رفض خليل شويعر، النجم التاريخي لمنتخب البحرين، المطالبات بإلغاء دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم الممتدة لنحو 4 عقود مضت، مشيرا إلى أنها هي من أوصلت منتخبات الكويت والعراق والإمارات والسعودية لنهائيات كأس العالم، حيث تعد مرحلة إعداد قوية لكافة المنتخبات الخليجية قبل أي معترك خارجي، مبينا أن إقامة البطولة المقبلة في البحرين ستضاعف من حماسهم للظفر باللقب الخليجي الأول بالنسبة لهم، كاشفا عن أن الخطأ التحكيمي الذي حدث في نهائي الخليج عام 1982 حرمهم من معانقة الذهب ليكتفوا بالوصافة، مستعرضا الأهداف التي أحرزها في البطولات السابقة.
وشدد على أن مدرب البحرين الأرجنتيني كالديرون يمتلك كافة الإمكانات لتحقيق البطولة، موضحا أن الملاعب الخليجية أنتجت الكثير من اللاعبين المميزين، مشيدا بتجربة الحارس العماني علي الحبسي في الدوري الإنجليزي، معتبرا ذلك مفخرة لكافة أبناء المنطقة الخليجية.
* بطولات الخليج تحمل الكثير من الذكريات والمواقف، حدثنا عن بعض منها؟
- المواقف كثيرة وحافلة بالذكريات الجميلة، وأتذكر حاليا موقفا حدث لي في بطولة الخليج الرابعة عام 1976 التي أقيمت في قطر، حيث كانت أول بطولة خليجية أشارك فيها، وأحسست وقتها أني غريب على بطولات الخليج، وخصوصا في ظل وجود لاعبين شاركوا في البطولات السابقة، وكانت خبرتهم أكبر مني بكثير، ولم أكن أشعر بالمسؤولية بوجودي معهم فقد كنت أحب أن أقدم ما لدي، وأحرص على الاستماع وتنفيذ ما يطلب منهم، ولله الحمد قدمت في البطولة مستويات جيدة، وسجلت هدفا في مرمى المنتخب الكويتي.
وللأمانة، تلك البطولة كانت نقطة التحول الرئيسة لبطولات الخليج، وذلك بسبب الطفرة التي حفلت بها، فهي أول بطولة تقام على ملاعب مزروعة، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية غير المسبوقة في ذلك الوقت، كما أنها شهدت بروز الكثير من النجوم كجاسم يعقوب وفيصل الدخيل من الكويت، ومنصور مفتاح من قطر، وأحمد صبحي من العراق، وحارس مرمى منتخب البحرين حمود سلطان الذي حقق جائزة أفضل حارس في هذه البطولة.
* بلا شك، هناك حدث يظل خالدا في الذاكرة، فما الموقف الذي لا يزال عالقا في ذاكرتك؟
- في بطولة الخليج الخامسة التي أقيمت في الإمارات عام 1982، حققنا المركز الثاني وكنا نستحق الفوز باللقب، إلا أن خطأ تحكيميا سلبها منا في مباراتنا أمام المنتخب الكويتي، فقد نجحنا في تسجيل هدف في مرمى الكويت، لكن الحكم ألغاه بداعي أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، وهذا الأمر غير صحيح، فالكرة كانت قد تجاوزت الخط كما أوضحت لنا أشرطة الفيديو بعد نهاية المباراة. ولو كان قد تم احتساب الهدف الملغى لكانت البطولة من نصيبنا، ومع ذلك فإن المركز الثاني الذي حققناه كان الأفضل لنا خلال دورات الخليج.
* رصيدك التهديفي حافل في بطولات الخليج، ما المنتخبات التي تمكنت من هز شباكها؟
- في كاس الخليج 1976، سجلت هدفا في مرمى منتخب الكويت، وكان أول أهدافي في دورات الخليج، وفي بطولة عام 1979 سجلت ثلاثة أهداف في مرمى الإمارات وعمان وقطر. وفي كأس 1982، سجلت هدفا واحدا في مرمى منتخب الإمارات، وفي بطولة 1984 أحرزت هدفين في مرمى عمان والإمارات، وما يحزنني جدا أنني في بطولات الخليج التي شاركت فيها لم أتمكن من التسجيل في مرمى منتخب كبير وعملاق كالمنتخب السعودي، فقد كنت أتمنى أن أسجل في مرماهم.
