الصقور الخضر في مهمة النهوض «خليجيا» عبر شباك اليمن

العراق والكويت يصطدمان في قمة كروية بحثا عن صدارة «الثانية»

TT

يخوض المنتخب السعودي مواجهته الثانية في «خليجي 21» بالبحرين بهدف النهوض واللحاق بحسابات التأهل، وذلك عندما يواجه المنتخب اليمني في إطار منافسات المجموعة الثانية مساء اليوم عند الساعة الـ7:15 على ملعب مدينة خليفة، ويسعى الأخضر لتجاوز آثار الخسارة من العراق بهدفين دون مقابل في الجولة الأولى، بينما يدخل المنتخب اليمني اللقاء بعد تلقيه خسارة مماثلة من الكويت بذات النتيجة، فالمنتخبان يدخلان المواجهة بظروف متشابهة، وتعد خطوة مهمة وتعويضية للأخضر للبقاء في المنافسة والوصول إلى المربع الذهبي للبطولة، ونفس الأمر ينطبق على الآمال اليمنية لأحداث بصمة له للعمل على تعثر المنتخب السعودي، ويعيش الأخضر وضعا فنيا غير متزن، فرغم إمكانياته الجيدة والفوارق التي يملكها في صفوفه ومحاولاته في السيطرة في مباراة العراق فإنه خسر بكرتين ثابتتين وعجز عن التعديل رغم استحواذه الكبير على الكرة، وتميل الكفة الفنية لمصلحته نظرا للفوارق الفنية الكبيرة بين الطرفين، وسيحاول اللاعبون السعوديون تجاوز الضغوط التي تحيط بهم لإثبات مقدرتهم للعودة والمنافسة، وبالنظر إلى تاريخ مواجهة الفريقين تميل الكفة لمصلحة المنتخب السعودي، ويعد المنتخب اليمني الأقل استعدادا وجاهزية من المنتخبات الخليجية، ويحلم بتحقيق أول فوز له في تاريخ مشاركاته الخليجية.

واستعد الأخضر لهذا اللقاء نفسيا وفنيا وتم تجديد الثقة بالجهاز الفني واللاعبين من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتم عقد عدد من الاجتماعات للعمل على تغيير الصورة السابقة، ومن المرجح أن يدخل مدرب المنتخب الهولندي ريكارد بقائمة أساسية مكونة من وليد عبد الله في حراسة المرمى، وأسامة هوساوي وأسامة المولد في منطقة العمق الدفاعي، وعلى الأطراف سلطان البيشي ومنصور الحربي، وفي الوسط سعود كريري ومعتز الموسى وسالم الدوسري وفهد المولد، وفي المقدمة ياسر القحطاني وناصر الشمراني. وقد يستعين ببعض الأسماء كصناع لعب في منتصف الملعب مثل مشاركة أحمد عطيف وتيسير الجاسم. والتشكيل مثالي وفقا للأسماء الموجودة في البطولة، ولكن يجب أن تكون الطريقة مناسبة لإمكانيات اللاعبين مثل الابتعاد عن الأدوار المزدوجة والعشوائية في منطقة الوسط والتسرع مع ضرورة نقل الكرة بسرعة وخلق فرص حقيقية للتسجيل بالتحرك على الأطراف بشكل جيد.

من ناحية أخرى، ليس لدى المنتخب اليمني ما يخسره، وسيلجأ مدربه البلجيكي تو سنتفيت إلى أسلوبه المعتاد الدفاعي الواضح الذي يصعب التسجيل في مرماه، والذي يرى أنه يلعب بواقعية حسب إمكانيات فريقه، ويبرز من اليمن سعد السوادي ومحمد فؤاد وعبد العزيز الجماعي ووحيد الخياط ومنصر باحاج وخالد بلعبيد ومحمد بقشان ومحمد بارويس وعصام الوارقي وصلاح الزريقي وعلاء الصاصي.

وفي اللقاء الآخر الذي سيقام عصر اليوم ويسبق مواجهة السعودية مع اليمن سيجمع بين منتخب الكويت ونظيره العراقي على ذات الملعب، وتعد هذه المباراة مواجهة مهمة وتاريخية على قمة المجموعة الثانية، فموقف المنتخبين متشابه بعد أن نجح الكويت في الفوز على اليمن وانتصار العراق على السعودية، فكل منهما لديه ثلاث نقاط وهدفان، وحافظا على شباكهما، ولذلك يطمحان في مواصلة الانتصار والاقتراب كثيرا من التأهل للدور النصف النهائي، ودائما ما تحمل مواجهات الكويت والعراق الندية الكبيرة والتنافس التاريخي بين المنتخبين، وهو ديربي معروف في بطولات الخليج ونتائجه لا تخضع للمقاييس الفنية وحدها، ولكن للعامل النفسي للاعبين دور مهم. ورغم القناعة باستعدادات المنتخبين لهذه البطولة قبل انطلاقها فإنهما نجحا في كسب رهان الجولة الأولى، فالكويتيون غير راضين عما يقدمه منتخبهم مع مدربه الصربي دراغان غوران، إلا أنه يملك لاعبين جيدين يجيدون اللعب على الأطراف بتمكن عالٍ. ويعاني الأزرق من قلة عطاء خط الوسط، ومن المتوقع أن يدخل بتشكيل مكون من نواف الخالدي وحسين فاضل ومساعد ندا ومحمد راشد وعلي المقصيد ووليد علي وحسين حاكم وحمد أمان وبد المطوع ويوسف الناصر.

