هل يعيد ياسر إنتاج نفسه عبر المحفل الخليجي؟

النسخة الـ16 شهدت انطلاقته نحو سماء النجومية

TT

بجسم نحيل، وبقميص يبدو أكبر من حجمه، جلس ياسر القحطاني حبيسا لمقاعد البدلاء في أول لقاءات البطولة الثلاثة في خليجي 16 التي أقيمت في الكويت، وبعدما عجز خط الهجوم الأساسي عن وضع البصمة في شباك الخصوم منحه المدرب الهولندي فاندرليم الفرصة فكان المهاجم الشاب ذو الـ21 عاما في الموعد بعدما سجل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة أمام عمان ليطير بالأخضر السعودي لمعانقة ذهب البطولة بعدما كان مهددا بتوديع المنافسة على اللقب، ليكمل الأخضر مسيرة الفوز بأقدام المهاجم الصغير الذي واصل حضوره كلاعب أساسي أمام اليمن في مباراة المنتخب السعودي الأخيرة التي جمعته أمام اليمن حيث نجح القحطاني بتسجيل هدفي المباراة ليتوج الأخضر بالذهب الخليجي للمرة الثالثة في تاريخه والثانية على التوالي، مع ميلاد نجم جديد في فضاء الكرة السعودية.

وفي البطولة الخليجية الـ17 التي توج الأخضر السعودي بطلا لها للمرة الثالثة في تاريخه تحت قيادة مدربه الهولندي بيتر فاندرليم، منح الأخير الفرصة للثنائي يسري الباشا وطلال المشعل لقيادة خط الهجوم، ونجح الأخضر في الفوز في المواجهة الأولى أمام الإمارات بأهداف حملت توقيع محمد الشلهوب ورضا تكر، والمواجهة الثانية أمام قطر انتهت سلبيا دون أهداف، وفي المواجهة الثالثة أمام البحرين استدعى فاندرليم ياسر القحطاني لقائمته الأساسية لينتصر الأخضر السعودي بهدف سجله إبراهيم السويد ونجح القحطاني في تسجيل هدف بطريقة رائعة لكن حكم المباراة قام بإلغائه، وفي المواجهة الرابعة للمنتخب واصل القحطاني حضوره في قائمة الهولندي فاندرليم بعدما عجز خط الهجوم الأساسي عن زيارة شباك الخصوم واشتدت المنافسة، ظهر الشاب الصغير في مواجهته الخليجية الثانية دون أن يضع بصمته التهديفية بعدما شارك في 55 دقيقة بمواجهة الكويت التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله سجل للسعودية محمد الشلهوب وللكويت خالد عبد القدوس، وفي المواجهة الحاسمة قبل الأخيرة أمام عمان منح المدرب الهولندي فاندرليم الفرصة كاملة للمهاجم ياسر القحطاني فنجح في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة قبل أن يواصل حضوره التهديفي في المواجهة الأخيرة أمام اليمن بتسجيل هدفي المباراة ليتوج الأخضر بطلا للبطولة التي كانت تقام بنظام المجموعة الواحدة.

ياسر بن سعيد القحطاني المولود في 11 أكتوبر (تشرين الأول) 1982 بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، بدأ بمداعبة الكرة عن طريق فرق الحواري ليشارك مع فريقه بدورة نظمتها شركة «أرامكو» ليبرز نجمه وتتهافت عليه أندية المنطقة الشرقية (الاتفاق والقادسية)، كان قريبا من الاتفاق إلا أن الخلافات المادية قادته للتوقيع مع القادسية بمبلغ زهيد لا يتجاوز الـ50 ألفا، نجح القحطاني في قيادة فريقه للصعود من دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الممتاز بعدما تصدر قائمة الهدافين، ليجذب الأنظار حوله وفي مقدمتهم مدرب المنتخب السعودي بيتر فاندرليم الذي ضمه لقائمته المشاركة في كأس العرب عقب مشاركة مميزة للقحطاني في المنتخب الأولمبي بدورة الصداقة الدولية التي أقيمت في أبها، تألق القحطاني في دورة الخليج الـ16 في الكويت التي كانت بمثابة ميلاد النجومية له، ليواصل تألقه عقب ذلك مع فريقه القادسية الذي نجح في قيادته للمباراة الختامية لكأس ولي العهد أمام الهلال، بعد مسيرة متميزة للقناص بدأت الأندية الكبيرة تطلب وده ابتداء من الأهلي ومرورا بالاتحاد والهلال حيث نجح الأخير في ضمه لصفوفه في عام 2005 بصفقة مادية هي الأكبر سعوديا بعدما فاقت حاجز الـ20 مليونا، واصل المهاجم القحطاني تألقه ومسيرته المتميزة مع فريقه الهلال ومع الأخضر السعودي حيث شارك في كأس العالم 2006 ونجح في تسجيل هدف للأخضر السعودي أمام تونس، وفي بطولة آسيا 2007 للمنتخبات منحه المدرب البرازيلي أنجوس الثقة بعدما سلمه شارة القيادة في البطولة التي حل فيها الأخضر في المركز الثاني خلفا للبطل العراق، وفي ذات العام توج القحطاني بجائزة أفضل لاعب على صعيد القارة الآسيوية.

مسيرة القحطاني المتميزة مع الأخضر لم تعد كما كانت منذ موسم 2007، حيث شابها الكثير من الخمول والركود وهي الفترة التي لم يظهر فيها الأخضر السعودي كافة بصورة متميزة ولازمه الإخفاق كثيرا، حيث فشل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 و2014 على التوالي، إضافة لخروجه المرير من دور المجموعات في بطولة كأس آسيا 2011 التي أقيمت في الدوحة وكان فيها ياسر القحطاني قائدا للأخضر السعودي.

اليوم يعيد التاريخ نفسه وإن تغير الزمان والمكان حيث تقام البطولة بنسختها الـ21 في العاصمة البحرينية المنامة ويبحث فيها الأخضر عن هويته بالمنافسة القوية على اللقب الخليجي تحت إدارة فنية هولندية وقيادة المهاجم ياسر القحطاني الذي بات اسما كبيرا في تاريخ الكرة السعودية مقارنة بالبطولة الـ16 التي أقيمت في عام 2003، فهل ينجح القناص تحت قيادة «هولندية» في إعادة صياغة نفسه وقيادة المنتخب السعودي لمعانقة الذهب الخليجي في وقت تبدو فيه الكرة السعودية بحاجة ماسة لبطولة تداوي جراحها التي نزفت كثيرا في الفترة الأخيرة؟