* المنتخب البحريني لم يتمكن من تحقيق بطولة الخليج حتى الآن، ما الأسباب التي أعاقت وصولكم للقب؟
- المنتخب البحريني يعمل كثيرا من أجل تحقيقها طوال السنوات الماضية، وهذه البطولة حلم كل مشجع بحريني منذ سنوات طويلة، وقد تكون المواهب التي برزت والإمكانات المادية والملاعب لدى غيرنا في السابق عاملا مهما لتفوقهم، ولكن المهم حاليا أن المنتخب البحريني بات منتخبا يصنف مع المنتخبات القوية، وبإذن الله نتمكن من تحقيق البطولة في عهدها الحالي لكي لا نظل الوحيدين الذين لم يحققوا اللقب بجانب المنتخب اليمني الذي يعتبر جديدا على بطولات الخليج، وأعتقد أن الفرصة متاحة للاعبي الأحمر لتحقيقها بشكل كبير في (خليجي 21)..
* كشفت عن عدد من العوامل التي لم تكن متوافرة في السابق لدى المنتخب البحريني، لكن هل هي متوافرة في الوقت الحالي؟
- شخصيا، أتمنى ذلك، فنحن نتميز بعاملي الأرض والجمهور، بالإضافة إلى أن لدينا منتخبا قويا يجمع بين لاعبي الخبرة والشباب، كما أن بصمات المدرب الأرجنتيني كالديرون بدأت في الظهور من خلال المباريات الأخيرة، وكما قلت لك لا نرغب في أن نكون المنتخب الوحيد الذي لم يحقق البطولة من المنتخبات التي شاركته في المسابقة منذ نسختها الأولى، خاصة مع تحقيق الإمارات وعمان لها في السنوات الأخيرة، وهذا الأمر سيشكل ضغطا كبيرا علينا، لكنني متفائل بأن (خليجي 21) ستكون لصالح المنتخب البحريني.
* تدور شكوك حول إمكانية تحقيق المدرب الأرجنتيني كالديرون البطولة مع المنتخب البحريني، كيف ترى الموقف؟
- كالديرون مدرب قدير ومعروف على مستوى المنطقة الخليجية إن لم يكن على مستوى القارة الآسيوية، وقد شاهدناه يقدم عملا رائعا مع المنتخب السعودي الأول وكذلك مع الهلال والاتحاد، كما أنه قدم عملا مميزا مع المنتخب العماني أثناء إشرافه عليه، وأعتقد أن لمساته بدأت تظهر بشكل كبير على المنتخب البحريني خلال الفترة الماضية، وعندما نصفه بالمدرب المتميز فذلك لكونه قادرا على تقديم وجوه شابة تظهر بمستوى مميز كما شاهدنا مؤخرا في بطولة غرب آسيا التي أقيمت بالكويت.
* دورات الخليج شهدت مرور عمالقة من اللاعبين، من الأفضل بنظرك؟
- هناك لاعبون كثيرون لا يمكنني أن أذكرهم جميعا، ولكن على سبيل المثال، في حراسة المرمى حمود سلطان، والشقيقان عبد الله ومحمد الدعيع، وعلي الحبسي، وكذلك في مختلف المراكز نجد ماجد عبد الله كأحد أبرز اللاعبين ومثله جاسم يعقوب، وعبد العزيز العنبري، ومنصور مفتاح، وفهد خميس، وصالح النعيمة، ويوسف الثنيان، وسامي الجابر، وعدنان الطلياني، وزهير بخيت، وفؤاد بوشقر، وحسين سعيد، وفهد خميس، وسالم مروان، وغيرهم كثيرون تألقوا وبرزوا في بطولات الخليج.
