صقور الأخضر في مهمة «اصطياد» أسود الرافدين

اليمن يخطط لمفاجأة الكويت في بطولة خليجي 21

TT

يستهل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مشواره في بطولة كأس الخليج في نسختها الـ21 اليوم بمواجهة نظيره العراقي في إطار منافسات المجموعة الثانية، عند الساعة 7.15 مساء على ملعب خليفة في مدينة عيسى بمملكة البحرين.

بينما تنطلق منافسات المجموعة الثانية عند الساعة 4.15 مساء بلقاء المنتخب الكويتي الذي يدافع عن لقبه، والمنتخب اليمني، وذلك على ملعب خليفة الذي تأسس في عام 1968 تحت مسمى ملعب مدينة عيسى كواحد من أقدم المنشآت الرياضية في البحرين، والذي استضاف دورة كأس الخليج الأولى عام 1970، حيث يتسع لنحو 15 ألف متفرج.

ويسعى الأخضر السعودي في البطولة الخليجية إلى محو إخفاقاته المتتالية وآخرها في بطولة غرب آسيا الشهر الماضي، فيما يأمل المنتخب العراقي الذي أنهى ثورة التغيير الجذري والمفاجئ في قائمته الأساسية بعد استقالة محدثها المدرب البرازيلي زيكو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى تحقيق اللقب الرابع الخليجي له في تاريخه، ويتساوى المنتخبان السعودي والعراقي في عدد مرات الظفر بالبطولة الخليجية، فكل منهما ذاق طعم التتويج 3 مرات.

واستعد منتخب أسود الرافدين جيدا للبطولة التي سيبدأ المنافسة عليها اليوم، فبلغ نهائي بطولة غرب آسيا في الاختبار الأول للمدرب الجديد الوطني حكيم شاكر الذي امتلك سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب بسبب ذلك الإنجاز القاري، وبجانب ذلك قاد شاكر منتخب العراق الأولمبي في 2012 للتأهل إلى كأس آسيا تحت 22 عاما التي ستقام لأول مرة في يناير (كانون الثاني) 2014 في عمان بعد تصدر مجموعته في التصفيات بسجل يخلو من الهزائم، وأعاد شاكر الهداف المخضرم يونس محمود إلى القائمة لكنه سيعتمد بوضوح على لاعبيه الشبان الذين تألقوا معه سابقا.

ومع ذلك تبدو السعودية دائما على الورق المرشحة الأبرز في كأس الخليج، وستكون بقيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد مرشحة للفوز بصدارة المجموعة الثانية، وفي ظل الخروج المبكر من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 سيصبح مستقبل رايكارد في خطر عند التعثر مرة أخرى في البطولة الخليجية التي بلغ الأخضر مباراتها النهائية في 2009 و2010.

وتقابل المنتخبان للمرة الأخيرة في كأس الخليج عام 2007 في الإمارات حين فازت السعودية بهدف نظيف في مرحلة المجموعات، لكن العراق يتفوق في سجل المواجهات المباشرة إذ فاز 13 مرة في 27 مباراة جمعت بينهما بجميع المسابقات مقابل ستة انتصارات للسعودية، فيما يصنف العراق عالميا في الترتيب الـ92 وفقا للتصنيف الشهري الأخير الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيما تحتل السعودية المركز 126.

ومن المرجح أن يدخل الأخضر السعودي المباراة بقائمة أساسية مكونة من وليد عبد الله في حارس مرمى، وأسامة هوساوي وأسامة المولد ومنصور الحربي وسلطان البيشي في خط الدفاع، وفي وسط الميدان معتز الموسى وسعود كريري وسلمان الفرج وسالم الدوسري، وناصر الشمراني وياسر القحطاني في الهجوم، في حين سيمثل العراق الحارس نور صبري ووليد سالم وعلي عدنان وعلي بهجت وأحمد إبراهيم ونبيل صباح وسيف سلمان وحمادي أحمد وخلدون إبراهيم وأحمد ياسين وعلاء عبد الزهرة.

وفي المواجهة الأولى، ستخوض الكويت مباراتها الـ100 خليجيا في بداية مشوار الدفاع عن لقب كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 21) بمباراة سهلة أمام اليمن الذي يبقى يتحسس طريق فوزه الأول، وتملك الكويت التي فازت في 53 مباراة من 99 بكأس الخليج نصيب الأسد في عدد مرات التتويج باللقب برصيد 10 مرات وبمعدل لقب واحد كل بطولتين، وستسعى بكل تأكيد لبداية مشوارها بشكل مثالي بعد أن حافظت على استقرارها الفني منذ تتويجها بالبطولة الماضية على حساب السعودية، وتبقى تعتمد تقريبا على نفس العناصر المتوجة في اليمن منذ عامين وبقيادة المدرب ذاته الصربي جوران توفجيتش.

