التعويض يلهب موقعة «قطر وعمان».. والبحرين في مهمة انتحارية أمام الإمارات

اليوم ضمن منافسات المجموعة الأولى في «خليجي 21»

TT

تُستأنف اليوم منافسات بطولة كأس الخليج الـ21 في مملكة البحرين بلقاءين ضمن المجموعة الأولى، حيث يلتقي المنتخب القطري بمنافسه العماني عند الـ4:15 عصرا على ملعب البحرين الوطني، فيما تجمع المباراة الأخرى التي ستقام عند الـ7:15 مساء على الملعب ذاته, المنتخب الإماراتي متصدر مجموعته بنظيره البحريني مستضيف البطولة.

وخرج منتخب قطر بخسارة ثقيلة في المباراة السابقة أمام الأبيض الإماراتي في الجولة الأولى 1 - 3، فيما تعادل مستضيف الدورة المنتخب البحريني أمام نظيره العماني في افتتاحية البطولة.

وتتفوق قطر على منافستها في تاريخ مشاركاتهما في دورات كأس الخليج بواقع 11 فوزا مقابل 5 لعمان، بينما تعادل المنتخبان مرة واحدة. ويتعين على أوتوري المسير الفني للعنابي أن يحسن الاستفادة من خلفان ومسعد الحمد ومحمد كسولا وبلال محمد وإبراهيم ماجد وحسن الهيدوس ووسام رزق وسيباستيان سوريا وغيرهم قبل فوات الأوان، لأن عدم الفوز اليوم على عمان سيجعل المهمة لاحقا شبه مستحيلة في إمكانية التأهل إلى نصف النهائي. واعتبر أوتوري الذي تحمل مسؤولية الخسارة الأولى أن منتخبه «لم يلعب جيدا على الصعيدين الفردي والجماعي»، مؤكدا على وجوب معالجة الأخطاء وتدارك الوضع أمام عمان. لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق أمام منتخب عماني تعرض بدوره إلى انتقادات حادة بسبب سوء أدائه أمام البحرين، خصوصا تواضعه من الناحية الهجومية على الرغم من وجود عماد الحوسني وإسماعيل العجمي، لكن الخلاصة كانت أنه في مرحلة تجديد أدت إلى عدم استقرار من الناحية الفنية، وأن كثيرا من اللاعبين لا يملكون الخبرة الكافية في مثل هذه الدورات.

منتخب عمان الذي بدأ مشاركته في الدورة الثالثة عام 1974، توج باللقب مرة واحدة على أرضه عام 2009 بقيادة المدرب الفرنسي كلود لوروا بتغلبه على السعودية بهدف نظيف في المباراة النهائية. وعمد المدرب الحالي الفرنسي الآخر بول لوغوين إلى ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب العماني الذي يواصل مشواره أيضا في الدور الرابع من تصفيات المونديال. مما يذكر أن الحارس مازن الكابسي لم يختبر كثيرا أمام البحرين، وقد تولى حراسة عرين المنتخب العماني بدلا من علي الحبسي، أفضل حارس مرمى في 4 دورات متتالية من 2003 إلى 2009، لأن فريقه ويغان الإنجليزي رفض تحريره، إذ إن الاتحاد الدولي (فيفا) لم يضع البطولة ضمن روزنامته حتى الآن. وإلى جانب الكابسي والعجمي والحوسني الذي كان غائبا عن المجريات أمام البحرين، يعول لوغوين على حسن مظفر وعيد الفارسي وأحمد حديد (لم يظهر بالمستوى المطلوب أيضا في المباراة الأولى) وسعد المخيني وأحمد مبارك كانو وغيرهم من اللاعبين. ولم يدفع لوغوين بنجم خط الوسط فوزي بشير في المباراة الأولى، ومن المتوقع أن يجري تعديلا على خطته التي لم تثمر أمام قطر، لأن الخسارة تعني سلوك طريق الخروج من الدور الأول، كما أن التعادل لن يدعم موقف المنتخب كثيرا في مجموعة وصفت بالأقوى منذ سحب القرعة. وكشفت المباراة الأولى عن أن منتخب عمان يدفع ثمن ابتعاد عدد من نجومه بسبب الاعتزال أو عدم اختيارهم إلى التشكيلة كمحمد ربيع وبدر الميمني وحسن ربيع هداف «خليجي 19» وغيرهما.