* ذكرت من الأسماء الحارس العماني علي الحبسي أبرز محترف من كافة دول الخليج، حيث يقضي عدة سنوات في الدوري الإنجليزي، كيف ترى تجربته هناك؟
- علي الحبسي هو اللاعب الوحيد الموجود بقوة في الاحتراف الخارجي، فنحن لا نتحدث عن سنة أو سنتين، بل نتحدث عن قرابة الـ6 سنوات يقضيها في أقوى دوري في العالم، فهو لعب لبولتون ثم انتقل إلى ويغان، وفي الدوري الإنجليزي نجد الأندية متقاربة ويمكنها تحقيق نتائج قوية على عكس البطولات الأخرى، ففي إسبانيا مثلا لا نستطيع أن نقارن دوريها بالإنجليزي لأن دوريها قائم على فريقين فقط هما ريال مدريد وبرشلونة، والأمر مقارب لذلك في الدوري الإيطالي، وبكل صراحة وجود الحبسي في الدوري الإنجليزي مصدر فخر وشرف لكل أبناء المنطقة، فهو خير من مثل الخليج على مستوى الأندية العالمية.
* كثيرا ما نسمع أن مستوى المنتخبات في بطولات الخليج تراجع كثيرا، ما رأيك في مثل هذه الأقاويل؟
- طبيعي جدا أن يحدث أي تراجع في كرة القدم، وهذا يحصل حتى عالميا، فالبرازيل صاحبة الخمسة ألقاب ليست كالسابق، وإيطاليا صاحبة الأربعة ألقاب انقطعت فترة طويلة قبل أن تحقق لقبها الرابع في كأس العالم 2006. وما يميز كؤوس الخليج أنها دائما ما تشهد العودة القوية للمنتخبات وأكبر دليل على ذلك عودة المنتخب الكويتي القوية في البطولة الأخيرة التي أقيمت باليمن وتمكنه من تحقيق اللقب.
* النقاد الرياضيون واللاعبون غالبا ما يرشحون بعض المنتخبات للتألق، بنظرك من ترشح للوصول إلى دور الأربعة من البطولة؟
- جميع المنتخبات استعدت جيدا للبطولة، ومسألة من يترشح لدور الأربعة صعبة جدا، لأننا لو شاهدنا قائمة المنتخبات نجد قطر وعمان والعراق تشارك حاليا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، كما أن المنتخب الكويتي حامل اللقب لا يمكن التنبؤ به في دورات الخليج، وكذلك المنتخب السعودي الذي وجه رسالة قوية لكافة المنتخبات المشاركة في البطولة من خلال أدائه القوي أمام الأرجنتين أحد أقوى المنتخبات في العالم، ولا ننسى المنتخب الإماراتي الذي يضم بين صفوفه عدد من العناصر الشابة التي ظهرت بقوة في الأولمبياد الأخير، بينما يدخل منتخب البحرين البطولة بكل قوة ولن يفرط في اللقب بحكم أنها على أرضه وبين جماهيره.
* بطولة الخليج تسير حاليا بنظام المجموعتين، في حين كانت في السابق مجموعة واحدة، ما النظام الذي تؤيد تطبيقه في هذه المسابقة؟
- في السابق، كانت البطولة تقام بأربعة منتخبات فقط ومن ثم زادت إلى ستة وحتى وصلت سبعة منتخبات بالنظام القديم، ولكن مع وصول المنتخبات إلى ثمانية بات من الضروري حضور نظام المجموعات للبطولة، فتغير العدد يفرض النظام الحالي لعامل الوقت الذي تقام به المسابقة والذي تتوقف به المنافسات المحلية، وكذلك التكاليف العالية التي قد تحدث لو عادت البطولة لنظامها القديم، والنظام الحالي نظام جيد يزيد من حدة المنافسة نحو التأهل لنصف النهائي، الذي يشهد وجود أفضل المنتخبات، ولهذا فمباريات البطولة في أغلبها قوية منذ بدايتها.
* ظهرت مطالبات بإلغاء دورة الخليج لكثرة المشاركات العربية والآسيوية، ما موقفك من ذلك؟
- هذا السؤال غير مقبول بالنسبة لي، فاستمرار بطولة الخليج أمر مهم لكافة الخليجيين، فهي من أعطتهم القوة الكبيرة لمنتخباتهم وهي الطريق لعودة هذه المنتخبات بشكل قوي، فالتنافس بها مختلف عن أي تنافس آخر، وهي دائما خير إعداد للمنتخبات الخليجية للمشاركة في مختلف البطولات، فالعراق والكويت والسعودية والإمارات وصلت للمشاركة في البطولات العالمية من خلال ما قدموه في هذه البطولة، وكذلك حققت السعودية والكويت اللقب الآسيوي بعد أن تطوروا في هذه المسابقة، باختصار بطولة الخليج وجدت لتبقى.