القضاء في إيطاليا يثور بعد الإساءات العنصرية ضد بواتينغ

لاعب ميلان الغاني يعيد النظر في مستقبله الكروي بعد الهتافات المسيئة

TT

تصاعدت ردود الأفعال في إيطاليا تجاه الحادث الذي شهدته المباراة الودية بين فريقي ميلان وبرو باتريا المغمور، التي انتهت بانسحاب ميلان تضامنا مع لاعب وسطه الغاني كيفي برينس بواتينغ، الذي تعرض لتعليقات عنصرية مسيئة.

وقرر الادعاء العام الإيطالي توجيه اتهامات رسمية إلى أحد الأشخاص بإطلاق تعليقات عنصرية. وقال المدعي العام ميركو مونتي إن الشرطة تمكنت من تحديد أحد المشتبه بهم في القضية من خلال كاميرات المراقبة، مضيفا أنه من المتوقع التعرف على آخرين أطلقوا شعارات مماثلة، وتوجيه اتهامات إليهم. وتأتي هذه التطورات بعد أن صرح مدعٍ عام في وقت سابق، في مدينة «بوستو أرسيزيو» الإيطالية التي شهدت الحادث، بأنه سيقوم بفتح تحقيق جنائي وفرض عقوبات على أي شخص يتهم بالكراهية العنصرية.

وكان بواتينغ قد احتج على الشعارات العنصرية الموجهة بحقه خلال المباراة الودية بين فريقه وبرو باتريا، بأن سدد الكرة إلى المدرجات، ومن ثم عمد إلى تمزيق قميصه والانسحاب من الملعب، ليتبعه سائر نجوم الفريق. وكانت الشرطة الإيطالية قد أعلنت أنها تعرفت على الأشخاص الذين أطلقوا صيحات وهتافات عنصرية تسببت في أن يغادر لاعبو فريق ميلان أرض الملعب.

وكان سيلفيو برلسكوني رئيس ميلان قد أكد أن فريقه سوف يترك الملعب إذا تعرض اللاعبون لإهانات عنصرية في أي مباراة. وجاءت تصريحات برلسكوني بعد خروج لاعبي فريقه من الملعب بعد أقل من نصف ساعة من بداية مباراة فريقه مع فريق برو باتريا بسبب هتافات عنصرية ضد لاعبيه أصحاب البشرة السوداء الخميس الماضي.

وقال برلسكوني: «أنا معجب حقا بسلوك فريق ميلان وما قاله اللاعبون والمدرب ماسيمليانو أليغري». وأضاف: «أؤكد لكم أنه في أي مباراة يحدث فيها ذلك الأمر فسوف يخرج اللاعبون من الملعب»، وأشاد برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا سابقا بما قام به اللاعب بواتنغ ورفضه الإهانة. وقال: «اتصلت هاتفيا باللاعب بواتنغ ووجهت إليه التحية على رد فعله إزاء ما حدث في استاد برو باتريا». وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية صرح بواتينغ بأنه بدأ يقيم مستقبله مع الكرة الإيطالية بعد خروجه من الملعب غاضبا عقب توجيه هتافات عنصرية ضده.

وقال لاعب منتخب غانا الألماني المولد لصحيفة إنه قرر مناقشة مستقبله في الدوري الإيطالي مع وكيل أعماله. وأضاف: «هذا الأمر كان له تأثير كبير علي. سأفكر في هذا الأمر خلال الأيام الثلاثة المقبلة وسألتقي مع وكيل أعمالي روجر ويتمان لمناقشة الأمر الأسبوع المقبل. وبعدها سأرى إذا كان هناك جدوى من مواصلة اللعب في إيطاليا».

وكان بواتينغ أول لاعبي ميلان خروجا من الملعب عندما دأبت مجموعة من جماهير الفريق المضيف على توجيه صفارات الاستهجان للاعب الغاني وزملائه من أصحاب الأصول الأفريقية مبايي نيانغ وإيمانويلسون وسولي مونتاري. ولحق أليغري مدرب ميلان وباقي لاعبي الفريق ببواتينغ خارج الملعب بعدما ركل اللاعب الغاني الكرة نحو مدرجات الجماهير وخلع قميصه وغادر الملعب أثناء الهتافات العنصرية خلال شوط المباراة الأول.

وقال أليغري إنه يعد انسحاب فريقه في الدقيقة 26 من اللقاء، كان «الخيار الصحيح في مواجهة أمر من هذا النوع». وأضاف: «يجب أن نوقف هذه التصرفات المشينة، على إيطاليا كبلد أن تتقدم وتصبح أكثر تحضرا وذكاء». وقدم المدرب اعتذارا لبقية الجماهير التي لم تردد هذه الهتافات وكانت تأمل في الاستمتاع بمشاهدة نجوم ميلان. أما قائد ميلان اللاعب ماسيمو امبروزيني، فقال: «هذا أمر لا يمكن تحمله، كانت مباراة ودية، ولم يكن بإمكاننا أن نستمر باللعب في هذه الظروف، وكان علينا أن نعطي إشارة اعتراض».