ماتري يعيد اكتشاف نفسه أمام فريقه السابق كالياري

مدافع اليوفي بونوتشي قال إن فضيحة المراهنات زادته قوة

TT

من يدري كم من المرات كتب الطفل الصغير أليساندرو ماتري إلى بابا نويل رسائل يطلب منه فيها كرة قدم وأحذية رياضية وإمكانية تحويل حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم إلى حقيقة. وربما أيضا لو كتب ماتري منذ أيام قليلة رسالة إلى بابا نويل، وهو الآن في سن الـ28 عاما وعاش بالفعل مسيرة كروية طيبة، لعبر فيها عن رغبه مشابها تماما لما كان يتمناها وقت طفولته، تسجيل هدف. أو ربما ثنائية، لأنه ليس هناك بالنسبة إلى مهاجم كرة القدم ما هو أفضل من إحراز الأهداف، لا سيما إذا كان صائما عن التهديف منذ فترة.

إن حياة أليساندرو ماتري بقميص اليوفي شهدت حتى الآن منعطفات غريبة، بداية مدهشة بمعدل تهديفي على طريقة الفرنسي ترزيغيه، رغم أن اليوفي تحت قيادة ديل نيري كان يتجه لا محالة نحو الانجراف. ثم جاءت مرحلة تأكيد الثقة في ماتري خلال الشهور الأولى لحقبة أنطونيو كونتي وسلسلة من الأهداف المهمة التي أحرزها اللاعب، مما منح اليوفي مجددا الروح التنافسية والقناعة. وفي النهاية، كان الانهيار الذي ظل بلا تفسير من الناحية الفنية، لأن أليساندرو مهاجم بارع للغاية وحديث (يجيد اللعب كمهاجم صريح أو رأس حربة ثان ويفتح المساحات داخل الملعب ويركض كثيرا)، فضلا عن أنه محترف. ولكن حصيلته عن عام 2012 حتى عصر يوم الجمعة الماضي، كانت غير معقولة: مجرد خمسة أهداف، من بينها هدف واحد فحسب خلال الفترة من 26 سبتمبر (أيلول) وحتى 20 ديسمبر (كانون الأول). ثم منح بابا نويل نظرة إلى خطاب ماتري وقرر أن تصل هدية أعياد الميلاد إلى هذا اللاعب مبكرا. هذا القدر غريب، مع إصابة ميركو فوتسينيتش وبيندتنر، الغائب منذ فترة عن الملاعب، تم تفضيل كوالياريلا وجيوفينكو على أليساندرو ماتري. ولكن بعد ذلك، تقدم فريق كالياري بهدف، ولعب فابيو كوالياريلا بشكل سيئ وقرر كونتي استبداله بأليساندرو. ومقارنة بالعروض الأخرى التي قدمها اللاعب من قبل، كان يبدو أن ماتري أكثر حرصا على الكرة: تأثير رائع على المباراة، وتحركات جيدة، وتسديدات على المرمى، وإحراز الأهداف التي أكدت حالة المهاجم الجيدة، متابعة ممتازة لدفعة أغاتسي القصيرة لتصويبة فوتسينيتش، ثم تسديدة في المرمى بعد خطأ نيني. إذن، ثنائية جديرة بهداف حقيقي. لقد احتفل ماتري بتلك الثنائية بسعادة وغضب، وأظهر إلى الجماهير الاسم المكتوب على قميصه.

