مانشيني ينفي وجود خلافات مع بالوتيللي ويقول إن الأمر تم تضخيمه

الصحف البريطانية تشن حملة شعواء على اللاعب وتطالب برحيله

TT

في الوقت الذي نفى فيه المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم أمس وجود أي خلافات حالية مع مواطنه ماريو بالوتيللي، شنت الصحف البريطانية حملة شرسة على اللاعب ومدربه، وطالب البعض بطرد اللاعب حفاظا على سمعة النادي.

وكان مانشيني نفى وجود أي خلافات حالية مع بالوتيللي مهاجم الفريق مشيرا إلى أنه «لا شيء خاصا». ونفى مدرب سيتي أن يكون قد تشاجر مع بالوتيللي خلال التدريبات أول من أمس.

وأظهرت صور نشرت الخميس تدخل العاملين في النادي لفض مشادة بين مانشيني وبالوتيللي. وذكرت تقارير صحافية أن مانشيني شعر بالغضب لعرقلة من بالوتيللي لأحد زملائه بالفريق. وأظهرت الصور ما بدا أنه شجار بين المدرب واللاعب. وظهر المدرب الإيطالي وهو يصرخ في مواطنه محاولا توجيهه خلال التدريب. وفي صورة أخرى ظهر مانشيني ممسكا بسترة اللاعب، ثم ظهر أعضاء في الجهاز الفني في صور أخرى وهم يتدخلون ويحاولون إبعاد اللاعب.

ولكن مانشيني أكد، في مؤتمر صحافي عقد أمس، «لم يكن أمرا سيئا مثلما أشارت إليه الصحف.. كنا نلعب مباراة خلال التدريب وركل ماريو زميله وطالبته بترك الملعب والدخول لغرف تغيير الملابس». وأضاف «رفض ماريو ترك الملعب فجذبته من قميص اللعب ودفعته إلى خارج الملعب. كان هذا هو كل شيء. هذا هو ما حدث. ما من شيء خاص». وأضاف مانشيني أن ما حدث نوع من الجدل وليس عراكا ولن يؤثر على مستقبل اللاعب مع الفريق. وقال المدرب «لم يكن هذا عراكا والصور سيئة»، معتبرا أن الواقعة تم تضخيمها إعلاميا. وأضاف «أنا لا أغير أفكاري، والأمر ليس هاما بالنسبة لمستقبله».

وتزامن نفي مانشيني لأي خلاف مع بالوتيللي مع حملة إعلامية شعواء شنتها وسائل الإعلام البريطانية نالت اللاعب ومدربه، ولكنها ركزت على بالوتيللي وتصرفاته الغريبة التي جلبت المتاعب لنفسه ولناديه على السواء. وطالبت برحله عن النادي حفاظا على سمعة نادٍ عريق يضم الآن كوكبة من أفضل اللاعبين.

وكانت صحيفة «دايلي تليغراف» من بين هذه الصحف، حيث كتب الناقد الرياضي بها هنري وينتر: «مهما كانت الأسباب والدوافع التي أدت إلى الاشتباك بين المدير الفني لنادي مانشستر سيتي روبرتو مانشيني ولاعبه المشاغب ماريو بالوتيللي بعد تدريبات الفريق يوم الخميس الماضي، فإن ما حدث يسيء لصورة النادي الإنجليزي كثيرا ويلقي الضوء على العلاقة المتوترة بين صفوف الفريق. وعلى الرغم من أن مانشستر سيتي يعمل منذ وقت طويل على تحسين صورته، فإن ما حدث يأتي ضمن الأحداث المتتالية التي تسيء لصورة حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز».

ويضيف وينتر: «من المؤكد أن الأندية الأخرى تشهد مثل هذه المشادات والمشاحنات، ولكنها تنجح في إحاطتها بسياج من السرية حتى تحافظ على استقرار الفريق».

«وإذا كان مانشستر سيتي الجديد سيبذل محاولات حثيثة لمنع تسرب أي خبر من بين جدران النادي فإنه يتعين عليه الآن، وعلى مالكيه، التركيز على العمل الإنمائي طويل الأجل وأن يهتم بلاعبيه الكبار الذين يمثلون القدوة للآخرين مثل جو هارت وفينسنت كامباني وبابلو زاباليتا وجيمس ميلر وديفيد سيلفا وسيرجيو أغويرو وغيرهم. في الحقيقة، يتسم نادي مانشستر سيتي بالجدية، ولكنه يعاني من سلوك غير احترافي في بعض الأحيان».

