الهتافات العنصرية تلغي ودية الميلان وبرو باتريا

البرازيلي باتو انتقل إلى نادي كورينثيانز مقابل 15 مليون

TT

منذ أكثر من 20 عاما تقدم فتى بضفائر ذو بشرة سمراء باقتراح تم اعتباره غوغائيا أيضا من جانب رئيس ناديه. اليوم هذا الفتى لم يعد يلعب كرة القدم، وفي مركزه بالفريق يتواجد لاعب يبلغ من العمر 35 عاما أشقر ذو أعين زرقاء، كان في الماضي أيضا لاعبا قدوة، غير أنه أصبح أكثر نضجا مع مرور الوقت وحمل شارة القيادة فوق ذراعه. إنهما البلجيكي رود خولييت والإيطالي أمبروزيني. نفس الفريق، الميلان، نفس رئيس النادي برلسكوني - الذي في عام 1992 إزاء حالة طارئة من الهتافات العنصرية في الاستادات - تحدث عن الذين كانوا يوجهون السباب لأصحاب البشرة السمراء قائلا: «إنهم مجرمون (يشعلون) الاستاد. ولمقاومة هؤلاء اقترحنا الإجراء التالي: تصرف قضائي ضد الأشخاص العنيفة المعروفة لرجال الشرطة. ينبغي أخذهم إلى إحدى دور السينما، حيث يمكنهم متابعة المباراة وهم تحت الرقابة. وهكذا يتمكن المشجعون الحقيقيون والعائلات العودة إلى الاستاد. أما كل الباقي فهو مجرد كلام، غوغاء».وفي عام 2013 اتخذ أمبروزيني قائد الميلان القرار الذي كان خولييت قد اقترحه على رئيس النادي في عام 1992: «أمام الصيحات العنصرية، يحتاج الأمر إلى الخروج من الملعب». هكذا فعل أمبروزيني ورفاقه بعد 26 دقيقة من لقاء أول من أمس (الخميس) الودي أمام برو باتريا بعد الصيحات العنصرية التي أطلقتها جماهير الفريق الخصم ضد بواتينغ ومونتاري ونيانغ. ربما يكون تصرفا غوغائيا وربما يكون تصرفا متحضرا.

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي انتشرت المناقشات حول ما حدث، لأنه من المعروف كيف يسير العالم وعليه أخذ الساخرون في الضحك: «من يدري لو فعل أمبروزيني ذلك في مباراة مهمة». الإثبات ليس موجودا ولكن قائد الميلان تصرف كما استطاع ووضع أول حجر، حصى صغيرة ولكنها بالفعل شيء ضد الهتافات العنصرية التي تشهدها الاستادات. ربما أقدم أمبروزيني بالفعل على ذلك التصرف، لأن المباراة كانت ودية ولأن من المفترض أن تتسم مثل هذه اللقاءات بمناخ أقل حرارة ولكن على العكس تماما. الغاني بواتينغ ألقى الكرة بعيدا، ونهض أمبروزيني من على مقاعد البدلاء وأشار إلى رفاقه بالخروج من الملعب. لقد فعل ذلك قائد الفريق الذي صرح بعد المباراة حول تلك الحادثة قائلا: «كنا نتعرض للإزعاج منذ اللحظة الأولى للمباراة، ولكنه كان موقفا في حاجة إلى التصرف بشكل مختلف، الخروج من الملعب كان قرارا تلقائيا، وتم اتخاذه من جانب جميع زملائي. داخل غرفة خلع الملابس كان البعض مندهشا للغاية ولكن ثمة إشارة تم بثها بهذا الصدد. الآن بينما تندلع المناقشات يتجه تفكيرنا نحو فريق برو باتريا ومدينة بوستو اللذين يتواجدان في موقف مؤسف دون أية ذنب لهما. سنعود إلى بوستو مرة أخرى بمجرد أن يصبح ذلك ممكنا وهذا أيضا احتراما لجماهير النادي والأطفال الكثيرة التي كانت في الاستاد». الأطفال التي كانت موجودة بالاستاد كانت تنظر إلى الميلان وهذه المرة شاهدوا شيئا يصعب نسيانه. ربما أنهم عادوا إلى منازلهم مبكرا دون متابعة عرض كروي، ولكن ليس دون سبب. القائد أمبروزيني أقدم على فعل شيء غير مسبوق. ولا يمكن القول بأنه كان مجرد تصرف غوغائي.

