دي روسي: أعشق روما.. واللعب في مكان آخر سيكون مأساة

لاعب الوسط الدولي بدد شائعات احتمال رحيله عن نادي العاصمة

TT

«جنس نادر»، تلك هي التسمية التي قدمت بها جريدة «نيويورك تايمز» لاعب وسط روما دانييلي دي روسي: «لاعب أمضى كل مسيرته الكروية في نادي المدينة التي ولد بها». ودانييلي دي روسي يحرص بشدة على هذه التسمية، لدرجة أنه بدد الساحة (على الأقل حتى الآن) من شائعات سوق الانتقالات الشتوية التي تخصه خلال لقاء صحافي أجراه مع الجريدة اليومية الأميركية، حيث صرح لاعب الوسط الدولي قائلا: «بالوتا رئيس النادي كان واضحا، وصرح بأنني لست على قائمة سوق انتقالات نادي روما، وأن بطاقتي ليست معروضة للبيع. أنا ما زالت أعشق نادي روما وفريقه الكروي، وكل ما أحرص عليه موجود هنا. سيكون الأمر صعبا للغاية في أي مكان آخر، لقد عشت تاريخي الكروي في هذا النادي، والتغيير سيكون بمثابة حدث درامي لي، مأساة كبيرة. من أجل هذا أيضا أرغب في البقاء مع الفريق».

وكانت هذه هي الكلمات التي تنتظرها منذ زمن جماهير نادي روما من لاعب الوسط دي روسي. بعد بداية مضطربة هذا الموسم، فضل القائد المستقبلي لفريق روما في الواقع أن يصمت تجنبا لحدوث أي جدل إضافي. ولكن نظرا لأن حالات سوء الفهم مع المدرب التشيكي زيدنك زيمان كانت تتزايد، أخذت أيضا شائعات سوق الانتقالات في التزايد، مع ترقب من جانب أندية باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي. وقد عقب دي روسي على هذا الأمر خلال حواره الصحافي مع التايمز قائلا: «إنها شائعات وصلت إلى مسامعي أيضا، ولكني متأكد أن مستقبلي سيكون طيبا بغض النظر عن المكان الذي سألعب فيه. إذا كانت هناك بعض الأندية ترغب في ضمي حقا فعلى مسؤوليها أن يتحدثوا مع وكيل أعمالي. أنا لم أفكر مطلقا حقا في الانتقال إلى مكان آخر، رغم أنني ما زالت شابا ولدي 29 عاما وقد يروق لي يوما ما خوض تجربة احترافية في الولايات المتحدة، وقد تحدثت بهذا الصدد كثيرا مع زميلي في الفريق برادلي. ولكن ليس كل اللاعبين لديهم تاريخ مع هذا النادي. البعض بإمكانه تغير المدينة والبلد والفريق حتى وهو في سن صغيرة، بالنسبة إليهم هذا الأمر عادي. أما أنا، فعلى العكس، هذه ليست طريقة حياتي العملية. روما بيتي وقد ولدت هنا. إنه نادٍ كبير، ومن المحفز لي التفكير بالبقاء هنا».

إذن ليس هناك باريس ولا مدريد، ولا حتى مانشستر سيتي الذي لم يكن مطلقا في تفكير دي روسي. وهكذا بينما اللاعب الشاب ماركو فيراتي يحلم بانتقال دانييلي إلى فرنسا («دي روسي شخص رائع، سواء على الجانب الإنساني أو كلاعب. أتمنى أن يحاول باريس سان جيرمان ضمه، رغم أن نادي روما لن يتخلى عنه بسهولة. أنا؟ سأظل بالتأكيد في باريس»). ولكن دانييلي، لو تعين عليه الرحيل عن روما، سيفكر في أميركا حيث سيوجد هو ورفاقه بالفريق في جولة خلال الفترة من 28 ديسمبر (كانون الأول) وحتى الثالث من شهر يناير (كانون الثاني): «الولايات المتحدة تروق لي بجنون، أنا أعشقها، وقد ذهبت إلى هناك مرات كثيرة خلال الإجازات: غالبا ما أذهب إلى نيويورك وكذلك أيضا لاس فيغاس. سيكون من الرائع التدريب هناك خمسة أيام، وسيكون من الممتع أيضا الاستمتاع مع ابنتي وخطيبتي». بالفعل، إنها الممثلة سارا فيلبيرباوم التي لها أب أميركي وأم إنجليزية. ولكن الولايات المتحدة الأميركية تعني أيضا جاميز بالوتا، الرئيس الحالي لنادي روما: «من قبل كانت هناك عائلة سينسي التي أنفقت حياتها كلها من أجل نادي روما. والآن تغير كل شيء: العائلة المالكة للنادي والمدربون واللاعبون. ولكن هناك نفس الرغبة في إدارة النادي بشكل جيد والعمل بشغف. الإدارة الجديدة لديها مشروع طويل المدى. الهدف هو حمل النادي إلى الفوز بشيء مهم».

ولكن في غضون ذلك تغير عالم دانييلي دي روسي بعد التهاني التي استقبلها مؤخرا من جانب مدرب الفريق زيمان عقب مباراة الميلان: «أخيرا لعب دي روسي مباراة تليق به، لو استمر على هذا الأداء سيكون من الصعب رؤيته مرة أخرى جالسا على مقاعد البدلاء». وبهذا الصدد أضاف دانييلي: «حتى الآن وجدت صعوبة في إيجاد المساحة التي كنت معتادا عليها. الآن علي فحسب العمل بجد وأن أكون محترفا. وأنا على ثقة أنني قريبا سأعود لكسب مزيد من المساحة».

ثم اختتم لاعب وسط روما حديثه مع الجريدة الأميركية بالحديث عن العنصرية والأحداث الأخيرة التي شهدتها مباراة لاتسيو – توتنهام في بطولة الدوري الأوروبي: «أتحدث دائما مع رفاقي، الموجودون في بلاد أخرى، ويقولون لي إنهم يشعرون باختلاف كبير بين كرة القدم الموجودة في روما وتلك التي يتم لعبها في أي مكان آخر. ولكني أعتقد أن جزءا صغيرا من جماهير روما ولاتسيو هم الذين يفعلون ذلك، وهذه على أية حال مشكلة كرة القدم الإيطالية بوجه عام. يكفي القليل لنبقى جميعا بحال أفضل».

وبعد مباراة الميلان بات حال دانييلي أفضل بالفعل، وهذه المرة سيكون عيد الميلاد رائعا حقا بالنسبة إليه.