خلفان: العنابي أقال زاجالو من الأخضر.. و«النفسية» مفتاح الخليجية

أكد أن عدم ترشيح قطر للقب عامل إيجابي.. ورشح الإمارات للذهب

TT

قال النجم القطري السابق إبراهيم خلفان إن الفوز الذي حققوه في افتتاح الدورة الخليجية السابعة في مسقط على المنتخب السعودي كان من الأسباب الرئيسية في اتخاذ القائمين على الكرة السعودية قرار الاستغناء عن المدرب البرازيلي الشهير ماريو زاجالو، وتعيين المدرب خليل الزياني الذي قاد المنتخب السعودي بعد تلك الدورة لتحقيق اللقب القاري الأول، مبينا أنه سجل الهدف الأول في تلك المباراة التي كانت الانطلاقة الحقيقة للعنابي لتحقيق اللقب الخليجي الأول الذي خسره المنتخب القطري بالركلات الترجيحية أمام المنتخب العراقي بعد اللجوء لمباراة فاصلة، معتبرا أن المنتخب القطري الحالي قادر على تحقيق اللقب في الدورة المقبلة في البحرين؛ كونه سيدخل بلا ضغوط ولا ترشيحات، مشيرا إلى أن الترشيحات غالبا ما تكون لها نتائج سلبية، معترفا في حوار لـ«الشرق الأوسط» بأن نجله خلفان لم يقدم المستويات المتوقعة خلال مشاركاته الثلاث في دورات الخليج، على عكس ما يقدمه من مستويات مميزة على الصعيد القاري، إلا أنه أبدى تفاؤلا كبيرا بأن يقدم المستويات التي تعكس نجوميته في الدورة المقبلة.

* ما هي أبرز ذكرياتك في دورات الخليج التي تنطلق نسختها الـ21 قريبا في البحرين؟

- لا شك أن دورات الخليج لها مذاق خاص وذكريات لا يمكن أن تغادر مخيلة أي لاعب سبق أن شارك فيها، ولذا هناك الكثير من الذكريات التي تراودني كلما حل موعد انطلاقة نسخة جديدة من هذه الدورة التي لها مكانة خاصة في نفوس الخليجيين، ويكفي أن أهدافها سامية، وهذا من أهم العوامل التي تجعل لها مكانة خاصة مهما تطورت المنتخبات الخليجية، وفيما يخص أبرز الذكريات، فبحكم أنني شاركت في ثلاث دورات خليجية، هي السادسة في أبوظبي، والسابعة في مسقط، والثامنة في المنامة، فإن أبرز الذكريات كانت في الدورة السابعة التي كنا فيها قريبين جدا من تحقيق اللقب بعدما خضنا مباراة فاصلة ضد المنتخب العراقي الذي كان يضم الجيل الذهبي، بل إن غالبية المنتخبات كانت في تلك البطولة التي أقيمت عام 1984، تضم جيلا لامعا، والدليل أن المنتخب السعودي فاز في العام نفسه ببطولة آسيا. وبعد أن أخفقنا في تقديم الشيء الذي يرضي الشارع الرياضي القطري في عام 1982 في الدورة السادسة التي أقيمت في أبوظبي، خصوصا أننا ذهبنا إلى هناك بهالة كبيرة؛ كوننا وصلنا إلى نهائي كأس العالم للشباب 1981 في أستراليا الذي خسرناه من ألمانيا، وكنا المنتخب العربي الأول الذي يصل إلى ذلك الدور في البطولة العالمية، ولكن لم نقدم ما يشفع لنا في المنافسة على الدورة السادسة وخرجنا منها وخيبنا آمال القطرين، وكانت لدينا العزيمة والإصرار على التعويض في النسخة السابعة التي أقيمت في مسقط، وبالفعل كانت بدايتنا قوية جدا وفزنا على المنتخب السعودي بهدفين لهدف، وسجلت الهدف الأول، وبعد تلك المباراة حسب ما أعتقد تمت إقالة المدرب البرازيلي الشهير ماريو زالو من تدريب المنتخب السعودي وتعيين المدرب السعودي القدير خليل الزياني، وحققنا الفوز على جميع المنتخبات، بما فيها العراق، عدا المنتخب الإماراتي الذي فاز علينا بهدف النجم عدنان الطلياني، ولذا أجبرنا على خوض مباراة فاصلة مع العراق، وبعد ماراثون طويل انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي، وكان الهدفان قد سجلا في الأوقات الإضافية، وسجل للعراق أولا عدنان درجال وللمنتخب القطري منصور مفتاح، وخسرنا اللقب الذي كان الأقرب لنا بركلات الحظ الترجيحية، ومن الذكريات العالقة في ذهني في الدورة نفسها أنني سجلت هدفا آخر على عمان بطريقة الهدف الذي سجلته على السعودية التي كان حارس المرمى بها عبد الله الدعيع حسبما أتذكر، وفي الدورة الثامنة لم نوفق في تحقيق نتائج إيجابية وحللنا في المركز الرابع بعد الكويت والعراق والسعودية.