من جهة أخرى، كان من الصعب الولوج مساء أول من أمس إلى موقع نادي كورينثيانز البرازيلي الرسمي، فلم تكن كثيرا من النقرات متاحة وصالحة للاستخدام عندما سارع كثير من المشجعين للبحث عن معلومات حيث كان قد أعلن موقع النادي الملقب بـ«تيماو» إلى العالم بأسره عن خبر جديد قبل دقائق قليلة من حدوث ذلك وهو أن «باتو قد أصبح لاعبا جديدا في صفوف فريق كورينثيانز». وأكد المهاجم البرازيلي الخبر على شبكة «إنستجرام» قائلا: «أشكركم على منحي الفرصة وعلى شعور جماهير كورينثيانز. وسأذهب لإثراء هذا القميص». وقابل أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان مسؤولي النادي البرازيلي عند الساعة الرابعة عصرا بتوقيت البرازيل وأنهى مهمته في ثلاث ساعات. وهذا كان واضحا لكن لم يكن متوقعا.

وينتقل باتو من فريقه لكي يلعب أكثر ويحصل نادي الميلان على نحو 15 مليون يورو مقابل التنازل عنه وصرح برلسكوني مالك نادي الميلان بهذا الصدد قائلا: «للأسف، أعلن باتو عن رغبته في العودة إلى البرازيل لعام أو عامين، لكنه وعدنا بالعودة إلى الميلان». ولا يعتبر وعد المهاجم البرازيلي بالعودة إلى الميلان سيئا أو لا قيمة له أيضا، لأن باتو أصبح أكثر ثراء. وفي الواقع، وافق كورينثيانز على شرط أن يحصل النادي في عملية البيع المقبلة على 60 في المائة في حين يحصل «البابيرو» على الـ40 في المائة المتبقية. لكن، تأتي المشاعر قبل الحديث عن الأموال حيث عقب باتو بهذا الشأن قائلا: «إنني سأكون مرتبطا دائما بهذا القميص وبكل جماهير الميلان. وأريد أن يصل إليهم فكري وشكري الكبير». ويأتي الحديث عن الوداع قبل الحب حيث قال: «أرغب في إلقاء التحية على الجميع وأود شكرهم بدءا من رئيس النادي حتى كثير من الأشخاص في الميلان الذين عملت معهم في هذه الأعوام التي لا تنسى. وأرحل إلى كورينثيانز للعب باستمرارية، لكن لن يكون من السهل نسيان الميلان».

ووقع المهاجم البرازيلي الشاب على عقد لمدة أربع سنوات وحصل على قميص رقم سبعة وهو نفس القميص الذي كان يرتديه في سان سيرو منذ عام 2008 (كان ذلك خاص بالأوكراني شيفشينكو) حتى صيف عام 2012. وفقط منذ عام مضى كان يبدو أنه من المقدر له الانتقال إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بقيادة أنشيلوتي لكن يوم12 يناير (كانون الثاني) الماضي قام باتو بالتراجع عن الفكرة. وهي صفقات ليست سهلة وتشبه تلك الخاصة بالبرازيلي روبينهو. وسيلتقي أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان بمسؤولي نادي سانتوس البرازيلي لتحديد مستقبل المهاجم البرازيلي روبينهو. وتعتبر هذه المفاوضات أقل حركة وحيوية من تلك المتعلقة بباتو حيث يطلب نادي الميلان 10 ملايين يورو مقابل التنازل عن لاعبه، ويطلب سانتوس، الذي حصل على مونتيللو وراتبه الثقيل، تخفيض المبلغ. والجميع ينتظر أخبارا جديدة أخرى وإعلانا آخر، وربما يبقى في صفوف الميلان لاعب برازيلي واحد وهو غابرييل.