وطالب الناقد الرياضي بصحيفة «دايلي تليغراف» الشيخ منصور مالك النادي أن يتخلص من المهاجم الإيطالي المشاغب ماريو بالوتيللي وأن يُذكر مانشيني بمسؤولياته كمدير فني للفريق، «بأن بالوتيللي لا يستحق كل هذه الضجة المثارة من حوله، فهو ليس من فئة اللاعبين أصحاب المستويات الثابتة داخل المستطيل الأخضر، صحيح أنه يقدم مستويات رائعة من آن لآخر مثل المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي ونصف نهائي كأس الأمم الأوروبية مع المنتخب الإيطالي، ولكنه لا يحافظ على هذا المستوى. إنه لا يزال في الثانية والعشرين من عمره ويتمتع بمميزات فنية وبدنية هائلة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ستتغير عقلية هذا اللاعب بمرور الوقت؟» ويقول وينتر «إنه لاعب محترف، ولكنه في بعض الأحيان يتحول إلى أضحوكة، فتارة يذهب إلى السجن وتارة أخرى يدعو أصدقاءه في حفلة غريبة تؤدي في النهاية إلى احتراق شقته! وحتى عقب المشادة الأخيرة، خرج علينا مانشيني قائلا: «إنه ماريو، إنه مجنون، ولكني أحبه لأنه شخص جيد». بالوتيللي لاعب غريب الأطوار خارج الملعب، علاوة على أنه لاعب مؤذٍ داخل المستطيل الأخضر، وخير دليل على ذلك ما قام به مع كل من سكوت باركر وباكاري ساغنا وأليكس سونغ. وحتى لو قيمنا أداءه مع مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز سنجد أنه يقدم مستوى متدنيا للغاية، وقام مسؤولو النادي بتغريمه أكثر من مرة بسبب عدم التزامه واعترض هو على ذلك، قبل أن يرضخ في نهاية الأمر. صحيح أن أغويرو يعاني من مشكلة في أوتار الركبة، ولكنه سيتعافى ويعود قريبا، علاوة على أن الخط الهجومي للفريق يكتظ بكوكبة من اللاعبين البارزين مثل البوسني إدين دزيكو والأرجنتيني كارلوس تيفيز، ولذا فلا داعي للإبقاء على بالوتيللي»، «قال مانشيني ذات مرة إن الشيخ منصور يحب بالوتيللي لأنه (يجعل اسم مانشستر سيتي يتردد في جميع أنحاء العالم)، ولكن الشيء المؤكد هو أن مهارات أغويرو وإبداع سيلفا وقيادة كومباني يضيفون أكثر للنادي ويضعونه على مصاف الفرق الكبرى. إن أول انطباع يأتي لذهن من يشاهد الصور التي يتشابك فيها بالوتيللي مع مانشيني هو أن يتساءل عما إذا كانت هذه الصور حقيقية أم أنها من صنع برنامج (فوتوشوب)، بسبب غرابة ما يشاهده، فقد نسى بالوتيللي أنه لاعب كرة قدم في المقام الأول. لقد رفع بالوتيللي بصورة جنونية قميصه في مباراة مانشستر يونايتد الشهيرة وكانت يكتب تحته (لماذا أنا دائما؟)، وأعتقد أنه قد أجاب هو بنفسه على هذا السؤال من خلال كل هذه المشكلات والأحداث الغريبة التي يقوم بها».

ويرى وينتر أنه «وعلى الرغم من كل هذا، فمانشيني أكبر من أن يتشاجر مع لاعب في التدريبات، فهو المدير الفني لحامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وواحد من أشهر الأندية العالمية، ولكنه تعامل مع الأمر من منطلق عاطفي وتصرف بعفوية وقوة، وهو ما يعد شيئا خاطئا بالطبع، لأنه بدا في موقف سيئ للغاية.

من الصعب للغاية أن نتصور حدوث ذلك من المدير الفني السابق لنادي برشلونة الإسباني بيب غوارديولا، على سبيل المثال، وهو المرشح الأول لتولي قيادة الفريق في حال رحيل مانشيني الصيف المقبل».

ويختتم الناقد الرياضي وينتر حديثه فيقول: «لا يزال يتعين على مانشيني تقديم أداء أفضل في دوري أبطال أوروبا، ولكنه بالطبع يحظى باحترام كبير من جانب عشاق النادي بعدما نجح في الصعود بالفريق إلى منصات التتويج. وخلاصة القول، ما زال مانشيني يمثل جزءا هاما من مستقبل النادي، أما بالوتيللي فيجب أن يكون جزءا من الماضي».