مارتشيلو ليبي: دروغبا ما زال «وحشا» واليوفي الأقوى في إيطاليا

الإيطالي الخبير سعيد بتجربته الصينية وفخور بطرح اسمه لتدريب ريال مدريد

TT

يحتسي «البروفسور» فنجانا من القهوة أثناء السير، وكل 30 ثانية يضطر إلى مقاطعة حديثنا معه بسبب ظهور صديق يستحق العناق، أو مشجع لفريق يوفنتوس جدير بالتحية، أو صبي يطلب منه التوقيع على الأتوغراف. في مدينة فياريجو الإيطالية يتم التعامل مع مارتشيللو ليبي على أنه مارتشيللو فحسب، أحد أبناء هذه المدينة، وبهذا الصدد يبتسم المدير الفني الخبير قائلا: «أما بالنسبة إلى الصينيين، على العكس، فأنا البروفسور، وقد اعتدت هذه التقاليد».

وفي أحد الفنادق القريبة هناك صحافي فرنسي ينتظر المدرب الإيطالي لإجراء حوار معه بشأن مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشامب، وهنا تخرج من ليبي ضحكة أخرى: «ديديه صرح بأنني بمثابة (والده)، وعليه هم يريدون إجراء مقابلة مع والد ديشامب». وقد انطلق حديثنا مع مدرب فريق غوانغتشو الصيني بذكر المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا، حلم سوق انتقالات الميلان واليوفي. وهنا عاد وجه ليبي إلى الجدية، فليس هناك أحد أفضل منه بإمكانه الحديث عن هذا اللاعب؛ نظرا لأنه التقى دروغبا كخصم في الدوري الصيني، فقال: «ديديه لا يزال وحشا، أحد القادرين على صنع الفارق داخل الملعب. لقد استطاع تسجيل 8 أهداف مع فريقه في الصين خلال 11 مباراة. هو من الناحية الفنية صفقة كبيرة بالتأكيد.

ولكن دروغبا بعد أن فاز وحده تقريبا ببطولة دوري أبطال أوروبا قرر أن يقبل العرض المالي الكبير الذي وصل إليه من الصين. لم يكن الأمر خيارا كرويا أو عاطفيا. لقد كان اختيارا قائما على الأسباب الاقتصادية. ثمة عروض لا يمكن التخلي عنها، فاللاعب يتقاضى 12 مليون يورو صافي في الموسم الواحد، ما يعادل مليون يورو شهريا. من المحتمل أنه كان يتوقع شيئا إضافيا من مغامرته هذه على الجانب الكروي، ولكن فريقه وصل فحسب إلى المركز الثاني عشر محليا. والسؤال الذي يجب على الطليان الإجابة عليه هو هل تعتقدون أن دروغبا سيقبل بتخفيض راتبه إلى النصف من أجل القدوم إلى اللعب في إيطاليا؟ حسنا، لا أثق في ذلك».

* ولكن هل تراه بشكل أفضل بقميص الميلان أم بين صفوف اليوفي؟

- لو حقا باتو وروبينهو في طريقهما للرحيل عن الفريق يمكنني القول بأن دروغبا سيكون بخير في الميلان. ديديه سيكون مفيدا سواء في الدوري المحلي أو دوري الأبطال. هو يلعب أساسيا، والبديل يكون جامباولو باتسيني. وعلى الجانب الأيسر من خط الهجوم ستيفان الشعراوي. وبهذا الصدد، هل تعلمون بمن يذكرني هذا الفتى الصغير؟ ديل بييرو في بداياته. إنه مثل أليساندرو يعشق الانطلاق من على الجانب الأيسر، ويضغط في الوسط، ويبحث دائما عن الهدف. الشعراوي لا يتمتع بعد بمهارة ديل بييرو، ولكنه ينضج كرويا، وعندما ينطلق والكرة بين قدميه يكون أكثر تدميرا وسرعة مقارنة ببطل اليوفي الرائع.

* الشعراوي هو غيض من فيض حقل مواهب كروية في إيطاليا! - وهناك إنسيني وديسترو وماركو فيراتي وغابياديني وفلورينزي. عرض رائع، جميعهم شباب ويشاركون أساسيا مع فرقهم. عندما كان فيرارا مدربا لمنتخب الشباب الإيطالي تحت 21 عاما كان مضطرا للبحث عن لاعبين شباب في دوري الدرجة الثالثة.

* هل ذبح فريق اليوفي البطولة الحالية للدوري الإيطالي مبكرا؟

- هو الفريق الأكثر قوة في البطولة. صحيح أن التاريخ به عودات كبيرة، وهناك فرق نجحت في تعويض تأخرها بـ12 نقطة في الجدول عن المتصدر. ربما العودة إلى المشاركة في بطولة دوري الأبطال في فبراير (شباط) المقبل تخلق بعض المشكلات. ولكن اليوفي هذا مكتمل، وبفضل المدرب أنطونيو كونتي استعاد الفريق حامضه النووي الحقيقي وضراوته التنافسية القديمة. أقرأ هذه الأيام أنه يتم دائما مقارنة هذا اليوفي بفترة قيادتي لفريق السيدة العجوز. ولكن قد يكون من الأفضل مقارنته بيوفنتوس جيوفاني تارباتوني أو فابيو كابيللو: فرق حققت حقبا مليئة بالانتصارات.

