قمة ساخنة بين ريال مدريد ويونايتد.. وبرشلونة يقع في مواجهة ميلان

قرعة دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا لم ترحم ممثلي إنجلترا وفريقي القمة في إسبانيا

TT

أسفرت قرعة الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا التي سحبت أمس في مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن قمة مدوية بين ريال مدريد الإسباني حامل اللقب تسع مرات (رقم قياسي) ومانشستر يونايتد الإنجليزي حامل اللقب 3 مرات.

وسحبت القرعة بغياب تشيلسي الإنجليزي حامل اللقب، لكن بوجود 9 أبطال سابقين. ووضعت الأندية التي أنهت دور المجموعات في صدارة مجموعاتها في قبعة واحدة، في حين وضعت الأندية الوصيفة في القبعة الثانية وبينها ريال مدريد وميلان.

وتمنع لوائح الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) وقوع فريقين من نفس البلد أو ينتميان لنفس الاتحاد الوطني في مواجهة بعضهما البعض بدور الستة عشر كما تجنب القرعة وقوع فريقين التقيا في دور المجموعات بالبطولة معا في دور الستة عشر.

وغاب عن القرعة تشيلسي الذي توج باللقب الموسم الماضي وللمرة الأولى في تاريخه بفوزه على بايرن ميونيخ في النهائي، وذلك بعدما فشل في احتلال أحد المركزين الأولين في مجموعته لأن يوفنتوس الإيطالي وشاختار دونتيسك الأوكراني تفوقا عليه، ومانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لحلوله أخيرا في مجموعته.

ويوجد في الدور الثاني 9 أبطال سابقين هم ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيان وميلان ويوفنتوس الإيطاليان وبوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ الألمانيان وسلتيك الأسكوتلندي وبورتو البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي.

وحظيت إسبانيا بحصة الأسد، حيث تأهلت جميع الأندية الأربعة المشاركة وهي ريال مدريد وبرشلونة وفالنسيا وملقة، واحتلت ألمانيا المركز الثاني من حيث عدد الفرق المتأهلة حيث تصدر الثلاثي بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وشالكه مجموعاتهم بجدارة.

ويوجد 15 من الأندية المتأهلة إلى الدور الثاني في هذه المرحلة من المسابقة سابقا، والاستثناء الوحيد ملقة الإسباني الذي فاجأ الجميع بتصدره مجموعته في مشاركته الأولى، في حين لم يوجد في هذا الدور من النسخة الماضية سوى 5 أندية هي ميلان وبرشلونة بايرن ميونيخ وريال مدريد وآرسنال.

وأسفرت القرعة أيضا عن مواجهات أخرى قوية، لكنها ليست بقوة مواجهة الريال ويونايتد، حيث يلتقي غلاطة سراي التركي مع شالكه الألماني وسلتيك الأسكوتلندي مع يوفنتوس الإيطالي وآرسنال الإنجليزي مع بايرن ميونيخ الألماني وشاختار دونيتسك الأوكراني مع بوروسيا دورتموند الألماني وبلنسية الإسباني مع باريس سان جيرمان الفرنسي وبورتو البرتغالي مع ملقة الإسباني.

وستكون مباراة الريال ويونايتد بمثابة الفرصة النادرة لمواجهة هداف ريال البرتغالي كريستيانو رونالدو فريقه السابق لأول مرة منذ تركه ملعب «أولد ترافورد» عام 2009.

وسحب الإنجليزي ستيف ماكمانمان لاعب ليفربول والريال السابق القرعة التي وضعت الفريقين في مواجهة صعبة مبكرة لتكون المواجهة الأولى لرونالدو أمام زملائه السابقين منذ أن ترك الفريق قبل ثلاث سنوات.

ولعب رونالدو في صفوف مانشستر يونايتد لعدة سنوات قبل الرحيل إلى الريال في صفقة حطمت الرقم القياسي العالمي للمقابل المالي لانتقال أي لاعب كرة قدم.

وسبق للفريقين أن التقيا أربع مرات في دوري الأبطال كان آخرها في عام 2003، وكان الفوز من نصيب الريال في ثلاث من هذه المواجهات.

وذكر ريو فيرديناند مدافع مانشستر يونايتد، في تغريدة على حسابه الشخصي «تويتر» عبر الإنترنت «آه.. مدريد!! يا لهما من مباراتين هائلتين ننتظرهما!! سأراك عاجلا أخي رونالدو».

وتجدد هذه المواجهة أيضا الصراع والتحدي بين سير أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد والبرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني للريال حيث سبق للأخير أن قاد تشيلسي لإحراز لقب الدوري الإنجليزي في عامي 2005 و2006 بينما تفوق عليه فيرغسون وقاد مانشستر للقب المسابقة في عامي 2007 و2008.

بينما قاد مورينهو فريق إنترميلان الإيطالي للفوز على مانشستر يونايتد وفيرغسون في دور الستة عشر لدوري الأبطال عام 2009.

وبينما يتأزم موقف ريال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم حيث يحتل المركز الثالث في جدول المسابقة بفارق 13 نقطة خلف برشلونة المتصدر، يبدو وضع مانشستر يونايتد أفضل كثيرا في المسابقة المحلية حيث يتصدر جدول الدوري الإنجليزي بفارق ست نقاط أمام جاره مانشستر سيتي حامل لقب البطولة. ورغم ذلك، كان أمل مانشستر يونايتد هو تجنب المواجهة المبكرة مع الريال وكان يفضل تأجيلها على الأقل لدور لاحق.

