ألان هانسن: على تشيلسي ألا يتخلى عن أفضل لاعب في تاريخه

وسط تأكيدات على رحيل لامبارد في نهاية الموسم

TT

أشاد نجم كرة القدم الاسكوتلندي السابق والمحلل الرياضي البارز بهيئة الإذاعة البريطانية ألان هانسن بنجم خط الوسط الإنجليزي ونادي تشيلسي فرانك لامبارد، ووصفه بأنه أفضل لاعب في تاريخ «البلوز» على الإطلاق، حتى وإن كان بعض عشاق النادي لهم رأي آخر في ذلك، فهو لاعب متكامل من كافة النواحي، حيث يمكنه تسجيل الأهداف والقيام بمهام لاعب خط الوسط على أكمل وجه، علاوة على أنه بارع في المهام الدفاعية ولديه شخصية قيادية داخل المستطيل الأخضر، ويمكنه إحراز الأهداف بكلتا قدميه وبرأسه، وربما يكون الأهم من كل ذلك هو أنه من نوعية اللاعبين التي تقاتل من أجل الفوز، كما يطبق الحياة الاحترافية للاعب الكرة العصري بشكل رائع، سواء داخل الملعب أو خارجه.

وكان مدير أعمال لامبارد قد أكد أن الأخير سيترك فريقه الحالي تشيلسي في نهاية الموسم، لكن لن يغريه الانتقال إلى الدوري الصيني على غرار ما فعل زميلاه السابقان في الفريق اللندني الفرنسي نيكولا انيلكا والعاجي ديدييه دروغبا.

«في الوقت الحالي لا يفكر فرانك سوى بالحاضر. أما فيما يخص المستقبل، فالأمر الوحيد المؤكد هو أنه سيغير فريقه في نهاية الموسم»، هذا ما قاله مدير أعمال لامبارد، ستيف كاتنر، لموقع سيتا سيليستي المخصص لأخبار لاتسيو الإيطالي الذي يبدو أنه من أوائل الفرق المهتمة بخدماته.

وقال هانسن: «يجب ألا ننسى السنوات الطويلة التي قضاها لامبارد في ملاعب كرة القدم والألقاب والبطولات التي حصل عليها، وعدد المباريات التي شارك فيها منذ انضمامه إلى (ستامفورد بريدج). إنه دائما ما كان اللاعب رقم واحد في الفريق، ولم يكن يغيب عن المباريات إلا في مناسبات محدودة للغاية بسبب الإصابة، ولا أتذكر أنه قد غاب عن أي لقاء مع الفريق لأي سبب غير الإصابة، ولذا فهو يعد بمثابة حلم لأي مدير فني في العالم. ولذا، لم يكن من قبيل الصدفة أن يفضل المدير الفني للبلوز رفائيل بينيتيز الدفع به على حساب لاعبين أصغر سنا ومميزين من الناحية الفنية، كما لم يكن من قبيل الصدفة أن يثبت لامبارد أنه دائما ما يكون رجل المواجهات الصعبة والقلب النابض للفريق. ويظل لامبارد - جنبا إلى جنب مع المدافع الإنجليزي المخضرم جون تيري والفيل الإيفواري ديديه دروغبا - يمثل العمود الفقري للبلوز، وإن كان لامبارد يتفوق على تيري ودروغبا لأنه يمتلك كافة مقومات اللاعب العصري. في الواقع، سيترك لامبارد فراغا هائلا في خط وسط تشيلسي عندما يرحل عن الفريق، وهو ما جعل الكثير من عشاق الفريق يتساءلون عن السبب وراء رحيله.

«قبل عشرين عاما، كان الوضع في الأندية يختلف عن الآن، وربما لو كان لامبارد موجودا في تشيلسي منذ عشرين عاما لتم تمديد عقده مع الفريق على الفور. أتذكر أن نادي ليفربول قد قام بتجديد عقدي مع الفريق وأنا في الخامسة والثلاثين من عمري. كانت الاعتبارات المالية مختلفة تمام الاختلاف عما يحدث الآن. لا يعني هذا أنه كان يتم التعاقد مع اللاعبين على أساس ولائهم للنادي فقط أو على أساس العاطفة، ولكن كان النادي يراعي بالطبع (التعامل بشكل صحيح) مع النجوم الذين خدموا النادي على مدار سنوات طويلة».

أنا أشك في أن لامبارد نفسه يتطلع إلى تمديد عقده مع الفريق بنفس المقابل المادي الذي يحصل عليه الآن، رغم أنه قد يحصل على نفس هذا المقابل من أندية أخرى تسعى للتعاقد مع لاعب بهذه الكفاءة، ولكن يبدو أن تشيلسي لا يريد أن يغامر بتمديد عقد لاعب قد تخطى عامه الثلاثين! وكالعادة، يعطي المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون دروسا لغيره من المديرين الفنيين، ولا يترك لاعبيه الكبار إلا عندما يكون متأكدا تماما من أنهم أصبحوا غير قادرين على العطاء، والدليل على ذلك أنه ما زال يحتفظ بخدمات النجمين ريان غيغز وبول سكولز ويجدد التعاقد معهما بشكل سنوي. إنه لا يقوم بذلك لأنه يحبهم كأشخاص فحسب، ولكن لأنه يدرك جيدا أنهما ما زالا قادرين على العطاء.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة هو: هل نادي تشيلسي متأكد الآن من أن لامبارد وأشلي كول ليس لديهما ما يقدماه للنادي؟ أنا شخصيا أشك في ذلك. إن الأندية التي تحصد البطولات هي الأندية التي تجمع بين الشباب والخبرة، ولكن دائما ما يكون اللاعب في أوج تألقه وهو في السادسة والعشرين والسابعة والعشرين والثامنة والعشرين من عمره، لأن اللاعب قبل هذه السن يكون في حاجة إلى تعلم الكثير والكثير سواء داخل الملعب أو خارجه، ولكن في نهاية العشرينات والثلاثينات يكون اللاعب قد اكتسب خبرة هائلة يكون الفريق في أشد الحاجة إليها، وهو ما يجعل سعر اللاعبين باهظا في هذه المرحلة العمرية. ومع ذلك، يتعين على الأندية أن تحتضن اللاعبين الكبار الذين تخطوا عامهم الثلاثين وألا يتم تجاهلهم.