أما المنتخب العراقي فتعرض لعدم استقرار فني باستقالة البرازيلي زيكو وحل بدلا منه المدرب العراقي المؤقت حكيم شاكر، الذي استدعى عددا من اللاعبين الواعدين مع إعادة بعض أسماء الخبرة للمنتخب العراقي، ومن المتوقع أن يمثله اليوم نور صبري ووليد سالم وعلي عدنان وعلي بهجت وأحمد إبراهيم ونبيل صباح وسيف سلمان وحمادي أحمد وخلدون إبراهيم وأحمد ياسين وعبد رب الزهرة.

وقال المدرب والمحلل العراقي مجبل فرطوس في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «مواجهتا اليوم هامتان للفرق الأربعة للبقاء في المنافسة، فهي الجولة التي عادة ما تظهر الفرق إمكانياتها الفنية بشكل أكبر من اللقاءات الافتتاحية في البطولات لظروف الشد والتعود على أجوائها، وإن كان المنتخب اليمني أقل حظا من السعودية والكويت والعراق، التي سيحمى بينها السباق للظفر بالتأهل للدور نصف النهائي، فلقاء السعودية واليمن هام للطرفين، فالأخضر يريد تعويض خسارته من العراق، واليمن هدفه أن يضع بصمة له في هذه البطولة حتى ولو كانت على حساب أحد المرشحين الدائمين للمنافسة على اللقب، ورغم خسارة السعودية في مباراته السابقة فإن استحواذه على الكرة كان جيدا وخسر بكرتين ثابتتين ولم يستطع تجاوز دفاع العراق، فكان العيب الواضح في التكتيك هو الإصرار على لعب الكرات الطويلة والهجوم من العمق، ولم تكن في صالح هجوم الأخضر لفوارق البنية الجسدية والألعاب الهوائية التي لم تكن لصالحهم، فإذا أراد الانتصار اليوم فعليه أن ينوع من أسلوبه ويركز على التحرك من الأطراف ونقل الهجمات بسرعة كبيرة والتسديد المحكم على المرمى، بينما سيلجأ اليمن إلى أسلوبه الواضح وهو الدفاع المتواصل الذي يزداد صلابة من خلال بقاء النتيجة سلبية، فلو نجح المنتخب السعودي في تسجيل هدف مبكر فسيكسب بنتيجة كبيرة، وفي حالة تأخر ذلك فسيزيد من الضغط عليه، والنتيجة أقرب للأخضر.. وفي المقابل المواجهة العراقية الكويتية تكتيكية وهامة للطرفين ويخوضها المنتخبين بعد أن انكشفت الأوراق في المباراة السابقة، فأسلوب العراق شبه معروف، كما فاجأ به المنتخب السعودي، هو الميل إلى الدفاع وإغلاق العمق والبحث عن الاستفادة من الكرات الثابتة أو المرتدات السريعة، ولكن هذا الأسلوب يجب تغييره اليوم لأن الكويت يجيد اللعب على الأطراف بلاعبين جيدين مثل فهد العنزي أو وليد علي، ولديه هجوم جيد مثل بدر المطوع وناصر اليوسف، فهذه الطريقة قد تزيد الضغط على مرمى العراق، ويحتاج لاعبوه إلى استخدام الأطراف بشكل جيد لإيقاف التحركات الكويتية الناجحة من هذه المناطق، وذلك بتوظيف عدد من اللاعبين المهاريين مثل أحمد ياسين والاستفادة من خبرة يونس محمود وعلاء الزهرة، فقوة الكويت هجوميا من خلال التحرك من الأطراف، ولكن عيوبه قلة عطاء لاعبي المنتصف والفراغات التي أمام مدافعيه، بينما يتفوق العراق بلاعبيه الواعدين ولكنه سيعاني من الأطراف الدفاعية، ومن الصعب التكهن بنتيجة المباراة، ولكن قد تكون بفارق هدف لمصلحة المنتخب العراقي.