الأهلي والشباب.. معركة «الحسابات الخاصة» والظروف المتباينة

الفتح ينشد مواصلة الصدارة بنقاط الشعلة.. والتعاون أمام الاتفاق في دوري زين

TT

تعود عجلة دوري زين السعودي للمحترفين للدوران مجددا بعد توقف دام نحو أسبوعين بسبب إقامة الأدوار الأولى من منافسات كأس ولي العهد، حيث ستجري اليوم ثلاث مواجهات ضمن الجولة الـ16، وستشهد مباراة قمة بين الأهلي والشباب عند الـ7:45 على ملعب مدينة الملك عبد العزيز في الشرائع بمكة المكرمة، وتسبق تلك المواجهة مباراتان يلتقي خلالها المتصدر فريق الفتح أمام نظيره الشعلة في تمام الثالثة عصرا على ملعب الأمير عبد الله بن جلوي في الأحساء، وفي توقيت مشابه يستضيف التعاون منافسه الاتفاق على ملعب الملك عبد العزيز في بريدة.

ويتطلع كل من الأهلي والشباب إلى تحقيق النقاط الثلاث، خصوصا أن مستوياتهما ونتائجهما في الفترة الأخيرة لم ترقَ إلى المستوى المطلوب ولم ترضِ طموح أنصارهما، ما يجعل الفوز مطلبا لكلا الفريقين اللذين تعادلا في الدور الأول بهدفين لكل منهما، والأهلي المستضيف يدخل المباراة وهو في المركز السابع برصيد 19 نقطة، ويعيش حاليا تخبطا فنيا غير مسبوق، ما جعل بعض الأصوات تنادي برحيل المدرب التشيكي غاروليم، خصوصا بعد الخسارة أمام النصر في كأس ولي العهد، ويتوقع أن تكون المباراة مفصلية، وقد تحدد نتيجتها مصير المدرب سواء بالاستمرار أو الإقالة، أما الشباب فيدخل المباراة وهو في المركز الثالث برصيد 32 نقطة، وخرج مؤخرا من الدور الأول في مسابقة كأس ولي العهد، ويأمل في استعادة توازنه والمحافظة على مركزه، وربما التقدم للمرتبة الثانية لو تعثر الهلال. وقام المدرب البلجيكي ميشال برودوم بمعالجة الأخطاء الدفاعية خلال الفترة الماضية أملا في إيجاد الاستقرار للخط الخلفي الذي يعتبر من أضعف خطوط الفريق، بينما يسعى الفتح لمواصلة صدارته عندما يستضيف الشعلة في الأحساء، حيث يخوض المباراة منتشيا بفوزه الأخير على الهلال «2 / 1»، ومن قبله التعادل مع النصر حيث رفع رصيد إلى 36 نقطة، أما الشعلة فيحتل المركز العاشر برصيد 14 نقطة، في حين يستضيف التعاون صاحب المركز الحادي عشر وله 13 نقطة الاتفاق الذي يحتل المركز الخامس بنقاطه الـ25. وفي ما يتعلق بالجوانب الفنية لمواجهات اليوم الثلاث، بين تركي السلطان أهمية كل مباراة على حدة لدى طرفيها المتنافسين، وتوقع عطفا على ذلك النتائج المحتملة لتلك المباريات، كما خاض في التفاصيل الفنية الأخرى خلال قراءته الفنية التالية لـ«الشرق الأوسط».