ويمتاز منتخب الكويت بقدراته الهجومية الكبيرة في ظل وجود الثنائي المتفاهم بدر المطوع ويوسف ناصر ومن خلفهما الجناح السريع فهد العنزي أفضل لاعب في خليجي 20، ويظهر الفارق بين الكويت واليمن بشكل واضح، فالمنتخب الكويتي لم يغب عن بطولات كأس الخليج، فيما المنتخب اليمني لم يحقق أي فوز في 18 مباراة، وينتظر أن تكون المواجهة في هذه المباراة بين هجوم الكويت ودفاع اليمن خاصة، بعدما أكد البلجيكي توم سينتفيت مدرب اليمن أنه ينوي اللجوء إلى الدفاع في مبارياته الـ3 بدور المجموعات.

وعلى الرغم من توقف الدوري اليمني منذ فترة وعدم مشاهدة سينتفيت لأي مباراة محلية، يتمسك المدرب البلجيكي بتحقيق نتيجة مفاجئة على عكس التوقعات، وقال: «أريد أن يحقق اليمن فوزا واحدا في كأس الخليج وسيكون هذا مهما للفريق ولي، وحتى أكون واقعيا ربما أتلقى عروضا أفضل وأكون كاذبا لو قلت غير ذلك».

لكن اليمن الذي لا يمتلك الكثير من البدائل بعد أن تعرض لضربة بإصابة مهاجمه الواعد أيمن الهاجري وينتظر أن يغيب عن المباراة، إضافة إلى زميله نجيب حداد المتوقع أن يستمر غيابه حتى نهاية البطولة، وربما تفتح إصابة الهاجري الطريق أمام المهاجم علاء الصاصي بالمشاركة في القائمة الأساسية بعدما ابتعد عن المنتخب في الفترة الأخيرة وغاب عن بطولة غرب آسيا الشهر الماضي.

والتقى المنتخبان الكويتي واليمني في 9 مناسبات سابقة، وفازت الأولى في ست مباريات وتعادلا ثلاث مرات، وأبعد التصنيف العالمي المنتخبين عن القائمة المئوية فأوجد الكويت في المركز 117، فيما يحتل اليمن المركز 164.

الخبير الفني العراقي مجبل فرطوس أكد خلال رؤيته الخاصة لـ«الشرق الأوسط» أن مواجهة السعودية والعراق ستكون قوية للغاية، مشيرا إلى وفرة الدوافع لدى المنتخبين، وقال: «سيكون من المهم بالنسبة للأخضر السعودي الابتعاد عن أجواء انتكاسة المنتخب التي أحدثتها النتائج السلبية المفاجئة في البطولات والتصفيات الأخيرة التي خاضها».

وأضاف فرطوس: «عودة المهاجم ياسر القحطاني إلى قائمة المنتخب السعودي تصرف سيفيد الأخضر فنيا وسيعدد الخيارات أمام مدربه الهولندي فرانك رايكارد».

ووصف فرطوس الظروف المحيطة بالمهاجمين السعودي ياسر القحطاني ونظيره العراقي يونس محمود بالمتشابهة، مشيرا إلى استبعاد الأخير من لائحة أسود الرافدين قبل إعادته مجددا، وقال: «هناك الكثير من اللاعبين العراقيين المتميزين الذين سيغيبون عن هذه البطولة كنشأت أكرم وكرار وآخرين، لكن المدرب العراقي حكيم شاكر استعان بمن سيحقق طموحاته في البطولة الخليجية، فهو يلعب بنمط مختلف عن سلفه البرازيلي زيكو، إذ يعتمد على الكرات القصيرة كسبيل يسترشد به إلى مرمى المنافسين».

وتابع الخبير الفني العراقي: ستكون الفرصة سانحة للبروز أمام الأسماء الشابة العراقية كوليد سالم من الجهة اليمنى، وكذلك الحال بالنسبة لأحدث لاعب في الفريق العراقي علي عدنان من الجهة اليسرى الذي يحسن المهام الدفاعية والهجومية، وأعتقد أن مباراة اليوم ستكون قوية جدا وتكتيكية، فالمنتخب السعودي يملك لاعبي خبرة بحجم أسامة المولد وياسر القحطاني وسيكون لهما دورهما الهام في مواجهة العراق.

وتوقع فرطوس أن المواجهة التنافسية بين السعودية ومنتخب بلاده لن تجعل أحد الطرفين يلجأ إلى الدفاع، متوقعنا أن يصل المنتخبان إلى الدور الثاني من البطولة الخليجية.

وتطرق فرطوس إلى مباراة الكويت واليمن، مشيرا إلى أن إنجازات وتاريخ المنتخب الكويتي سترجح كفة الأزرق في المباراة، لافتا في الوقت ذاته إلى امتلاك اليمن للاعبين جيدين، وقال: «لكنهم يحتاجون إلى وقت طويل للمنافسة، حالهم حال المنتخب العماني الذي قدم أداء جيدا في الدورات الخليجية الأولى ولكنه كان يخرج خاسرا، حتى امتلك الجرأة الكافية للانتصار خلال الدورة قبل الماضية التي أقيمت في عاصمته مسقط».