وفي المباراة الأخرى تتطلع الإمارات إلى خطوة ثانية ناجحة بعد عرض رائع في مباراتها الافتتاحية حين تواجه اليوم البحرين صاحبة الأرض في كأس الخليج. وقدمت الإمارات بقيادة الموهوب عمر عبد الرحمن العرض الأفضل في الجولة الافتتاحية لكأس الخليج بين الفرق الثمانية، إلا أن المدرب مهدي علي يثق أنه لا يزال أمام فريقه الكثير من العمل. وقال مدرب المنتخب الإماراتي الذي قاد تشكيلته الشابة لتقديم عروض قوية في ألعاب لندن الأولمبية 2012: «أعتقد أن لبطولة الخليج خمس خطوات ونحن تجاوزنا الخطوة الأولى بصورة إيجابية ونحن سعداء بذلك. ولا تزال هناك خطوتان قبل التأهل للأدوار النهائية». وسيكون من المرجح أن يواصل الالتزام بثبات تشكيلته الحالية وأسلوبه الخططي الذي يعتمد فيه على الثلاثي الهجومي عبد الرحمن وعلي مبخوت وأحمد خليل بعد أن جنى ثماره أمام قطر في الجولة الأولى، حين حول تأخره إلى فوز 3 - 1.

والمواجهة بين الإمارات والبحرين من أكثر المنافسات الخليجية من حيث التكافؤ، إذ فازت الإمارات في 11 مباراة مقابل 9 انتصارات للبحرين في 24 مباراة بينهما. ولن يرغب الأرجنتيني جابرييل كالديرون مدرب البحرين في تكرار لآخر مباراة ضد الإمارات، حين فازت 6 - 2 في دبي وديا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهي نتيجة أطاحت بسلفه الإنجليزي بيتر تيلور، لكن البحرين لم تقدم الكثير في المباراة الافتتاحية السبت الماضي حين تعادلت من دون أهداف مع عمان في مباراة مملة، لتوحي بأنها ستقتفي أثر منافسيها الثلاثة في المجموعة الأولى الإمارات وعمان وقطر، الذين أحرزوا جميعا اللقب الخليجي، عندما استضافوا المسابقة التي تقام كل عامين خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

لم تصنع البحرين أي فرصة حقيقية على مرمى عمان، التي لا تزال تنافس في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، على الرغم من مساندة ضخمة من مشجعيها في الملعب الوطني من ضمنهم الملك حمد بن عيسى، ورفض كالديرون إلقاء اللوم على أسلوبه الخططي في التعادل المخيب خلال المباراة الافتتاحية، وقال: «البحرين سجلت 3 أهداف في مرمى غينيا وديا قبل البطولة عن طريق الخطة ذاتها، وبالنسبة لي سأبقي على التنظيم نفسه وأحاول تحسين الجانب الهجومي، وحتى أفوز يجب أن ألعب بشكل جيد».

الخبير الفني الإماراتي فهد خميس أكد خلال رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» أن مواجهة قطر وعمان لا تقبل أنصاف الحلول بسبب النتائج التي آلت إليها مباراة المنتخبين خلال أولى جولات البطولة، وأضاف: «المنتخب القطري لم يظهر خلال المباراة السابقة بالصورة المتوقعة كأحد أقوى المرشحين، بينما تجلى أثر التجديد على المنتخب الأحمر في مواجهة عمان الماضية أمام البحرين، إذ لم يعد المنتخب العماني بالقوة ذاتها التي كان عليها خلال السنوات القليلة الماضية».

وتوقع خميس أن تتسم المباراة بالعصبية والشد نظير الضغوط التي ستلازم عناصر المنتخبين مع انطلاق صافرة بداية المباراة، وقال إن «الفرص في المباراة ستكون شحيحة، وستنتهي المواجهة لمصلحة قطر».

وأشار الخبير الإماراتي إلى خط المنتصف كمكان قوة للمنتخب لعماني بوجود ثلاثي الخبرة كانو وحديد إضافة إلى العجمي، لافتا إلى معاناة عمان في الخط الدفاعي، مشيرا إلى أن الحوسني لم يقدم عطاء يوازي قدراته في المباراة الماضية لأسباب قد تعود لعدم وجود لاعب مساند له في الخط الهجومي. بينما تحظى قطر بخط هجوم ناري وبلاعبي الخبرة في جميع الخطوط، كسعد الحمد وكسولا وسباستيان وأحمد خيطان إضافة إلى خلفان إبراهيم.

وانتقل فهد خميس للمواجهة الأخرى بين البحرين والإمارات، مشددا على أن المباراة ستكون صعبة للغاية على الطرفين بفعل الرغبة في الانتصار؛ فالإمارات يرغب في خطف أولى بطاقات التأهل، فيما تسعى البحرين إلى تجنب الحسابات المعقدة للتأهل للمرحلة المقبلة من البطولة التي تقام على أرضها.

وقلل الخبير الإماراتي من انعكاس النتيجة الثقيلة التي خسرت بها البحرين آخر مواجهاتها أمام الإمارات 6 - 2، مشيرا إلى التغير في عناصر البحرين بما يفوق 6 لاعبين بعد الاستعانة بلاعبي الخبرة كسلمان عيسى وعبد الله المرزوقي إضافة إلى سالمين.