* المنتخب القطري لم يحقق سوى بطولتين وعلى أرضه، هل يرى العنابي صعوبة في تحقيق البطولة خارج أرضه؟

- بالعكس، المنتخب القطري قادر على تحقيق إنجازات خارج أرضه، ونافس في عدد من الدورات على اللقب، من بينها ما ذكرته في الدورة السابعة في مسقط، وكذلك في الدورة الخامسة عشرة التي أقيمت في الرياض، وكان يكفي العنابي التعادل للتتويج أمام السعودية، وحل ثانيا بفارق نقطة بعد الخسارة، ولكن بالتأكيد عاملا الأرض والجمهور لهما دور فعال في رفع درجة الحماس لدى اللاعبين.

* كونك أحد الخبراء في المجال الرياضي كلاعب ثم محلل تلفزيوني.. كيف ترى ترشيح المنتخب الإماراتي من قبل شريحة كبيرة من النقاد للفوز بالبطولة؟

- الترشيحات عادة ما تجلب الضغوط على اللاعبين، وفي الكثير من الأحيان يكون المنتخب المرشح أقل عطاء من المتوقع، ولذا أعتقد أن المرشحين سيدخلون بضغوط نفسية كبيرة، وقد ينعكس ذلك سلبا على الأداء الفني داخل الملعب، والنتائج لن تكون مرضية في نهاية المطاف. صحيح أن المنتخب الإماراتي من أبرز المنافسين، وأوافق تماما من أعتبره في مقدمتهم؛ كونه يضم جيلا رائعا من اللاعبين ومزيجا من الشباب والخبرة، ولكن أعتقد أن الدورة ستكون قوية، وأتمنى بالتأكيد أن يكون للمنتخب القطري نصيب فيها كأول بطولة خليجية يحققها خارج الدوحة، وأرى أن عدم ترشيحه للفوز باللقب سيكون عاملا إيجابيا.

* هل توافق من يعتبرون أن دورات الخليج تعتمد على الجانب النفسي أكثر من الجانب الفني؟

- نعم أوافق من يرى ذلك، خصوصا أن هناك منتخبات لا تكون في أوج عطائها الفني، وتكون أقل حظوظا من منتخبات أخرى مشاركة، ولكنها في نهاية المطاف تحقق اللقب؛ كون القائمين عليها نجحوا في الجانب النفسي، والعامل النفسي له أثر كبير، وخصوصا في البطولات التي تقام بين الدول المتجاورة.

* لنتجه قليلا للحديث عن ابنك (خلفان) الحائز لقب أفضل لاعب آسيوي لعام 2006.. لماذا لم يتألق في الدورات الخليجية الأخيرة التي أعقبت تتويجه بالجائزة الآسيوية؟

- فعلا ابني خلفان لم يقدم الشيء الكثير مما هو متوقع منه في الدورات الخليجية، مع أنه قدم مع المنتخب القطري وفريقه السد مستويات مميزة في كافة البطولات التي شارك بها على الصعيد القاري تحديدا، وللمعلومية فقد حقق خلفان جائزة أفضل لاعب في مباراتين ضد السعودية والإمارات في خليجي 19 بسلطنة عمان، ولكنه لم يتوج بجائزة أفضل لاعب في تلك الدورة، وأنا متفائل كثيرا بتقديمه المستوى الفني الذي يؤكد أنه قادر على الإبداع بشكل أكبر في الدورة المقبلة وما تليها، فلا يزال المشوار أمامه لفعل ذلك.

* مَن في رأيك يستحق لقب الأسطورة الخليجية كون المقارنات بين أفضل النجوم وتحت هذا المسمى تحضر في كل دورة خليجية؟

- كان سابقا اللعب الفردي واستخدام المهارات الفردية يطغى على اللعب الجماعي، ولذا يمكن عمل مقارنات بين المستويات التي يقدمها كل لاعب، وخصوصا في خط الهجوم، وقد لا يختلف كثيرون على أسماء محددة من اللاعبين بكونهم من أساطير الخليج، وخصوصا المهاجمين مثل السعودي ماجد عبد الله والكويتي جاسم يعقوب، ولا أنسى القطري منصور مفتاح، وكل هؤلاء مهاجمون صريحون والتركيز دائما على خط الهجوم، وفي الوقت الراهن باتت الكرة الجماعية الشاملة هي الطاغية على المنتخبات، ولذا من الصعب تمييز لاعب عن آخر إلا في حدود ضيقة جدا تتعلق بكيفية استغلال الفرص أو ما شابه ذلك، وما يقدمه اللاعب في خدمة الفريق كمجموعة.