اليوفي والميلان.. صراع شرس اليوم في ربع نهائي كأس إيطاليا

بلاتر اعترض على إيقاف مباراة الهتافات العنصرية أمام برو باتريا

TT

«هنا لا يوجد فريق من المريخ، حتى نحقق الفوز نحن في حاجة إلى العمل، العمل ثم العمل، وأقدام راسخة على أرض الواقع»، هكذا صرح كونتي مدرب اليوفي فور تعرض فريقه للخسارة أمام سمبدوريا في الدوري المحلي الأحد الفائت. نفس المفهوم الذي تم التأكيد عليه صباح أول من أمس في غرفة خلع ملابس اليوفي بمقر التدريب بطريقة أكثر حسما (ومن المحتمل أيضا أكثر تلوينا). مثلما حدث بعد خسارة الفريق أمام الإنتر، حيث تمكن حينها اليوفي أولا من التقدم ثم شعور قوي بالاكتفاء في إدارة النتيجة. كونتي يرغب في رؤية فريق متعطش للانتصار داخل الملعب ويطالب باستعادة عيون النمر اليوم (الأربعاء) أمام الميلان في ربع نهائي كأس إيطاليا. واستغرق حديث «الاستفاقة» نحو نصف ساعة، وداخل غرفة خلع الملابس لم يكن هناك سوى مدرب الفريق ولاعبي الفريق. أما خلال مران الفريق، على العكس، حضر جميع المسؤولين، كما يحدث غالبا، ولا سيما في اللحظات الصعبة. وعليه حضر رئيس النادي اندريا انيللي ومدير عام اليوفي بيبي ماروتا والمدير الرياضي فابيو باراتيتشي والإداري بافل نيدفيد. ومن المفترض أن يحضر مسؤولو النادي أيضا المران الأخير للفريق قبل لقاء الميلان.

يذكر أن اليوفي يرد دائما بشكل جيد بعد الهزائم التي يتعرض لها. بعد الخسارة 1 / 3 أمام الإنتر (أول خسارة لفريق اليوفي في الاستاد الجديد)، وصلت على سبيل المثال سلسلة من النتائج الإيجابية، أمام نورسيلاند (4 / 0 على ملعب يوفنتوس) ثم على ملعب بيسكارا (6 / 1) قبل التعادل دون أهداف أمام لاتسيو. وعلى الفور ارتفع أداء اليوفي بعد هزيمة سان سيرو أمام الميلان: ستة انتصارات متتالية. والضحايا؟ تورينو وشاختار دونيتسك وباليرمو وكالياري مرتين (في الدوري وفي الكأس) وأتلانتا. سلسلة من النجاحات تم قطعها فحسب الأحد المنصرم أمام سمبدوريا. وكذلك كان رد فعل يوفنتوس حاسما بعد الخسارة الوحيدة التي تعرض لها في الموسم الفائت، في نهائي كأس إيطاليا أمام نابولي، آخر مباراة رسمية لموسم 2011 - 2012: ومع انطلاقة الموسم الجديد جاء رد اليوفي الفوري على تلك الهزيمة (من خلل الفوز بكأس السوبر الإيطالية) أمام فريق والتر ماتزاري، ثم الفوز أمام بارما في أولى مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي هذا الموسم، وبعدها أودينيزي وجنوا، ثم العرض الكروي الرائع أمام تشيلسي الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 2 / 2. كلها هذه أمور محفزة لليوفي قبل لقائه اليوم أمام الميلان، تلك المباراة التي يشعر بأهميتها كونتي وإدارة النادي بسبب هيبة التحدي وبسبب الخسارة الأخيرة التي تلقاها الفريق في الدوري.

وسيعود مهاجم الجبل الأسود ميركو فوتسينيتش والتشيلي ارتورو فيدال اليوم للمشاركة مع الفريق منذ بداية اللقاء، بينما ليستشتاينر (الموقوف في الدوري) سيتم الاقتراع بينه وبين ايسلا. وسوف يشارك ماروني أيضا ولكن في وسط الملعب، بينما من المحتمل أن يستريح المخضرم أندريا بيرلو ولا يشارك من بداية اللقاء.

من جهة أخرى، وعلى صعيد إيقاف لاعبي الميلان مباراتهم الودية أمام فريق برو باتريا الودية الماضية بسبب تعرض بواتينغ ورفاقه للهافات العنصرية، انتقد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم تصرف لاعبي الميلان الذين تركوا الملعب ردا على الهتافات العنصرية، في اليوم الذي قرر فيه الفريق القيام بتدريبات الإحماء في الملعب بقمصان كتب عليها «الميلان ضد العنصرية» كي لا ينسوا الإهانات العنصرية الماضية. وبهذا الصدد عقب بلاتر قائلا: «لا أظن أن ترك الملعب حل جيد، فنحن نحتاج إلى عدم التسامح والقوانين الصارمة ضد العنصرية. ولا أعتقد أن اللاعب يمكنه ترك الملعب وإلا سيتعرض لعقوبة الإيقاف. ويتعين على الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أن يفكر جيدا في ما حدث. فالحل الوحيد يتمثل في العقوبات الحاسمة». وعقب بواتينغ أول من أمس على الهتافات العنصرية الأخيرة الموجهة لمهاجم كالياري إيباربو في مباراة لاتسيو الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلا: «من المحزن أن نسمع هذه الهتافات العنصرية بعد يومين من تركنا للملعب إثر التعرض لهتافات مهينة مماثلة. هذا محزن جدا!».

وجاء رد الميلان رسميا عبر موقعه على الشبكة العنكبوتية، قائلا: «النادي يؤكد اعتراضه على أي شكل من أشكال العنصرية، ويدعو جميع العناصر الكروية المحلية والدولية لتطبيق معايير وعقوبات أكثر حزما وفعالية». وقد عبر قائد الفريق أمبروزيني عن المفهوم ذاته بشكل أو بآخر، قائلا: «من الإنصاف أن تطبق قوانين موحدة، فبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يمكن للحكم إيقاف المباراة، بينما لا يمكن ذلك في إيطاليا. لذا أردنا أن نحل المشكلة». وأضاف ماسيميليانو أليغري، قائلا: «نحتاج إلى من يسن قوانين واضحة، لأن اللاعب لا يمكنه إيقاف المباراة».

ومن كان حاضرا وقت الهتافات المسيئة يرى أن التوقف عن لعب المباراة كان تصرفا سليما، كما أكد فرانشيسكو أتشيربي، قائلا: «كل منا لديه رأيه الخاص. وبواتينغ أبلى حسنا لأن الجميع كان يهينه. ودعت الحاجة إلى هذا التصرف». ويتفق مع في ذلك دانييل بونيرا، قائلا: «الميلان لم يخطئ في تصرفه». أما من غاب عن المباراة الودية للإصابة فيقلل من شأن ما حدث كما اختتم باتزيني الحديث مازحا بقوله: «وما دخلي بحديث بلاتر؟... أبلى زملائي بلاء حسنا، ولكن علينا التوقف الآن عن الحديث عن الأمر، وإلا سنعطي المتعصبين أهمية». وجدير بالذكر أن جماهير بروباتريا قد رفعت شعار «لا للعنصرية» في المباراة التالية بعد ما حدث أمام الميلان.