد اللاعب أن ماجد ويعقوب وسلطان هم فقط من يستحقون لقب «الأسطورة»

TT

يعد اللاعب العراقي حسين سعيد واحدا من أميز اللاعبين الذين سطعت نجوميتهم في دورات كأس الخليج، رغم أنه شارك في أربع دورات فقط، منها اثنتان انسحب المنتخب العراقي منهما، فيما سجل 17 هدفا في الدورتين اللتين واصل فيهما منتخب بلاده وتوج باللقب عامي 1979 و1984. حسين سعيد، الذي توج بلقب لاعب القرن للكرة العراقية مناصفة مع أحمد راضي، وكذلك اختير ضمن أساطير الكرة الآسيوية في أكثر من مناسبة وبات حاليا رئيسا للاتحاد العراقي، تحدث عن الكثير من الأمور التي تهم منتخب بلاده وذكرياته في دورات كأس الخليج خصوصا أنه لا يزال يحتفظ بلقب أكثر اللاعبين الذين أحرزوا أهدافا في دورة واحدة في تاريخ كأس الخليج بعد أن سجل 10 أهداف في الدورة الخامسة بالعراق. وتوقع سعيد في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن يعود منتخب بلاده لتحقيق الدورات الخليجية من خلال «خليجي 21» المقبلة بالبحرين، واعتبر أن المنتخب المستضيف وكذلك الإمارات من المرشحين للفوز بالذهب في الدورة المقبلة، وكشف عن أسباب إقالة المدرب البرازيلي الشهير زيكو من قيادة المنتخب، وحظوظ العراق في الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة بالبرازيل.

بداية.. ما الذي تمثله لك دورات كأس الخليج مع قرب انطلاقة الدورة المقبلة الـ21 في البحرين؟

- بالتأكيد تمثل لي الشيء الكثير على اعتبار أنها شهدت انطلاقتي في سماء النجومية، كما أنها شهدت انطلاقة العديد من النجوم الذين برزوا على الساحة، وأذكر منهم النجم الكويتي الكبير جاسم يعقوب الذي كان بالفعل من أميز النجوم في تاريخ هذه الدورات، وكذلك السعودي ماجد عبد الله، والحارس البحريني حمود سلطان، وغيرهم من اللاعبين الذين كانت لهم دورات الخليج بمثابة الانطلاقة الحقيقية في سماء النجومية.

شخصيا.. هل تتذكر أجمل أو أهم هدف سجلته في دورات الخليج؟

- نعم، وكان الهدف الذي سجلته في شباك المنتخب البحريني في الدورة الخامسة عام 1979 مطلع الشوط الثاني، بعد أن كان الحارس البحريني الشهير حمود سلطان قد أبدع طوال الشوط الأول وتصدى للكثير من المحاولات والهجمات الخطرة للمنتخب العراقي، ولكن في الشوط الثاني كسرت هذا التألق لحمود سلطان من خلال تسجيل الهدف الأول للمنتخب العراقي، وتمكنا من الفوز برباعية نظيفة، وسجلت في تلك المباراة ثلاثة أهداف، وتوجنا في نهاية المطاف باللقب في تلك الدورة التي أقيمت في العاصمة العراقية بغداد، بعد أن كسبنا المواجهات جميعها وسجلنا في شباك المنتخبات المشاركة 23 هدفا، ولم تتلق شباكنا سوى هدف وحيد في ست مباريات، وتوجت كذلك بلقب الهداف برصيد 10 أهداف، وهذا الرقم لا يزال صامدا إلى الآن بكونه الأكبر في بطولة واحدة، والحمد لله أنني ما زلت أحتفظ بهذا اللقب بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

هل كنت قادرا وأنت في أوج عطائك على كسر الرقم المسجل باسمك، خصوصا أنك من أميز المهاجمين في العصر الذهبي للكرة العراقية؟

- نعم كنت قادرا بحول الله، لكن في الدورة السادسة التي أقيمت في عام 1982، انسحبنا من الدورة التي أقيمت في الإمارات بقرار سياسي من قبل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بعد مبارياتنا مع المنتخب المستضيف، وكنت حينها قد سجلت 5 أهداف، وكنا الأقرب أيضا للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي، ولكن ما حصل قتل طموحاتنا وجهودنا، وللمعلومية فقد سجلت خمسة أهداف مع نهاية منتصف المشوار، فيما انتهت الدورة بتتويج أربعة لاعبين بلقب الهداف هم السعودي ماجد عبد الله والكويتي يوسف سويد والبحريني إبراهيم زويد وسالم خليفة، وكل منهم سجل ثلاثة أهداف فقط.

في الدورة السابعة في سلطنة عمان توجت أيضا بلقب الهداف برصيد 7 أهداف، وفاز المنتخب العراقي بالمركز الأول، هل تعتبر أن الانسحاب من الدورة السادسة كان له أثر كبير في تحقيق إنجاز كبير لك شخصيا بتحقيق لقب الهداف والفوز باللقب للمنتخب العراقي للمرة الثالثة على التوالي؟

- بالتأكيد الانسحاب من الدورة السادسة حرمنا من أمور كثيرة، ومن بينها كما ذكرت الفوز بلقب الهداف وتحقيق المنتخب للقب للمرة الثالثة على التوالي، على اعتبار أن العراق كان الأقرب للفوز بالدورة السادسة، لكن هذا ما حصل، ولن نبكي على اللبن المسكوب.

