نجح الميلان في ساعات قليلة في تغيير جلده وحصد مبلغ كبير من المال من أجل صفقة ماريو بالوتيللي المتوقعة. فقد أصبح رحيل باتو إلى كورينثيانس البرازيلي مؤكدا واقترب روبينهو بشدة من الانضمام إلى سانتوس وحصل الميلان على عرض من نادي زينيت لشراء إغناسيو أباتي. وبحسبة بسيطة يتضح أن أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان يقترب من تحقيق مبلغ 35 مليون يورو من هذه الصفقات، منها 15 مليون يورو مؤكدة بالفعل لقاء انتقال باتو إلى كورينثيانس بالإضافة إلى المكافآت (التي تدفع كل ثلاث سنوات). ودخلت المفاوضات مع نادي سانتوس بشأن روبينهو مرحلة حاسمة خلال لقاء تم بين مسؤولي الناديين مساء أول من أمس الجمعة الماضي في البرازيل. ورغم تدخل نادي أتليتكو مينيرو ورغبته في ضم اللاعب، منح الميلان الأولوية لرغبة روبينهو الذي يفضل العودة لارتداء فريقه القديم سانتوس الذي منحه فرصة التألق والظهور. ووجد في هذا الاجتماع مينو رايولا وكيل أعمال اللاعب. واستمرت المفاوضات التي بدأت في الـ10 مساء بتوقيت إيطاليا حتى ساعة متأخرة من الليل وبدا واضحا أن جميع الأطراف ترغب في التوصل لاتفاق نهائي. وحاول نادي سانتوس تخفيض راتب روبينهو الحالي مع الميلان الذي يبلغ 4 ملايين يورو خالصة الضرائب في الموسم الواحد حتى عام 2014.
لكن المفاجأة في سوق الانتقالات الخاصة بالميلان تتمثل في عرض نادي زينيت سان بطرسبرغ الروسي لضم إغناسيو أباتي. فقد أبدى النادي الروسي استعداده لدفع مبلغ 10 ملايين يورو للميلان وإبرام عقد جيد للاعب مقابل إتمام الصفقة. ولا شك أن الميلان وأباتي سيفكران بجدية في هذا العرض. ولن تبدأ المفاوضات الحقيقية إلا بعد عودة غالياني من البرازيل، لكن كل المؤشرات توضح أن الصفقة قد تتم دون أية مشكلات، لا سيما وأن أباتي يرتبط بعلاقة ودية مع مدرب زينيت تشيرتالدو. وما يدعم من إتمام الصفقة أيضا هو تجربة ميمو كريشيتو الناجحة في الدوري الروسي.
وبالنظر إلى أن مبلغ الـ63 مليون يورو الذي حصل عليه الميلان في الصيف الماضي من صفقتي بيع إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا قد تم استخدامه لسد عجز الميزانية، من المتوقع أن تستخدَم أموال الصفقات الجديدة لتدعيم الفريق. وقد أعلن النادي منذ عدة أيام عن نيته لضم مهاجم جديد في حالة رحيل باتو وروبينهو. والآن مع قرب رحيل الاثنين يستعد غالياني لعقد صفقة جديدة لدعم خط الهجوم. ويعتبر ماريو بالوتيللي الهدف المفضل لدى الميلان رغم تأكيدات نادي مانشستر سيتي المتكررة على بقائه بين صفوفه رغم توتر العلاقة مع المدرب مانشيني. وقد أعرب برلسكوني رئيس نادي الميلان أكثر من مرة عن تحفظه على تصرفات بالوتيللي خارج الملعب وقد يدفع ذلك للظن بأن الميلان لا يهتم بالمهاجم الإيطالي الشاب، لكن الحقيقة هي أن مسؤولي سوق الانتقالات بالنادي يضعون اللاعب ضمن قائمة أولوياتهم.
ومثلما حدث قبل عام واحد بشأن كارلوس تيفيز يتحرك الميلان بجدية ونشاط كبيرين في صفقته المرتقبة مع مانشستر سيتي. والفارق الوحيد هو أن العلاقة بين الميلان ومانشستر سيتي قد تحسنت بشكل كبير. وكان الميلان قد توصل في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الماضي لاتفاق نهائي بشأن شراء تيفيز من النادي الإنجليزي مقابل 28 مليون يورو لكن الصفقة فشلت في اللحظة الأخيرة بعد رفض باتو المفاجئ للانتقال إلى باريس سان جيرمان. وهكذا ربما يغير مانشستر سيتي من موقفه الرافض لبيع بالوتيللي قبل نهاية سوق الانتقالات الحالية في 31 يناير. وكانت إدارة النادي الإنجليزي قد حددت قيمة بالوتيللي بـ37 مليون يورو في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي وانسحب الميلان على الفور خاصة أن خزائنه كانت خاوية، على عكس الوضع الحالي.
ومن المستحيل أن يدفع برلسكوني مبلغ 35 مليون يورو التي سيجنيها من الصفقات الأخيرة لشراء بالوتيللي وحده. فهذه الأموال ينبغي أن تستخَدم في تمويل صفقات أخرى. وسوف يحاول الميلان بقوة خلال الأسابيع المقبلة دعم باقي خطوطه بلاعبين جدد ولن يقتصر الأمر على محاولة دعم خط الهجوم.