مسؤولو المنتخبات يخيفون لاعبيهم بفزاعة «الإعلام» في «خليجي 21»

الكل يهرب عند مشاهدة الكاميرا وأجهزة التسجيل.. واليمنيون الأكثر انفتاحا

TT

باتت وسائل الإعلام فزاعة تتهرب منها معظم المنتخبات المشاركة في بطولة كأس الخليج الـ21 التي تستضيفها العاصمة البحرينية المنامة على الرغم من قناعة معظم العاملين في تلك المنتخبات بالدور البارز الذي تقوم به تلك الوسائل الإعلامية في تغطية الحدث ونقل الوقائع التي تجري بمصداقية.

وفيما يبدو أن هناك شعورا ينتاب معظمهم بأن الإعلاميين يحملون أهدافا أخرى غير معلنة ويستترون بستار منشآتهم الإعلامية للوصول إلى غاياتهم، وذلك الإحساس يدفعهم للتعامل بأسلوب غير حضاري مع وسائل الإعلام، ومنع اللاعبين والأجهزة الفنية من الإدلاء بأي تصريح لهم، ليقيموا بذلك جدارا صلبا يعطل المهام الرئيسة التي من المنتظر تغطيتها، خصوصا أن المتابعات الإعلامية أحد أبرز العوامل التي تساهم في نجاح أي محفل رياضي.

مدرب المنتخب السعودي فرانك رايكارد اكتفى بمنح الإعلاميين 15 دقيقة من مران الأخضر يوم أمس والذي يسبق خوض لقاء العراق هذا المساء، على الرغم من أن مصادر «الشرق الأوسط» تشير إلى أنه اكتفى بتدريبات ترفيهية ولم يطبق أي متطلبات تكتيكية بعد أن خصص لها المعسكر الذي سبق البطولة واحتضنته المنطقة الشرقية، رايكارد فضل أن يعزل اللاعبين عن الإعلاميين، واستجابة لأقاويل متعددة تضع وسائل الإعلام كأحد الأسباب الضاغطة التي ينعكس وجودها سلبا على أي فريق أو منتخب، مما يجعل أصابع الاتهام تتوجه للإعلامي وليس للاعب الذي لا يحسن التعامل مع الإعلام.

المنتخب العراقي فرض سرية أكبر مما كان عليها الأخضر السعودي، فمنع وسائل الإعلام لم يكن مقصورا على الوجود في فترة التدريبات بل امتد لإلزام الإعلاميين بضرورة أخذ الإذن من مدرب العراق حكيم شاكر قبل القيام بأي حوار أو تصريح مع أحد اللاعبين، كما وجه شاكر تحذيرا شديد اللهجة للاعبين بضرورة الابتعاد عن وسائل الإعلام، وأن يكون هو البوابة الوحيدة لاتصال أي لاعب بأي إعلامي، وتلك الخطوة تضيق الخناق على الحرية الإعلامية التي تحتاج إلى ثقة لا محدودة بين جميع الأطراف التي تتعامل معها، دون أن تجد من مسؤول كبير هذا التوجس الذي أبداه مدرب العراق، والذي يثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا أن هذا الإجراء لم يكن مفروضا خلال الأيام الأولى من وجود البعثة العراقية في المنامة؛ حيث تعد هذه الشروط مستحدثة مما يؤكد أنها ارتجالية وغير مدروسة من قبل إدارة المنتخبات.

أما لاعبو المنتخب الإماراتي فهم الأكثر هروبا من وسائل الإعلام سواء الإماراتية أو غيرها؛ حيث يرفض اللاعبون التصريح لأي من وسائل الإعلام قبل أو بعد التدريبات ويكتفون فقط بالسماح للمصورين بالتصوير سواء في الملعب أو في فندق الدبلومات الذي تقيم فيه منتخبات المجموعة الأولى التي تضم منتخبات البحرين المستضيف وعمان وقطر إضافة للإمارات، ويأتي ذلك نتيجة للتعليمات المشددة التي فرضت عليهم من قبل الجهازين الإداري والفني بعدم التصريح لأي وسيلة إعلامية إلا بإذن مسبق والتنسيق مع الجهازين الإداري والفني من خلال المنسق الإعلامي للمنتخب الذي رشحه الكثير من النقاد لحصد اللقب الخليجي بغض النظر عن نتيجة مباراته الأولى أمس ضد المنتخب القطري.

فيما يعد لاعبو المنتخب اليمني الأكثر تقبلا للتصريحات في ظل التعاون التام من قبل المسؤولين اليمنيين الذين يعتبرون أن مثل هذه الدورات يمكنها إكساب اللاعبين خبرة كبيرة في التعامل مع الإعلاميين خصوصا أن الطموحات اليمنية لاتصل إلى حد الفوز باللقب بل إن الهدف المعلن هو إحداث مفاجأة كبيرة تتمثل في الفوز على أحد المنتخبات القوية .