* الأهلي × الشباب

* المباراة تهم الشباب بنسبة كبيرة للمنافسة على لقب الدوري، بينما سيدخل الأهلي تلك المواجهة في حالة فنية غير مستقرة نتج عنها سخط معلن لدى الجهاز الإداري في النادي تجاه المدرب التشيكي غاروليم، وباعتقادي أن للاعبين دورا فعالا في تذبذب مستويات الفريق خلال الفترة اليسيرة الماضية، نظرا إلى ثبات العنصر في القائمة الأساسية لدى الفريق الذي حقق بطولتين في العامين الماضيين ووصل إلى نهائي دوري أبطال آسيا. وبظني كان بوسعهم تجاوز الجزء الأكبر من الانتكاس الذي يعاني منه الفريق، مع بقاء مسؤولية المدرب تجاه الأخطاء الفنية الأخرى. وفي ما يخص المقومات الفنية لدى الفريقين، فكلاهما مرشح للكسب عطفا على الإمكانات الفردية، ولكن الحوافز تميل لمصلحة حامل اللقب الذي لا تزال فرصته قوية في الحفاظ على لقبه، وبالتالي الشباب يعد الأكثر جاهزية من الناحية الفنية والمعنوية، والفريقان يعانيان من الضعف الفني في بعض المراكز، ولكن مشكلات الأهلي أكبر في ذلك الجانب، فالشباب يشكي من خط الدفاع، إضافة إلى الارتكاز الدفاعي، وذلك خلاف المستوى غير الثابت لحارس الفريق وليد عبد الله، وفي بعض مباريات الدوري يتضح أن برودوم يكابر في اللعب المفتوح. ولقد استشفيت من تصريحاته تعمده ذلك الأمر حين يشدد بقدرته على التسجيل في مرمى أي فريق، وذلك صحيح، لكنه قد ينسى أن الفرق الأخرى تستطيع التعامل معه بالمثل، وذلك ما يؤكده الـ24 هدفا التي ولجت مرماه بعد مرور 15 جولة فقط، لذا هناك خلل في التركيبة الدفاعية لم توجد لها الحلول بعد، وبرأيي فإن تجربة الحارس البديل في الشباب أجدى من الاستمرار بالحارس وليد عبد الله، فمن المؤكد أن يكون أفضل من الناحية المعنوية، أما على المستوى الهجومي فالفريق ليس لديه أدنى إشكال في ذلك الخط المتقدم، فتيجالي يسجل وكذلك الشمراني يصل إلى مرمى المنافسين.

في المقابل، مشكلة الأهلي هي تواضع مستواه في المجمل العام بعد فراغه من البطولة الآسيوية، ويحتاج إلى العودة في وقت ضيق، لذلك ففرصته في المنافسة على بطولة الموسم الحالي ضعيفة للغاية، حتى الخط الهجومي فقد قدرته الهائلة في التسجيل، وغاب الثنائي سيموس والحوسني عن التسجيل أمام الفرق الكبيرة باستثناء مباراتهم أمام الاتحاد، وبالانتقال إلى نمط لعب الفريقين، سنجد الأهلي ثابتا في اللعب بطريقة «4 - 4 - 2»، أما الشباب فإنه يتنقل في اللعب بطريقتي «4 - 4 - 2» و«4 - 5 - 1» مع اختلاف المهام والواجبات، وبنظري أن الفريقين لن يتضررا من غياب المدافعين نايف القاضي من الشباب وكامل الموسى من الأهلي بداعي الإيقاف، لأن بوجودهما كانت المشكلات الدفاعية واضحة، وهناك مواجهات لم يخضها كامل الموسى مع الأهلي بسبب إصابته، ولم يتأثر الفريق بذلك الغياب مع وجود بالومينو وعقيل بلغيث، أما الشباب فلديه سياف البيشي الذي سيحل مكان القاضي، وأعتقد أن المباراة ستكون قوية وسيكسوها الحماس على خلفية التنافس الذي تشهده مواجهات الفريقين، وستحظى المواجهة أيضا بالإثارة ولكنها لا تعد بالمتعة الفنية.

* الفتح × الشعلة بحكم الفارق الفني بين الفريقين وكذلك الفارق النقطي، فالمباراة تميل لمصلحة الفتح الذي سيواجه فريق الشعلة الذي يملك عناصر متميزة ولديه لاعبون مؤثرون كمحور الارتكاز لاسانا، إضافة إلى لاعب الوسط برج معوضة والمهاجم حسن الطير، لكن الفتح يفوقه في القدرات الجماعية وكذلك الفردية، ولن تؤثر على المتصدر تلك الهزة التي تعرض لها في كأس ولي العهد بعد خسارته أمام الهلال، ففرق بإمكانات أعلى من الفتح تعرضت لسقطات شبيهة، ويضم نخبة من اللاعبين السعوديين أمثال ربيع سفياني وحسين المقهوي وحمدان الحمدان وبدر النخلي وعبد الله العويشير، إضافة إلى البرازيلي إلتون والكونغولي دوريس سالومو والسنغالي كيمو سيكوكو والأردني شادي أبوهشهش.

* التعاون × الاتفاق

* أصحاب الأرض قدموا مستويات جيدة في بعض المباريات، ولكنهم ظهروا بمستويات سيئة في المواجهات الأخرى، وكذلك حال ضيفه الاتفاق المتقلب في نتائجه، والفريق الضيف أفضل من حيث العناصر والأداء الجماعي، وكذلك على مستوى اللاعب الأجنبي كسانتوس وجونيور وكانو، كما يتفوق الاتفاق في اللاعب البديل كحمد الحمد وزامل السليم.