كيف تقيم مشاركات المنتخب العراقي في تلك الدورة؟

- كانت مشاركات مميزة بالمجمل، لكن الانسحاب لأكثر من مرة جعل المنتخب لا يحقق عددا أكبر من الإنجازات في هذه البطولة خصوصا في فترة السبعينات والثمانينات، وبعد العودة في النسخ الأخيرة من الدورة لم تكن المنتخبات العراقية التي شاركت مهيأة لإحراز اللقب، وذلك نتيجة عدم الاستفادة من أبرز العناصر الفنية كون الدورة غير معتمدة رسميا، وبالتالي يجد اللاعبون المحترفون في بعض الدول العربية والأوروبية صعوبة في المشاركة.

هل يعني ذلك أن العراق لن يعود لتحقيق هذه الدورة إلا في حال الاعتراف بها من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) كونه سيستفيد حينها من جميع عناصره الفنية من اللاعبين الذين يلعبون خارج العراق؟

- لا، الكرة العراقية باتت حاليا غنية باللاعبين المميزين، والمنتخب الرديف الذي يشارك في دورة غرب آسيا وصل للنهائي، والمنتخبات السنية ممثلة بدرجتي الناشئين والشباب وصلت لنهائيات كأس العالم، والمنتخب الأول كذلك جدد حظوظه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، ومع أننا سنشارك في دورة الخليج المقبلة باللاعبين الذين يلعبون في الدوري العراقي أو من تسمح لهم أنديتهم بالوجود في تلك الدورة فإن ذلك لا يعني أن طموحنا يقل عن تحقيق اللقب.

كيف ترى المنافسة في الدورة المقبلة خصوصا أن المنتخب العراقي يقع في المجموعة نفسها التي تضم المنتخبين السعودي والكويتي، وهما من المرشحين الدائمين للفوز باللقب، هذا عدا المنتخب اليمني المتطور؟

- المنافسة بالتأكيد ستكون قوية في المجموعتين، وعادة ما تكون المنافسة ساخنة في دورات الخليج، وبالتأكيد هناك مراجعة حسابات لبعض المنتخبات التي شاركت في بطولة غرب آسيا، وستحل المنتخبات مشاكلها قبل المشاركة في الدورة الخليجية المقبلة.

من هو المنتخب الخليجي الذي تعتبره مرشحا ثانيا بعد العراق لتحقيق اللقب؟

- أعتقد أن الفرصة مواتية جدا للمنتخب البحريني المستضيف، كون البطولة ستقام على أرضه ووسط جماهيره، وهو المنتخب الذي لم ينجح في الفوز بأي بطولة خليجية رغم أنه قدم في بعض الدورات مستويات فنية مميزة خصوصا في الدورات الأخيرة، كما أنني لا أستبعد تماما المنتخب الإماراتي الذي يضم بين صفوفه خليطا من نجوم الخبرة والصاعدين والذين حققوا إنجازات مميزة في نهائيات كأس العالم للشباب وكذلك الأولمبياد في السنوات الأخيرة، هذا عدا أن المنتخبات المرشحة دائما للفوز باللقب قد تكون منافسة.

الحديث عن موضوع أسطورة الخليج يعود كلما حلت الدورات الخليجية، من هم اللاعبون الذين يستحقون هذا اللقب؟

- الأسطورة في رأيي هو أي لاعب نجح في مهمته كلاعب أيا كان مركزه وحقق إنجازات على المستوى الشخصي والجماعي بخدمته الإيجابية للمجموعة من اللاعبين في المنتخب نفسه، ولذا أعتبر أن أساطير كرة القدم الخليجية يتمثلون في الكويتي جاسم يعقوب والسعودي ماجد عبد الله وكذلك الحارس البحريني حمود سلطان.

وأنت.. ألست منهم؟

- هذا الأمر يحدده المحللون الخبراء في الكرة الخليجية، فأنا شخصيا ومع أنني ما زلت أحتفظ بلقب أكثر لاعب سجل في دورة واحدة فإنني غير محظوظ أبدا، حيث كنت مع المنتخب العراقي في أربع نسخ خليجية وفزت مرتين بلقب الهداف والمرة الثالثة كنت قريبا من اللقب، وكذلك قيادة المنتخب العراقي للفوز باللقب كما ذكرت خلال السطور الماضية، أما في الدورة الرابعة لي والمتمثلة في الدورة العاشرة فقد انسحبنا أيضا مبكرا، وبالتالي أترك الحكم للمحللين بشأن كوني أستحق لقب أسطورة أم لا.

لنخرج قليلا عن الحديث في شؤون دورات الخليج.. ما سبب الاستغناء عن المدرب البرازيلي زيكو قبل أسابيع معدودة؟

- كان القرار بالاستغناء عن زيكو مدروسا من كل النواحي، بعد أن أدركنا تماما أن هذا المدرب ليس الأنسب للمنتخب العراقي كون علاقته مع اتحاد الكرة ليست على وفاق، كما أن علاقته بمساعده العراقي باسل كوركيس ومع اللاعبين لم تكن حميمة، ولعدم الثبات على تشكيلة، وأفقدتنا تدخلاته الفنية في المباريات خصوصا في تصفيات كأس العالم المقبلة العديد من النقاط التي كانت قريبة منا، حتى إنه لم يوافق على متابعة الدوري العراقي، وكذلك تصريحاته الإعلامية كان فيها الكثير من التعالي على الإعلاميين، وكل هذه العوامل أسهمت في أن نستغني عن خدماته بدلا من الإبقاء عليه.

هل ترى أن حظوظ المنتخب العراقي في الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل قوية؟

- حظوظنا جيدة ومتساوية تقريبا مع منتخبات أستراليا وعمان والأردن، فيما بات المنتخب الياباني أول المتأهلين من القارة الآسيوية إلى النهائيات من المجموعتين، وأعتقد أننا قادرون على الوجود في المونديال من خلال التأهل عبر التصفيات الحالية أو عبر الملحق، فلدينا الإمكانيات والعناصر القادرة على تحقيق هذا الحلم.