البحرين تواجه عمان بطموح اللقب الأول.. والإمارات تتحدى قطر

العرس الخليجي الكبير ينطلق اليوم من المنامة.. والفيصل يحضر «الافتتاح»

TT

تتجه أنظار الخليجيين مساء اليوم صوب العاصمة البحرينية المنامة لمتابعة افتتاح بطولة الخليج العربي لكرة القدم في نسختها 21 التي ستستمر حتى 18 من يناير (كانون الثاني) الجاري بمشاركة ثمانية منتخبات قسمت إلى مجموعتين، الأولى تضم (المستضيف البحرين وعمان وقطر والإمارات)، فيما تضم المجموعة الثانية (المنتخب السعودي والعراق والكويت واليمن).

وهذه البطولة التي تستضيفها البحرين للمرة الرابعة في تاريخها بعدما احتضنت انطلاقتها الأولى 1970 عرف سجلها البطولي لأكثر من أربعة عقود فوز منتخب الكويت بعشرة ألقاب، يليه المنتخبان السعودي والعراقي بثلاثة ألقاب لكل منهما، وبعدهما تأتي قطر «مرتين»، فالإمارات وعمان بلقب واحد. ويظل المنتخبان البحريني واليمني من دون ألقاب حتى هذه النسخة.

وأظهرت البحرين استعدادها لاستضافة الحدث الخليجي الرياضي من خلال تشكيل اللجان والاهتمام الرسمي والإعلامي، فيما قررت اللجنة المنظمة الدخول مجانا لجميع مباريات البطولة تشجيعا للجماهير لمتابعة المباريات، في حين اكتملت صيانة الملاعب التي ستحتضن مواجهات البطولة، ملعب مدينة خليفة والملعب الوطني، مع ملاعب التدريب التي كلفت نحو 34 مليون دولار.

ويشارك الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة اليوم في حفل افتتاح البطولة، وتأتي مشاركته وتكريمه تلبية لدعوة رسمية تلقاها من مملكة البحرين ممثلة في المجلس الأعلى لشؤون الرياضة، بوصفه صاحب فكرة تنظيم بطولات الخليج التي انطلقت لأول مرة في المنامة.

وتنطلق البطولة مساء اليوم بلقاءين افتتاحيين بين منتخبات المجموعة الأولى، حيث يواجه المستضيف البحرين نظيره العماني، فيما يلتقي في اللقاء الثاني منتخبا الإمارات وقطر، وسيحتضن المواجهتين ملعب البحرين الوطني بمدينة عيسى الذي تم تجديده ليطابق المواصفات الحديثة للملاعب ويتسع لنحو 36 ألف مشجع، ويسبق مباراتي اليوم حفل الافتتاح الذي سيكون مختصرا ولا يتجاوز نصف ساعة، وستتخلله بعض العروض عن المنتخبات المشاركة، ويسعى البحرين لخطف أول لقب خليجي من خلال عاملي الأرض والجمهور، واستعد لهذه البطولة والمشاركة بأغلب الأسماء في بطولة غرب آسيا الماضية في الكويت التي وصل فيها إلى الدور نصف النهائي، وكذلك أجرى معسكرا قصيرا بالمنامة وخاض من خلاله لقاءين؛ تعادل مع منتخب بوركينا فاسو سلبيا، وفاز على غينيا بثلاثية نظيفة، ويشارك الأحمر البحريني بإشراف المدرب الأرجنتيني كالديرون بأسماء تجمع بين الخبرة والأسماء الواعدة، حيث يبرز في مقدمتها الهداف جيسون جون وفيصل بودهوم وحسين بابا ومحمد سالمين وفوزي عياش.

في المقابل يخطط منتخب عمان للمنافسة على اللقب والحصول عليه للمرة الثانية بعد أن توج به في خليجي 19 الذي كان على أرضه، ويقوده المدرب الفرنسي بول لوجوين الذي أسند له التخطيط للكرة العمانية بشكل عام، حيث بدأ في تجهيز أكثر من منتخب لتصب في مصلحة المنتخب الأول، مثل الأولمبي، وكذلك الرديف الذي شارك في بطولة غرب آسيا بأسماء بديلة، وحصل معها على المركز الثالث، وسيستفيد المنتخب العماني من لاعبيه المحترفين خارج الدوري المحلي، ويأتي في مقدمتهم الهداف عماد الحوسني وإسماعيل العجمي، وكذلك الحارس مازن الكاسبي وعلي النجار.

أما اللقاء الثاني فسيجمع منتخبي قطر والإمارات، وهو يحمل الكثير من التنافس الخاص بين المنتخبين، فالإماراتي يسعى جاهدا للمنافسة على اللقب، حيث استعد للبطولة بمعسكر قصير في الدوحة بإشراف المدرب المحلي مهدي علي، ويبرز من اللاعبين إسماعيل مطر وأحمد خليل وحمدان الكمالي، واللاعب الواعد عمر عبد الرحمن، وخاض وديات كثيرة قدم فيها نتائج مطمئنة لعشاقه.

فيما يشرف على قطر المدرب البرازيلي باولو أتوري، ويعيش حالة من التوهج والمستوى المتصاعد، ويعتمد على الهداف سباستيان سوريا وخلفان إبراهيم ولوراتيس ويوسف أحمد وبلال محمد وطلال البلوشي، واستعد العنابي للبطولة بخوض مباراة ودية مع منتخب مصر في الدوحة وخسرها بهدفين دون مقابل.

وأشار المحلل الفني السعودي وأحد نجوم المنتخب السعودي في دورة الخليج التاسعة عبد الله غراب، إلى أن دورات الخليج لها أهمية خاصة، وقال: «إنها بطولة عزيزة على جميع أبناء الخليج، وساهمت في التطور الرياضي للكرة الخليجية التي انطلقت منها للمنافسة في البطولات القارية، مثل كأس آسيا، وكذلك نهائيات الأولمبياد، وبلوغ نهائيات كأس العالم، كما أنها أفادت أبناء الخليج في كيفية تنظيم البطولات والاهتمام بالبنية التحتية الرياضية والملاعب وكافة المنشآت، ولها دور في التواصل الاجتماعي، وكذلك صقل الكوادر الإدارية والتدريبية والحكام والإعلام، وزيادة التمرس والاحتكاك للاعبين، وتشهد البطولة مستويات قوية ومنافسات حامية؛ فالمستويات الفنية متقاربة، وتلعب التهيئة النفسية دورا مهما في هذه البطولة والتعامل معها من قبل الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين لاشتداد المنافسة بين جميع المنتخبات، ولا يمكن التكهن بمن سيحقق اللقب، وأعطانا المنتخب السعودي مؤشرا جيدا في مبارياته الودية الأخيرة مع الكونغو والأرجنتين، وأتمنى استمرار ذلك الأسلوب والطريقة والمنهجية في اللعب، فيما تظل المباراة الافتتاحية بين البحرين وعمان مهمة للطرفين لرسم قوتهما وإن كان التعادل قريبا في مثل هذه اللقاءات، وكذلك المواجهة الثانية بين قطر المتوهج في هذه الفترة مع الإمارات المتجدد، فستكون مباراتا اليوم قوية تنافسيا، وتظل المستويات الفنية متقاربة، فمن كان تركيزه عاليا أمام المرمى واستغل الفرص من دون استعجال، فهو من يظفر بالنقاط الثلاث المهمة في الافتتاح، ونتطلع إلى أن نتابع بطولة قوية في مستواها الفني، وأن تقدم نجوما جديدة للكرة الخليجية».