وصرح جون ألكسندر سكرتير نادي مانشستر يونايتد، إلى شبكة «سكاي» التلفزيونية، قائلا: «الجميع كانوا يرغبون في تأجيل هذه المواجهة إلى دور لاحق بالمسابقة».

وأضاف: «إذا كان للتاريخ شيء في صالحنا فإن فوزنا الوحيد السابق على الريال في هذه البطولة كان في الدور قبل النهائي لموسم 1967 - 1968 عندما فزنا بعدها على بنفيكا البرتغالي في المباراة النهائية على استاد ويمبلي الذي يقام عليه نهائي البطولة هذا الموسم أيضا».

وتقام المباراة النهائية للبطولة هذا الموسم على استاد ويمبلي في 25 مايو (أيار) المقبل بعد عامين من فوز برشلونة باللقب على نفس الملعب وبعد التغلب على مانشستر يونايتد بالذات.

والتقى الفريقان آخر مرة في ربع نهائي نسخة 2003 ففاز ريال ذهابا 3 - 1 على أرضه، لكن رد يونايتد 4 - 3 إيابا لم يكن كافيا في مباراة رائعة ومجنونة سجل فيها البرازيلي رونالدو ثلاثية للفريق الملكي على ملعب أولد ترافورد.

وقال هداف ريال السابق ومديره الحالي إميليو بوتراغينيو: «أنا متأكد من أنها ستكون مباراة مميزة لرونالدو. إنه محترف كبير وسيبذل جهده كي يقود ريال إلى الفوز». وقال الألماني الدولي سامي خضيرة نجم خط وسط الريال قبل إجراء القرعة، إن الفوز باللقب العاشر في دوري الأبطال يأتي في مقدمة أولويات الريال بعدما اتسع الفارق الذي يفصله عن المتصدر برشلونة في الدوري الإسباني إلى 13 نقطة.

وأوضح خضيرة: «في مدريد، وضعنا لأنفسنا هدفا واضحا للغاية. إنه الفوز بلقب دوري الأبطال».

كما برزت مواجهتا برشلونة الإسباني بطل 2009 و2011 مع ميلان الإيطالي حامل اللقب سبع مرات في إعادة لنهائي 1994 حين فاز الأخير 4 - صفر، وآرسنال الإنجليزي مع بايرن ميونيخ الألماني وصيف النسخة الأخيرة في مباراة بين لوكاس بودولسكي مهاجم آرسنال الحالي وفريقه السابق.

ويتصدر برشلونة ترتيب الدوري المخلي بفارق 9 نقاط عن أقرب منافسيه أتليتكو مدريد، لكنه عانى ضربة قاسية بعد الإعلان عن انتكاسة مدربه تيتو فيلانوفا المصاب بالسرطان، وسيحل بدلا منه مؤقتا مساعده جوردي رورا.

والتقى برشلونة وميلان 4 مرات في المسابقة الموسم الماضي، فتعادلا ذهابا 2 - 2 في الدور الأول على ملعب «كامب نو» ثم فاز برشلونة إيابا 3 - 2 قبل أن يحسم الفريق الكاتالوني ربع النهائي بتعادله سلبا في ميلانو وفوزه إيابا 3 - 1.

وتشير المؤشرات إلى أن برشلونة بقيادة المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه سيكون المرشح الأقوى للفوز في هذه المواجهة أمام ميلان الذي سيفتقد هذه المرة جهود مهاجمه السويدي السابق زلاتان إبراهيموفيتش الذي يتألق حاليا في صفوف باريس سان جيرمان بعد سنوات من التألق مع أياكس وبرشلونة وميلان.

وبينما كانت القرعة غير رحيمة بالريال ودورتموند جاءت سخية مع دورتموند حيث وضعته في مواجهة متوسطة القوة مع شاختار دونيتسك.

وانضم خضيرة إلى مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينهو وسير أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد في الإشادة بمستوى دورتموند الفائز بلقب دوري الأبطال عام 1997. وقال خضيرة، مشيرا إلى تقديره الهائل لدورتموند: «عاد الفريق إلى كرة القدم الأوروبية». ويطمح بايرن ميونيخ الذي خسر نهائي البطولة الأخيرة على ملعبه أمام تشيلسي وخسر النهائي عام 2010 أمام إنترميلان الإيطالي إلى الفوز باللقب هذا الموسم لكن عليه عبور عقبة صعبة في دور الستة عشر أمام آرسنال.

ويرى كارل هاينز رومينيجه نائب رئيس نادي بايرن ميونيخ أن فريقه «مرشح بفارق طفيف لتجاوز آرسنال». وسبق لبايرن أن تغلب على آرسنال في نفس الدور من البطولة عام 2005.

وتشهد هذه المواجهة لقاء خاصا بين المهاجم الألماني الدولي لوكاس بودولسكي لاعب آرسنال حاليا وفريقه السابق بايرن الذي يعاني من غياب مدافعه غيروم بواتينغ عن مباراتي الذهاب والإياب أمام آرسنال للإيقاف.

وستخوض الفرق التي أنهت الدور الأول في صدارة مجموعاتها مباراة الإياب على أرضها. وتقام مباريات الذهاب في 12 و13 و19 و20 فبراير (شباط) المقبل والإياب في 5 و6 و12 و13 مارس.