بعد الاستحمام وعقب نهاية المباراة، توجه ماتري إلى منزل والديه، الذي يبعد بقليل عن سانت أنجيلو لوديجيانو حيث ولد المهاجم. سيمضى ماتري عطلة أعياد الميلاد مع ذويه، وهو أمر له قيمته بالنسبة إلى اللاعب وكذلك بالنسبة إلى خطيبته فيديريكا نارجي التي ظلت مع العائلة في روما. ثم سيحصل الاثنان على إجازة قصيرة في انتظار استئناف تدريبات اليوفي والمقرر لها صباح يوم 28 ديسمبر الحالي. وفي ذلك اليوم، من المحتمل أن يستعيد ماتري بسمة الأيام الرائعة. فمن الممكن أن تكون مباراة كالياري قد غيرت حقا تاريخ اللاعب، لأن ماتري كان في حاجة إلى الشعور مجددا بأهميته كمهاجم. إن تطبيق مبدأ تناوب الأدوار في قطاع هجوم اليوفي، الذي يدعمه كونتي، يهضمه أليساندرو بصعوبة لأنه شاب حساس (طيب للغاية، كما يقول رفاقه عنه)، والخوف من الفشل ذات مرة من الممكن أن يقيده سلبيا. يروق إلى ماتري خوض ثلاثة لقاءات إلى أربعة متتالية حتى يتمكن من إظهار قيمته بهدوء دون الخوف من كابوس الاستبدال أو الجلوس على مقاعد البدلاء. ولكن أمام كالياري في الجولة الماضية، استعاد أليساندرو متعة الشعور بكونه لاعبا حاسما وأدرك أن أحيانا خوض نصف ساعة من عمر المباراة قد يكون أكثر أهمية من لعب لقاء كامل. والفضل في ذلك لا يرجع إلى بابا نويل.

وفي إطار متصل، صرح مدافع اليوفي الدولي ليوناردو بونوتشي مؤخرا بأن الزج باسمه في فضيحة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات - قد زاده قوة وإصرارا، غير أنه لا يحمل مشاعر انتقامية تجاه أحد: «ولكن، من الواضح أن هذه الحادثة المحزنة منحتني شيئا إضافيا، حولته أنا داخل الملعب. الآن، أعلم أيضا من ينبغي لي أن أثق بهم، وأصبحت أكثر قناعة بالقيم المهمة التي أمتلكها. لقد كانت هذه الحادثة قصة لا تصدق، ولكنني كنت دائما على قناعة ببراءتي، ولحسن الحظ المحكمة الرياضية أكدت ذلك». في مثل هذه المواقف، إما أن يخرج الشخص أكثر قوة بشكل مخيف أو أن ينهار لدرجة لا تجعله قادرا على الوقوف مجددا. وقد عاش المدافع القوي حادثة اتهامه في فضيحة المراهنات بالرغبة في الخروج من هذا الموقف أكثر قوة من كل شيء ومن الجميع. وكان له ما أراد.

وقد تولى دعم المدرب كونتي والفريق العاشق للانتصارات باقي المهمة: «بالتأكيد. تلك هي روح الفريق، لا يتم التفكير في الفوز بالدوري المحلي أو دوري الأبطال، بل التفكير في الفوز. وأنا أرغب في الفوز بكل شيء. فريقنا قوي، ومن المؤكد أن عودة كونتي إلى مقعده كانت مهمة. إنه حقا قيمة إضافية في الفريق. وقد ظل أيضا تقليد الحديث عن كل لاعب قبل الدخول إلى الملعب في كل مباراة. إنها شعيرة مستمرة، ومن الرائع أن يكون الأمر كذلك».

وبشأن اليوفي، فقد أوضح بونوتشي أن المدرب بعد الشوط الأول غير المقنع أمام كالياري لم يقم كما تخيل البعض بالصراخ في وجه اللاعبين خلال الاستراحة: «بل ببساطة، أخبرنا بالأشياء التي يريدها بشكل مباشر للغاية. ونحن توجهنا إلى لعب الجزء الأكثر أهمية من المباراة بالرغبة في قلب النتيجة. لقد كان كالياري بارعا في غلق المساحات على الأجناب. سر قوة اليوفي في إيمانه بقدرته على الفوز حتى اللحظة الأخيرة. مع الفوز بالدرع زاد الوعي لدينا، ونعلم الآن أننا عدنا إلى المكان الذي يجعل بوسعنا المنافسة أوروبيا مع أي فريق. هدفي في عام 2013 هو تكرار ما حدث في عام 2012 وأن أرفع إلى السماء بعض الكؤوس». وحتى الآن، يبدو رفع الدرع الإيطالية مؤكدا.