تورام: ما فعله الميلان يهدم حائط التجاهل ضد العنصرية

الفرنسي أكد أنه انتهى من تأليف كتاب يتحدث عن هذا الموضوع

TT

تحدث اللاعب الفرنسي الأسمر ليليان تورام عن مشكلة العنصرية وما حدث في مباراة الميلان وبروباتريا الودية التي ألغيت بعد مرور 26 دقيقة من انطلاقتها يوم أول من أمس (الخميس) قائلا: «ما فعله فريق الميلان تصرف هام. وأتوجه بشكر خاص إلى القائد ماسيمو أمبروزيني على قراره بعدم إكمال المباراة وللميلان الذي سمح باتخاذ نهج صارم في هذا الموضوع الحساس». وظهر في حوارنا مع تورام لاعب اليوفي وبارما السابق الذي يقضي عطلته في إيطاليا أن ما حدث ضد بواتينغ وما قام به لاعبو الميلان من دعم لزميلهم ضد الهتافات العنصرية قد ترك أثرا كبيرا في نفسه. فقد أضاف تورام قائلا: «إنه خبر رائع لأنها أول مرة يتحمل ناد كبير مسؤوليته في اتخاذ خطوة هامة ومؤثرة كهذه».

* للأسف انتشرت الإهانات العنصرية ضد اللاعبين أصحاب البشرة السمراء.

- وفي معظم الحالات يسود التجاهل واللامبالاة حيال ذلك. وهكذا يميل الزملاء إلى خفض رؤوسهم والنظر في مكان آخر ويقللون من حجم المعاناة التي يشعر بها اللاعب الأسمر الذي يتعرض للهتافات العنصرية.

* لكن قائد الميلان أمبروزيني هذه المرة تدخل من على مقاعد البدلاء.

- لهذا أحيي لاعبا كبيرا مثل ماسيمو أمبروزيني على رقي تصرفه وإحساسه. فقد اضطلع أمبروزيني بمسؤولية كبيرة تمنح دفعة عظيمة لمناهضة العنصرية.

* ماذا تعني بذلك؟

- إن المؤسسات الرسمية يمكنها أن تقوم بتغليظ العقوبات ضد العنصرية مثلما يحلو لها، لكن الغرامات المالية ضد الأندية لا تجدي شيئا في هذا الصدد. فالدور الرئيسي في التصدي للعنصرية يقع على اللاعبين وما قام به فريق الميلان من تصرف غير مسبوق أهم بكثير من التصريحات والإدانات الشفوية.

* وماذا يغير تصرف الميلان من الأمر؟

- إن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم ويستطيع اللاعبون المشاهير تغيير العادات. ولهذا أتمنى أن يستقبل نجوم آخرون الرسالة التي بعث بها أمبروزيني في تلك المباراة. فبهذه الطريقة فقط يمكننا مساعدة المجتمع بأكمله على الشفاء من جرح العنصرية الغائر.

* وأنت تبذل جهودا يوميا في هذا الشأن.

- بالتأكيد. فأنا أعقد مؤتمرات وقد قمت بتأليف كتاب للتو عن هذا الموضوع.

* وما الرسالة التي توجهها بشأن العنصرية؟

- لا أحد يولد عنصريا بل يصبحون كذلك. وتعود بنا ثقافتنا منذ قرون طويلة إلى تصرفات عنصرية وغيرها. فهناك صنف من الناس يضع لون البشرة البيضاء والذكور على القمة ويعتبرهما أفضل من غيرهما. لكن قيمة المساواة ستسود في النهاية ويمكن لكرة القدم أن تكون عنصرا حاسما في هذا الصراع الطويل. ولهذا أحيي أمبروزيني والميلان على تصرفهم.

* لكن الطريق مازال طويلا.

- نعم للأسف. لكنني متفاءل على أية حال. وتروق لي، على سبيل المثال، قصة ماريو بالوتيللي. فمازلت أذكر اللافتات التي رفعها البعض ضده عندما شارك لأول مرة مع الإنتر وكتب عليها: «الأسود لا يمكن أن يكون إيطاليا». وقد أصبح بالوتيللي الآن أحد أعمدة المنتخب الإيطالي. وتثبت مثل هذه القصص أن كرة القدم يمكنها مساعدتنا جميعا على تجاوز هذه الحدود.