الصحف القطرية تهاجم منتخب بلادها وتطالب بمحاكمة المدرب

حمد بن خليفة حذر الجهاز الفني من تكرار الإخفاقات في المباراة المقبلة

TT

شنت الصحف القطرية الصادرة أمس الأحد هجوما عنيفا على منتخبها الكروي بعد الخسارة القاسية التي لقيها أمام نظيره الإماراتي 1 - 3 أول من أمس في أولى مبارياته في «خليجي 21» في البحرين، ووجهت الصحف أيضا انتقادات حادة إلى المدرب البرازيلي باولو أوتوري، وجهازه الإداري.

وكان تركيز الإعلام القطري على أوتوري؛ فحمله البعض مسؤولية الخسارة والأداء المتواضع، في حين انتقد البعض الآخر اللاعبين «الذين لم يصبحوا يصلحون لتمثيل الكرة القطرية».

وكتبت «الراية» على صدر صفحتها الأولى: «من أولها يا العنابي»، وأضافت: «بداية محبطة وثلاثية تكشف الأوضاع السلبية»، ووجهت انتقادا عنيفا إلى أوتوري «وطالبت بمحاكمته بعد أن فشل في قيادة المنتخب أمام فريق شاب بقيادة مدرب وطني»، وقالت أيضا: «إن المنتخب ظهر بلا خطة وبلا تكتيك».

وعنونت «الوطن»: «بداية تفشل وبلا هوية»، وأشارت إلى أن المنتخب «خسر من 3 أخطاء دفاعية أمام الإمارات»، أما «الشرق» فعنونت: «العنابي صدمنا»، ولم تبتعد صحيفة «العرب» كثيرا، فكتبت: «منتخبنا محبط».

من جهته، أعلن أوتوري أنه يتحمل مسؤولية الخسارة، قائلا: «لم نؤدِّ في لقاء الإمارات جيدا؛ سواء بصورة فردية أو جماعية، وفي المقابل لعب المنتخب الإماراتي جيدا، وكان الأفضل في اللقاء، وأهنئه على الأداء والفوز». وأضاف: «لم نلعب من قبل بهذه الطريقة السيئة، التي لم أتوقعها، ومسؤوليتي الآن أن أبحث عن حلول للأخطاء التي حدثت في اللقاء قبل خوض مباراة عمان المقبلة».

وعن سبب هبوط المستوى، رغم البداية الجيدة وتسجيل هدف السبق، قال أتوري: «للأسف، فقدنا التركيز لفترة طويلة في اللقاء، حيث إن الأهداف الثلاثة التي سجلها المنتخب الإماراتي تظهر؛ فالهدف الأول من ركلة ثابتة، والثاني من تمريرة عرضية، والثالث من ركلة ركنية، وفي الكرات الثلاث العنابي فقد التركيز، وهذا السيناريو الذي حدث في لقاء كوريا الجنوبية في تصفيات المونديال».

وأوضح: «دائما أقف في الواجهة، وأدافع عن اللاعبين، وهذا لا يمنعني من القول إنهم لم يلعبوا بالصورة المطلوبة، لكن علينا أن نتدارك ذلك قبل اللقاء المقبل».

من جانبه، عبّر الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم عن عدم رضاه بالمستوى الذي قدمه اللاعبون خلال الهزيمة على يد المنتخب الإماراتي 1/ 3، أول من أمس (السبت) في المباراة الافتتاحية من بطولة كأس الخليج المقامة حاليا بالعاصمة البحرينية المنامة.

وأكد الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد، خلال لقائه بالإعلاميين، صباح أمس (الأحد)، بفندق إقامة المنتخب القطري، أن الأبيض الإماراتي استحق الفوز عن جدارة واستحقاق، مضيفا: «لقد لعبنا جيدا خلال الدقائق العشر الأولى، وتوّجنا ذلك المجهود بهدف، ولكن بعد ذلك تراجع الأداء وكثرت الأخطاء، مما أعطى المنافس فرصة حسم المباراة لصالحه».

وأضاف: «لا أدري ما الذي حدث في هذه المباراة، خاصة أن كل الظروف كانت مهيأة لنسيطر على مجريات اللعب بعد أن بادرنا بالتسجيل, عموما، لقد كانت هناك جلسة مع المدرب واللاعبين صباح أمس (الأحد)، لمناقشة أسباب هذه الهزيمة، والبحث عن سبل تعويضها».

وفي خصوص اللقاء المقبل ضد المنتخب العماني، مساء غد (الثلاثاء)، قال: «ستكون مواجهة صعبة للغاية على المنتخبين، وخاصة بالنسبة إلينا، لأننا مطالبون بالتعويض وتقديم رد فعل قوي إذا أردنا الذهاب بعيدا في هذه البطولة.. بطاقة التأهل ما زالت موجودة، وفرصتنا قائمة، بشرط أن نظهر بصورة أفضل في المباراتين المقبلتين، خاصة أن لدينا الخبرة لتحقيق الفوز والصعود للدور المقبل إن شاء الله».

وذكر الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد أنه يتقبل الانتقادات التي وجهت لاتحاد الكرة واللاعبين بعد الهزيمة، قائلا: «نتقبل الانتقادات بصدر رحب، خاصة أن النتيجة والأداء خيبا ظن الجماهير القطرية، ولكن أتمنى أن يتعامل اللاعبون مع الانتقادات بطريقة إيجابية، ويمثل ذلك لهم حافزا للرد بقوة في لقاء عمان، إن شاء الله».

ووجه رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إنذارا مبطنا بالإقالة لمدرب منتخب بلاده أتورى، الذي يقود العنابي في «خليجي 21»، حيث شدد على أن الخسارة في حال حصولها بالنسبة للمنتخب القطري أمام عمان فسيستدعي ذلك التصرف بشكل آخر تجاه الجهاز الفني، خصوصا أن الخسارة من عمان ستعني خروج العنابي مبكرا من المنافسة على لقب النسخة الحالية.

وكان المدرب أتوري قد برر الخسارة الثقيلة التي تعرض لها في المباراة الأولى ضد الإمارات بكثرة الأخطاء الفنية التي حصلت من قبل اللاعبين؛ سواء بشكل فردي أو جماعي، إلا أنه حمل نفسه هذه الخسارة، التي جعلته يعترف بشكل صريح بأن منتخبه كان سيئا في الملعب، مقارنة بالمنتخب الإماراتي الذي سجل لاعبوه ثلاثية في تلك المباراة. يذكر أن أتوري نفسه يقود المنتخب القطري في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، وهو محل جدل كبير في الشارع الرياضي القطري، خصوصا أن فرص المنتخب القطري في الوصول للمونديال تتراجع، وهو الأمر الذي بات يقلق اتحاد اللعبة في قطر، وسيصدرون حكمهم النهائي حول بقاء المدرب أو رحيله بناء على النتائج التي سيحققها منتخبهم في بطولة الخليج الحالية.