* أنطونيو كونتي أوضح أنه بعد تدريب اليوفي سيتجه إلى الخارج أو سيقبل بقيادة أحد المنتخبات! - أعلم ذلك. ومن المحتمل أن يكون لديه حق فيما قال. تدريب اليوفي وتحقيق الفوز معه أمر له قيمة خاصة في إيطاليا. تتذكرون، بعد شهر من الفوز بمونديال 2006 عند دخولي إلى بعض الاستادات كنت أسمعهم يصرخون تجاهي «أحدب، أحدب». رغم أن المنتخب الإيطالي كان قبل أيام قليلة قد وحد البلد بأكمله في احتفال رائع.

* وهل هناك منافس إيطالي لفريق اليوفي الحالي؟

- في اللحظة الحالية هناك الكثير من الفرق التي تتصارع على المركز الثاني والثالث في جدول الدوري.

* دعنا إذن نحلل تلك الفرق واحدا تلو الآخر! - الميلان استأنف الطريق هذا الموسم تقريبا من الصفر، ليس فحسب لأنه فقد خدمات بطلين مثل زلاتان إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا. لقد ودع الفريق أيضا أناسا مثل رينو غاتوزو وسيدورف وفيليبو انزاغي وزامبروتا ونيستا. وهم كانوا يمثلون روح الفريق. ومن الطبيعي أن يحتاج الفريق إلى الوقت لاستعادة التوازن الضروري.

* وماذا عن الإنتر؟

- لقد استيقظت في السادسة صباحا بالصين لمتابعة مباراة اليوفي - الإنتر، لقاء فاز به فريق أندريا ستراماتشوني عن جدارة. ثم ضل الإنتر الطريق بعدها، ولا أعلم الأسباب، ولكن المهارة متوفرة بالفريق.

* وفريق روما؟

- نراه في مباراة يغرد وأخرى يخيب الآمال. ربما لا يزال يتعين عليه استيعاب التجديدات الكثيرة بالفريق. ولكن هناك لاعبا بين صفوف روما يروق لي بجنون: إيريك لاميلا. وينبغي الانتباه أيضا إلى لاعب آخر بالفريق: فلورينزي. بالإضافة إلى ذلك هناك القائد فرانشيسكو توتي.

* توتي أحد أبنائك في كرة القدم! - لقد بعثت إليه برسالة مؤخرا لأخبره بأنه كان قد أثار حماستي عبر التلفزيون خلال إحدى الهجمات. لم أكن أقصد أحد أهدافه. أن يسجل توتي هذا شيء طبيعي. لقد جعلني أقفز من على الأريكة وأنا أراه في المرحلة الدفاعية يستعيد بشكل انزلاقي كرة بارتفاع الراية الركنية. لقد ذكرني حينها بزين الدين زيدان عندما كان يطارد لنحو 40 مترا خصما خطف الكرة من أمام لاعب الوسط دي ليفيو. البطل الذي يضحي دائما هو نموذج مثالي لجميع عناصر الفريق.

* وفيورنتينا؟

- المدرب فينشينزو مونتيلا أثبت عدم صحة كل المفاهيم النمطية لكرة القدم، مثل «التغير كثيرا لا يثمر» أو «يلزمنا وقت لتعليم كرة قدم مختلفة». نادي فيورنتينا قام بتغيير المديرين ومدرب الفريق و18 لاعبا، والآن يوجد عن استحقاق في منطقة التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا.

إلى جانب اليوفي يعد فيورنتينا الفريق الأكثر إمتاعا في الدوري الإيطالي.

* وماذا عن نابولي؟

- في الصيف الماضي كنت أعتقد أنه سيتصارع على الدرع المحلية مع اليوفي. ولكن على العكس لم يتحلَّ نابولي بالاستمرارية، والآن تعرض الفريق لطعنة في قلبه بسبب أحكام قضية المراهنات. بصراحة لا أرى أن من الصواب الإيقاف لمدة 6 أشهر للاعب لم يقبل أي نوع من التلاعب بنتائج المباريات، بل طارد بكلمات سيئة من كان قد اقترح عليه القيام بشيء غير قانوني. ولكن أتفهم أيضا أن الأحكام الرادعة ضرورية. قصة غير سارة.

* لاتسيو؟

- لديه المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه، وهو بطل، وكذلك البرازيلي هيرنانيز الذي يعد لاعبا رائعا، ومعهم مدرب جيد. فريق لاتسيو هذا بقيادة بيتكوفيتش يروق لي.

* ما شعورك إزاء ترشيح زيدان اسمك لتولى مقعد مدرب ريال مدريد؟

- فخر كبير. ولكن عقدي مع النادي الصيني لا يزال به موسمان، وأنا هناك بأفضل حال.