لامبارد يحزم حقائبه استعدادا لمغادرة تشيلسي

الجمهور ينادي باسمه ويرى أنه من غير اللائق أن تنهي الإدارة مسيرته بهذه الطريقة

TT

عندما قام النجم الإنجليزي فرانك لامبارد بتحية الجمهور في ملعب «ستامفورد بريدج» أثناء تغييره يوم الأحد الماضي في مباراة فريقه أمام استون فيلا، لم يكن يدرك كثيرون أن هذه هي بداية النهاية لمسيرة أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الفريق الأزرق «البلوز» بعدما أخبر بالفعل بأن مسيرته مع الفريق قد انتهت وأنه يمكنه تحزيم حقائبه والرحيل عن النادي.

قدم لامبارد أداء رائعا في مباراة الفريق أمام استون فيلا، مؤكدا للجميع أنه قادر على الاستمرار ولا يرغب في الرحيل، رافعا رصيده من المشاركات في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى 500 مباراة، ليثبت أنه ما زال قادرا على العطاء. وكان هدف قائد تشيلسي الهدف في مرمى استون فيلا هو رقم 130 للامبارد مع الفريق ليصبح الهداف التاريخي للنادي في الدوري الإنجليزي الممتاز، متفوقا على نجم الفريق السابق بوبي تامبلينغ الذي أحرز 129 هدفا.

لقد أثبت لامبارد، 34 عاما، أنه ما زال قادرا على قيادة البلوز لتحقيق الفوز، وهو ما جعل الجمهور يهتف: «جددوا التعاقد معه، جددوا التعاقد معه»، في رسالة واضحة لمالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش بأنهم لا يريدون رحيل لاعب خط الوسط المخضرم عن تشيلسي.

وفي مقابلة تلفزيونية طلب من لامبارد أن يقدم جائزة أفضل لاعب في المباراة لزميله في الفريق ديفيد لويز، ورد النجم الإنجليزي الكبير وهو يضحك قائلا: «لن أحصل على أي جائزة مثل هذه بعد الآن، أليس كذلك؟». في الحقيقة، كانت هذه بمثابة إشارة واضحة تماما على مستقبله في ستامفورد بريدج، وهو ما يعني أنه لم يعد مطلوبا في هذا النادي، بغض النظر عن الأداء القوي الذي قدمه والأهداف الحاسمة التي سجلها وقيادته الفريق نحو الانتصارات ومنصات التتويج.

ولا يسعى النادي للاحتفاظ بخدماته حتى الصيف القادم، ولكنه على استعداد للتخلي عنه خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، وهو ما يعد شيئا مخجلا في حقيقية الأمر.

وقد لمح المدير الفني المؤقت لتشيلسي رفائيل بينيتيز قبل بضعة أسابيع إلى إمكانية رحيل لامبارد وأشلي كول عن الفريق، ولكن هذا يجعلنا نتساءل عما إذا كان بينيتيز يفهم كيف تسير الأمور داخل النادي أم لا، ولا سيما أنه مدير فني مؤقت! وقد تراجع المدير الفني الإسباني بعد ذلك وأشار إلى أنه ليس متأكدا مما سيحدث. وقبل مباراة الفريق الأخيرة أمام استون فيلا تحدى بينيتيز لامبارد لإثبات ما إذا كان يستحق البقاء بين جدران الناي أم لا، وقد أثبت لامبارد ذلك بالفعل، ولكن يعتقد أن القرار قد اتخذ بالفعل وأنه كان يضيع وقته لا أكثر.

لقد دافع لامبارد عن قميص تشيلسي في 575 مباراة وسجل 190 هدفا وحمل شارة قيادة الفريق في أعظم يوم في تاريخه عندما حمل كأس دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه في التاسع عشر من مايو (أيار) من العام الحالي. ولا يقتصر سجل لامبارد الحافل على ذلك، ولكنه حصل مع الفريق على ثلاثة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز وأربعة ألقاب لكأس الاتحاد الإنجليزي ولقبين لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، طيلة 11 عاما بين جدران هذا النادي.

لقد حان الوقت للاعبين الجدد للدفاع عن قميص تشيلسي، وسوف يرحل لامبارد إلى مكان آخر. وقال صديق مقرب من النجم الإنجليزي المخضرم: «كان فرانك متأثرا بشدة خلال مباراة استون فيلا، وخصوصا عندما هتف الجمهور قائلا: (جددوا التعاقد معه، جددوا التعاقد معه). كان هذا التشجيع يعني الكثير والكثير بالنسبة له، وهذا هو ما جعله يقدم لهم التحية وهو يغادر المستطيل الأخضر، ولأنه يعلم أنها قد تكون هذه آخر مباراة له في ستامفورد بريدج (لعب أمس 14 دقيقة كبديل أمام نوريتش خارج ملعبه). لقد قدم لامبارد أداء بطوليا لا يقل عن أدائه الرائع عندما كان في أوج تألقه ومجده مع تشيلسي، وكان يشعر أنه في كامل لياقته وقوته».

وأضاف صديق لامبارد: «إنه ليس مستعدا للرحيل عن النادي وأن يضع حدا للأيام الرائعة التي قضاها بين جدرانه، ولكن النادي له رأي آخر. في الواقع، كان لامبارد، وسيظل دائما، سفيرا فوق العادة لتشيلسي ولكرة القدم الإنجليزية. إنه يملك كل المقومات والإمكانيات التي يجب توافرها في أي لاعب خط وسط من الطراز العالمي، ولا يمكن عد ما قدمه لامبارد لتشيلسي، ولكن معاملته بهذه الطريقة جعلته يشعر بغصة في حلقه. لا يعرف لامبارد لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد. في الحقيقة، لن يجد النادي لاعبا مخلصا ومتفانيا مثله، فهو يعشق تشيلسي عشقا لا مثيل له».

وستكون المباراة القادمة لتشيلسي على ملعبه أمام نادي كوينز بارك رينجرز في الثاني من يناير (كانون الثاني)، وهو النادي الذي أعرب عن اهتمامه بالحصول على خدمات لامبارد. وسيبذل المدير الفني لنادي كوينز بارك رينجرز هاري ريدناب، الذي تربطه صلة قرابة بلامبارد، قصارى جهده للتعاقد معه.

وعقب نهاية مباراة استون فيلا، قال لامبارد: «إنه يوم استثنائي بالنسبة لي، وهذه الأرقام تعني الكثير. أنا محظوظ للغاية لأنني شاركت في هذا العدد من المباريات مع هذا النادي العظيم بفضل كل المديرين الفنيين الذي لعبت تحت قيادتهم وزملائي في الفريق. إنه لشيء رائع أن يتم استقبالي بهذا الشكل من قبل الجمهور، لأن الجمهور هو النادي في حقيقة الأمر. عقدي لم ينتهِ بعد مع الفريق، وأنا أحب اللعب هنا، كما يعرف الجميع. ما زال لدي الكثير والكثير وسوف أظهر ذلك. أنا هنا فقط من أجل لعب كرة القدم وإظهار ما يمكنني القيام به».

وخلاصة القول، يتعين على تشيلسي أن يدرك أن استغناءه عن لامبارد بهذا الشكل يعد حماقة لا مثيل لها.